Francis Kurkdjian في حوار خاص حول عطر Bois d’Argent Esprit de Parfum | Gheir

Francis Kurkdjian في حوار خاص حول عطر Bois d’Argent Esprit de Parfum

جمال  Sep 08, 2025     
×

Francis Kurkdjian في حوار خاص حول عطر Bois d’Argent Esprit de Parfum

في عالم العطور، هناك لحظات نادرة يُعاد فيها تعريف أيقونات خالدة. هذا تماماً ما فعله فرانسيس كوركجيان Francis Kurkdjian مع عطر Bois d’Argent، أحد الركائز الأساسية لمجموعة La Collection Privée من ديور، والذي يعود اليوم في صيغة Esprit de Parfum بتركيز أقوى ولمسة أكثر إشراقاً وعمقاً. بمزيج من البخور والسوسن التوسكاني والفانيليا الدافئة، يقدّم العطر رؤية جديدة للغموض والأناقة المعاصرة. في حوار خاص مع مجلتنا، تحدّث كوركجيان عن نقطة الانطلاق في إعادة تخيّل هذا العطر، عن رؤيته لمفهوم العطر الشخصي، وعن علاقته بالاستدامة والجندر في صناعة العطور. هنا يكشف لنا تفاصيل رحلته الإبداعية، وكيف يسعى لأن يجعل من كل عطر تجربة شخصية تمسّ الروح وتثير العاطفة.

قصة العطر ونفحاته

افتتحت المقابلة بسؤاله عن نقطة الانطلاق لهذا العطر الجديد، وما إذا كان يبدأ عادةً بقصة أو مزاج معين أو نوتة محددة، فأجاب قائلاً: "بعكس العديد من العطور التي أبتكرها من الصفر، هذا العطر له نقطة انطلاق واضحة، وهي العطر الأصلي الذي صدر عام 2005. كانت الفكرة العودة إلى الجذور، والانطلاق من الرؤية التي وُلد فيها العطر. من هناك، بدأت في بناء القصة، كما لو أنني أكتب نصاً لا أكون صاحبه الأصلي، بل أضيف إليه لمسة جديدة."

عند سؤاله عن النوتة أو التقنية التي شكّلت مفتاحاً لإعادة تخيّل عطر Bois d’Argent في نسخته الجديدة، أجاب: "هناك أمران. الأول هو شراكتنا مع مزرعة للآيريس في توسكانا حيث نملك كامل إنتاجها، ما يضمن الجودة والتتبع الكامل. وهذا المكوّن موجود بتركيز عالٍ في تركيبة Eau de Parfum الجديدة. والثاني هو لمستي الشخصية، حيث قمت بتعديل تركيبة الفانيليا والمسك باتجاه نغمة أكثر دفئاً، فيها لمسة عسلية ذهبية تعطي إشراقاً جديداً للعطر. الاسم نفسه Bois d’Argent، والذي يعني "خشب فضي"، هو نوع من التناقض. فأردت أن أُضفي على "الفضة" شيئاً من الدفء واللمعان."

وعمّا إذا كان يعتقد أن للعطر شخصية واحدة وواضحة، قال: "أحاول أن أخلق عطوراً يمكن أن يتفاعل معها أكبر عدد من الناس. حتى وإن كانت العطور نخبوية أو حادة الطابع، أريد لها أن تكون شمولية. لا أحب فكرة أن عطر ما مخصص لامرأة ناعمة أو لرجل قوي. أفضّل أن يختبر كل شخص العطر بطريقته. أؤمن بالشمولية وليس بالإقصاء."

