هذا العام، شهدت السجادة الحمراء لمهجران البندقية السينمائي الدولي، مزيجاً لافتاً بين الكلاسيكية المتجدّدة واللمسات العصرية، لتتألق النجمات بتسريحات شعر مبتكرة وإطلالات مكياج تنوّعت بين البساطة والدراما، فكانت بمثابة خريطة إلهام لعاشقات الجمال حول العالم.
- منذ اللحظة الأولى، خطفت إيما ستون الأنظار بقصّة شعرها الـ"بكسي" القصير الذي يوازن بين الجرأة والنعومة. هذه القصة التي تعكس ثقة عالية بالنفس جاءت مدعّمة ببشرة مضيئة ذات لمسات طبيعية، ما جعلها رمزاً للجمال البعيد عن التعقيد. ستون أثبتت أنّ القصّات القصيرة قادرة على أن تحافظ على جاذبية أنثوية من دون الحاجة إلى مبالغة.
- أما باربرا بالفين، فاختارت أن تعيد تعريف مفهوم الضفيرة عبر إضافة اللآلئ الصغيرة التي تناثرت بخفّة بين خصلاتها. هذه اللمسة البسيطة ولكن المبدعة، حوّلت تسريحتها إلى لوحة رومانسية معاصرة، وذكّرتنا بقدرة التفاصيل الصغيرة على إحداث فارق كبير في الإطلالة. مكياجها اعتمد على نضارة البشرة مع لمسة وردية خفيفة، ما أضفى توازناً جميلاً بين فخامة الشعر وبساطة الوجه.
- الممثلة الناعمة روني مارا خطفت الأضواء برقتها ورقيها، حيث اعتمدت مع فستان جيفنشي الأسود القصير، ماكياجاً خفيفاً للغاية، وتسريحة الشعر المرفوع نصف رفعة، والمضبوب في خلف العنق بأسلوب الكعكة المنخفضة المتداخلة. إطلالتها هذه ذكّرتنا بجمال فاتنة هوليوود الراحلة أودري هيبورن، التي على الرغم من نعومة ملامحها، كانت تُعتبر أجمل جميلات الشاشة الذهبية.
- إميلي بلانت جعلتنا نتساءل "كيف يمكن لامرأة أن تبدو أكثر جمالاً كلما تقدم بها العمر؟"! فنجمة The Devil Wears Prada أطلّت علينا بفستان فضي لامع وبرّاق تميز بقصته الأنثوية التي تحتضن القوام، ومعه اعتمدت تسريحة الشعر الريترو المتموج، ومكياج هوليوودي أنيق، ركّز على البشرة النقية والشفاه القرمزية، إلى جانب العيون المكحلة مع رموش مقوسة بمساعدة الماسكارا.
- من أبرز محطات السجادة الحمراء أيضاً إطلالات كيت بلانشيت، التي برهنت مرّة جديدة على أنّ الأناقة الحقيقية تكمن في التوازن بين الكلاسيكي والمفاجئ. فقد أطلت أولاً بتسريحة الكعكة المنخفضة البسيطة، مزيّنة بخصل جانبية منسدلة لتكسر رتابة التسريحة، فيما تألّقت بمكياج مرتكز على إشراقة البشرة من خلال منتجات Armani Beauty . ملامحها المضيئة حملت توقيع خبيرة التجميل الشهيرة ماري غرينويل، وأعادت التأكيد على أنّ إشراقة البشرة الصحية هي سر الجمال الدائم.
- على النقيض تماماً، جاءت إطلالة إيف هيوسون التي فضّلت كسر القواعد بمكياج دارمي، ارتكزت على أحمر شفاه داكن وخط آيلاينر أسود حاد. هذا الاختيار لم يكن مجرد تجميل، بل جزء من تكامل مع فستانها الأسود من Schiaparelli، ليصبح مكياجها امتداداً للرؤية الدرامية التي تعكسها دار الأزياء. هنا يمكن القول إن إيف قدّمت درساً في كيفية استخدام المكياج كأداة تعبيرية وليس فقط جمالية.
- أماندا سيفريد بدورها جسّدت مثالاً عن الأناقة المكرّسة للبساطة، عبر الكعكة العالية المشدودة التي صاغها خبير الشعر ريناتو كامبورا. ورغم أنّ هذه التسريحة تُعتبر تقليدية، إلا أنّها منحتها مظهراً متجدداً خصوصاً مع اقترانها بقلادة ميتاليكية جريئة وفستان لافت، لتقدّم صورة متكاملة عن الجمال المتوازن.
- أما غريتا لي فقدّمت طرحاً مختلفاً تماماً مع الشعر المتموّج غير المرتّب، في رسالة جمالية مفادها أن العفوية قد تكون أجمل من الإتقان أحياناً، خصوصاً حين تُنفّذ بخطوط أنيقة.
في المحصلة، يمكن القول إن مهرجان البندقية هذا العام لم يقدّم مجرد إطلالات عابرة، بل جسّد توجهاً جمالياً جديداً يقوم على الحوار بين البساطة والابتكار. النجمات لم يكتفين بالتقليد، بل حاولن أن يتركن بصمتهن الخاصة: سواء عبر قصّة شعر قصيرة جريئة، أو إكسسوار لامع بسيط، أو حتى أحمر شفاه داكن يصرخ بالدراما.
وهنا تكمن روعة مهرجان البندقية: إنه ليس فقط مسرحاً للسينما، بل مختبر جمالي يضع بين أيدينا كل عام جرعة جديدة من الإلهام، تذكّرنا أنّ الجمال في النهاية هو مرآة للشخصية، وتوقيع شخصي لا يمكن تكراره.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.