محطتنا لليوم مع علامة مميزة للتصاميم الداخلية. إنها علامة Yla التي تطرح مجموعتها الأولى في الإمارات تحت اسم Audace، وهي مجموعة تحتضن باقة من القطع المُبتكرة التي تغيّر مفهوم دمج المعادن في المساحات الداخلية، فهي بمثابة تعبير شاعري يرتقي بالتصاميم الداخلية إلى مستويات غير مسبوقة، إذ يضفي عليها لمسة من الجرأة الناعمة والجمال النحتي فيوقظ المشاعر ويخاطب الأحاسيس. تنطلق علامة Yla من فلسفة تحتفي بالأشكال الانسيابية الموجودة في الطبيعة وجمال المعادن العصي على الزمن، فتعيد تصوّر أسلوب الحياة في المساحات الداخلية عبر مجموعة مفروشات تجمع بين الجرأة والأناقة، وبين الطابعَين العصري والكلاسيكي. وفي إطار الرؤية الإبداعية لبينوا روندار، تقدّم Yla مجموعة "ذا أوداس" التي تكتنف مفروشات أنيقة وعصرية يلتقي فيها الإبداع الصناعي مع التصميم العاطفي في تناغم تام.
تتعرّف اكثر على فلسفة العلامة ونهجها في ابتكار أجمل التصاميم العصرية، كان لنا هذا الحوار الخاص مع المؤسس بينوا روندار:
البدايات والرؤية الفلسفية
وُصفت "Yla" بأنها تطور عضوي في رحلتك الإبداعية. هل يمكنكِ إخبارنا عن اللحظة التي شعرتِ فيها بأن الوقت قد حان لإطلاق علامتك الخاصة في تصميم الأثاث؟
وُلدت Yla من حاجة داخلية عميقة إلى التعبير عن شيء أكثر خصوصية. كانت وسيلتي لتحويل أكثر من عشرين عاماً من العمل في تشكيل المعادن إلى مشروع يحمل بُعداً عاطفياً. لم تكن خطوة تجارية بقدر ما كانت دافع إبداعي. وجاءت اللحظة الحاسمة حين أدركت أنني لم أعد أرغب فقط في تشكيل المواد، بل في تشكيل المعاني أيضاً.
ما الذي ألهمك لاختيار اسم Yla ، وكيف يعكس هوية العلامة وقيمها؟
اخترت الاسم لرقّته، لأناقته، وللطريقة التي ينساب بها بنعومة، تماماً مثل الخطوط التي نرسمها في تصاميمنا. لا يحمل حوافاً حادة، ولا يعكس أي ذاتية أو ضجيج. هو اسم يبقى في الذاكرة، تمامًا كقطع الأثاث نفسها. حتى في طريقة نطقه – "إي-لا" – هناك هدوء ونية واضحة في الصوت.
لك خبرة تمتد لعشرين عاماً في شركة Eurotech، كيف أسهمت هذه التجربة في هندسة الفولاذ بتشكيل فلسفة وهوية Yla؟
العمل مع الفولاذ علّمني الدقة، الصبر، واحترام المواد الخام. في Eurotech، كانت الأولوية للوظيفة والكفاءة. أما في Yla، فأردت أن أُدخل البعد الجمالي والعاطفي إلى نفس المجال. فكانت النتيجة فلسفة ترى في المعدن شيئاً نابضاً بالحياة، لا مجرد مادة باردة.
مجموعة Audace
ما كانت الشرارة الأولى وراء مجموعة Audace؟ وماذا يعني هذا الاسم في سياق تصاميمكم؟
"Audace" كلمة فرنسية تعني الجرأة، لكنها ليست جرأة صارخة أو عداونية، بل تلك التي تأتي بثقة هادئة. بدأت الفكرة من تساؤلات بسيطة: كيف يمكننا أن نُضفي الطابع إنسانياً عميقًا على شيء صناعي؟ كيف نحول القوة إلى هدوء؟ هذه الأسئلة شكّلت جوهر المجموعة.