لا أؤمن بفكرة العطر الواحد للأبد

عند سؤاله عن مفهوم العطر الشخصي أو الـSignature Scent، وإن كان يؤمن بوجود عطر واحد يعبّر عن الشخص بالكامل، قال فرانسيس: "أعتقد أن الناس يبحثون عن هويتهم في عالم أصبح بلا ملامح. كل شيء يبدو متشابهاً، والمنتجات تُنتَج بكميات ضخمة. لذلك هناك رغبة في التفرّد. منذ 25 سنة بدأت بصنع عطور خاصة لعملاء، وأشعر أن هذا التوجّه يعود اليوم. لكن مع ذلك، نحن لا نملك هوية واحدة. هناك أنا في العمل، أنا مع العائلة، أنا مع الشريك، إلخ. من الصعب جداً أن يُعبّر عطر واحد عن كل هذه الجوانب، وعن التحولات الطبيعية التي نمر بها، من الطفولة إلى الأمومة، ومن مراحل النضج المختلفة. لا أؤمن بفرضية أن لكل شخص عطرا واحدا فقط، فذلك يحدّ من الحرية ويشبه القول إن علينا أن نحب شخصاً واحداً طوال الحياة. الأمر أشبه بالحب، وقد نمرّ بتجارب مختلفة. لذلك، لا أؤيد فكرة ’عطر واحد للأبد".

الاستدامة ومفهوم العطور "النيش"

تحدث فرانسيس أيضاً عن الجانب المتعلق بالاستدامة، موضحاً: "كما ذكرت، نستخدم الآيريس من مزرعة في توسكانا نملك كامل إنتاجها، وأيضاً حددنا خمسة زهور أساسية لدينا في ديور: الياسمين، الورد، زهر البرتقال، اللافندر، والآيريس. وحرصت على تأمين أعلى جودة لكل منها." وفي ما يتعلق بالعطور "النيش" أو الحصرية، وما إذا كان يوافق على عدم ربط العطر بجنس محدد، أجاب: "الأمر يعتمد على القصة. إذا كانت القصة تتطلّب أن يكون العطر عن الأنوثة أو الذكورة، فلا بأس. لكن لا أبدأ بوضع حدود مسبقة. أريد أن أرى ما لدي لأقوله أولاً. وربما في النهاية تكون النتيجة عطراً أنثوياً أو ذكورياً أو محايداً. الأهم أن لا نضع القيد قبل الفكرة. بالنسبة للعلامات الصغيرة، القول بأن العطر "جندرياً محايدا" هو قرار استراتيجي أيضاً، لأنه يوسّع قاعدة العملاء المحتملين.”

العودة إلى قصص مرتبطة بتاريخ ديور

سألت العطّار أيضاً عن نهجه في تطوير مجموعة La Collection Privée من ديور، والتي تُعتبر من اكثر المجموعات رقياً وفخامةً، فأوضح قائلاً:" في السنوات الأربع الأخيرة عملنا على تعزيز الحضور والقوة العطرية للأيقونات ضمن المجموعة، مثل Bois d’Argent . بدأنا أيضاً بالعودة إلى القصص الأصلية المرتبطة بتاريخ الدار وشخصية كريستيان ديور." أما عن مفهوم العطر الخالد، فقال: "العطر الخالد هو الذي يقدّم شيئاً جديداً لحظة إطلاقه، ويُلهم الآخرين، ويبقى صامداً في السوق لسنوات. بعد عشر سنوات، يمكن أن يصبح عطراً أيقونياً. مثلما حصل مع J’adore أو Fahrenheit، فقد أصبحا عطرين مرجعيين في هذه الصناعة".

أما عن مصادر إلهامه، فقال: "كل ما يحيطني قد يكون مصدر إلهام. الطبيعة، المدينة، الفنون، الموسيقى، أي شيء يحمل شعوراً أو عاطفة حقيقية."

وفي ختام الحديث، عندما سُئل كيف يريد للناس أن يشعروا عند استخدام عطر Esprit de Parfum، أجاب: "لا يمكنني أن أكون خلف كل شخص يرتدي عطراً من ابتكاري. لكن ما أتمناه هو أن يشعر مَن يستخدم عطوري بالفرح، بالثقة، وبالفخر."

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

الجمال