من دون شك، لا يكتمل أي مكياج من دون لمسة سحرية من الماسكارا. هذه التركيبة السوداء الكثيفة التي نضعها على الرموش لتحويل النظرة من عادية إلى آسرة. في يومنا هذا، لم تعد وظيفة الماسكارا تقتصر على تلوين الرموش فقط، بل تطورت لتطويلها، تكثيفها، رفعها، وتحديدها بشكل احترافي.
لكن، هل تساءلتِ يومًا عن أصل هذا المستحضر الجمالي الذي يضاعف من جذابيتك بلمسة واحدة؟
من الكحل إلى الماسكارا
الماسكارا من أقدم مستحضرات التجميل في التاريخ، وكانت تُستخدم لتلوين الرموش، الحواجب، بل وحتى الشوارب! وقد سُجل أول استخدام لها في الحضارات القديمة، وتحديداً في مصر الفرعونية، حيث استخدم المصريون الكحل لتحديد العيون والرموش منذ عام 4000 قبل الميلاد. ولم يكن الأمر مجرد تجميل، بل كان له دلالات روحانية وحماية من الأرواح الشريرة.
أما في أوروبا، فقد كانت الماسكارا تُعرف باسم "mascaro"، وغالبًا ما استُخدمت من قبل الممثلين الذكور، لا النساء. ومع تراجع استخدام المكياج في أوروبا في العصور الوسطى، ارتبط وضعه بالمسرح وفتيات الاستعراض، فيما ظلّ تقليد الكحل راسخاً في ثقافات الشرق الأوسط.
بداية الماسكارا الحديثة
في العصر الفيكتوري، بدأت النساء في إعداد خلطات منزلية من معجون أسود يسخّن ويُستخدم على الرموش لإعطائها مظهراً أطول وأكثر كثافة. ولكن بسبب معايير المجتمع الصارمة آنذاك، كان لا بدّ أن يكون التأثير ناعماً وغير مرئي.
التحوّل الحقيقي جاء مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حين طوّر كل من يوجين ريميل وتوماس ليل ويليامز مؤسس مايبيلين تركيبات أولية من الماسكارا من الفحم والفازلين. ورغم أنها كانت فوضوية وصعبة التطبيق، إلا أنها فتحت الطريق أمام صناعة كاملة.
قفزة ثورية
المنتج الأهم جاء في عام 1957 على يد خبيرة التجميل هيلينا روبنشتاين التي أطلقت أول ماسكارا على شكل كريم داخل أنبوب يُضغط ليخرج المنتج ويوضع بالفرشاة على الرموش. ولاحقاً، أُضيف العمود الحلزوني داخل الأنبوب لتطبيق أسهل، لتولد بذلك الماسكارا التي نعرفها ونحبها اليوم.
من أدوات المسرح إلى الحقيبة اليومية، اختصرت الماسكارا رحلة جمال طويلة في أنبوب صغير. رحلة بدأتها الحضارات القديمة، وطورتها النساء عبر العصور، لتصبح اليوم أكثر من مجرد لون… بل أداة تعبير وقوة وجاذبية.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.