من الآيلاينر المجنّح الذي اشتهرت به بريجيت باردو، إلى أحمر الشفاه الأحمر الذي أصبح علامة فارقة لإطلالات تايلور سويفت – لطالما كان للمشاهير بصمتهم الخاصة في عالم الجمال. وفي التسعينيات، حجزت باميلا أندرسون مكانها ضمن هذه القائمة، بإطلالة لا تُنسى شكّلت جزءاً من ثقافة تلك الحقبة: حواجب رفيعة للغاية، مكياج عيون سموكي لامع، وشفاه محدّدة بوضوح... وغالباً ما كانت تُكمّل هذه الإطلالة بتسريحة مرفوعة بعفوية مدروسة.
لكن السنوات الأخيرة حملت تحوّلاً لافتاً في إطلالات نجمة Baywatch. فمن عروض باريس للأزياء إلى السجادة الحمراء، اختارت باميلا الظهور بوجه خالٍ تماماً من المكياج، في خطوة أثارت الفضول، ثم الإعجاب، وأخيراً – التعاطف.
السر وراء هذا التغيير لم يكن مجرّد رغبة في التبسيط، بل له جذور عاطفية عميقة. ففي عام 2019، فقدت باميلا صديقتها الحميمة وخبيرة التجميل المقرّبة منها، أليكسيس فوغل، التي توفّيت بعد معركة مع سرطان الثدي. منذ لقائهما الأول في عام 1993 أثناء جلسة تصوير، كانت أليكسيس وراء رسم ملامح الإطلالة التي اقترنت باسم باميلا لعقود.
وفي تصريح صريح لمجلة Elle عام 2023، قالت أندرسون: "أليكسيس كانت الأفضل، ومنذ رحيلها، لم أعد أجد أي متعة في المكياج. بدونها، أشعر أنه من الأفضل أن أُبقي وجهي كما هو". ومنذ انتقالها إلى جزيرة فانكوفر بعيدة عن صخب هوليوود، بدأت رحلة العودة إلى الذات، ومعها جاء هذا الأسلوب الطبيعي الخالي من التكلّف.
خلال أسبوع الموضة في باريس الفائت، وبعد عام كامل على إطلالتها الخالية من المكياج، لا تزال باميلا محافظة على النهج نفسه. في عرض ديور للأزياء الراقية في يناير 2025، جلست في الصف الأول بإطلالة أنيقة خالية من أي زينة تجميلية: رباط رأس من الدانتيل الأسود، وشاح رمادي داكن، بلايزر سوداء من ديور، حزام جلد، وبنطلون بالنغمة نفسها. وفي عرض Jacquemus للرجال، ظهرت بفستان أبيض عالي الياقة، بأزرار أمامية، مع تسريحة شعر بسيطة مشدودة إلى الخلف.
"أشعر براحة أكبر في بشرتي كما هي، لكنني أعيش في عالم يركّز بشدّة على الجمال"، قالت لمجلة Today، مضيفةً: "فكّرت، لماذا لا أتحدى مفهوم الجمال؟". وتابعت: "أؤمن أن الجمال الحقيقي ينبع من الداخل، ولا حاجة لأن نخوض اللعبة. محاولة اللحاق بالشباب مضيعة للوقت".
ورغم التغطية الإعلامية المكثّفة التي رافقت هذا التحوّل، أوضحت باميلا في حوار مع مجلة People : "لم أكن أتوقّع أن يلاحظ أحد، لكنني سعيدة لأنه تحوّل إلى رسالة إيجابية".
ما تفعله باميلا اليوم لا يقتصر على إطلالات متقشفة أو ستايل بسيط، بل يتعدى ذلك ليشكّل تحدياً جريئاً لمعايير جمال موروثة. إنها تُذكّرنا أن البساطة قد تكون أقوى أشكال التعبير، وأن الجاذبية الحقيقية لا تحتاج إلى أدوات خارجية لتُثبت حضورها.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.