المجموعة توازن بين الحِرفية الصناعية والتصميم العاطفي. كيف تصلون إلى هذا التوازن؟
كل خط مدروس بعناية هندسية، لكن كل منحنى نُصممه بإحساس. التوازن لا يأتي من معادلة جاهزة، بل من حوار مستمر: بيننا وبين المادة، بين المصمم والحِرَفي، بين التقني والعاطفي. لا وجود لعنصر واحد بمعزل عن الآخر. هما معاً، دوماً.
من الواضح أن كل قطعة مصنوعة بعناية فائقة. كيف تؤثر الشراكة بين الحرفيين والمهندسين في Yla على النتيجة النهائية؟
كل شيء يُصمم داخل استوديو Yla، وهذا يعني أن الحرفيين والمهندسين والمصمم ريمي داميليفيل يعملون جنباً إلى جنب منذ البداية. هذا النوع من التعاون هو ما يمنح كل قطعة مزيجاً من الدقة والإحساس. لا توجد مراحل منفصلة، بل حوار مشترك يُبنى حول كل تفصيلة.
كل إصدار موسمي يأتي بألوان مستوحاة من الطبيعة. كيف تم تطوير الألوان الأربعة الأساسية لمجموعة Audace؟ وماذا تمثل بالنسبة لك؟
الألوان الأربعة الدائمة – الفحمية (Charcoal)، الملكية (Imperial)، القطبية (Polar)، والصحراوية (Desert) – صممها ريمي داميليفيل. لم نُردها مجرد ألوان جميلة، بل حاملة لقصص ومشاعر مستلهمة من تناقضات الطبيعة.
- Charcoal تمثل البدايات الجديدة بعد الاحتراق: مستوحاة من الغابات المحترقة، الصخور البركانية، ودفء ما بعد الدمار.
- Imperial تجسيد للقوة الرقيقة، كزهرة حمراء تتفتح وسط الثلج.
- Polar تُمثل البقاء، القوة الصامتة والثابتة.
- Desert ترمز إلى الصبر، إلى القوة الهادئة في مشاهد طبيعية تتحرك ببطء لكن دون توقف.
هذه الألوان تُشكّل نواة هوية Yla، مرساة دائمة في عالم يتغير باستمرار. إلى جانبها، نقدم ألوانناً موسمية تستجيب لإيقاع الطبيعة، لتمنح المجموعة أبعادًا جديدة دون أن تُفقدها ثباتها. أضع الرؤية، لكن ريمي هو من يترجم العاطفة إلى لون، ليحول الإحساس إلى شكل ملموس. ليست مجرد ألوان، بل حالات شعورية، مصممة لتدوم.
الاستدامة وطول العمر
تُشدد Yla على الاستهلاك الواعي والاستدامة. كيف تتعاملون مع اختيار المواد والإنتاج لتقليل الأثر البيئي؟
تصاميمنا مصنوعة لتدوم، ليس فقط مادياً، بل عاطفياً أيضاً. ليست قطع تواكب صيحة وتنتهي، بل تُبنى برعاية لتبقى. في الإنتاج، نحرص على تقليل الهدر. نستخدم تقنيات مثل الطلاء بالمسحوق بدلاً من الرش التقليدي، وهو خيار أنظف لا يُطلق جزيئات ضارة. كما أن الأقمشة المستخدمة خالية من المواد الكيميائية مثل PFAS/PFCs، ما يجعلها أكثر أماناً للمنزل والبيئة، ومعتمدة من STANDARD 100 من OEKO-TEX، أحد أعلى معايير الاستدامة عالمياً.
تصفون أثاث Yla بأنه "مصمم ليعيش طويلاً". ما الدور الذي تلعبه المتانة في بناء رابط عاطفي بين القطعة وصاحبها؟
حين يُصنع الشيء ليبقى، تتعامل معه بنظرة مختلفة. يصبح جزءاً من مساحتك، من حكايتك الشخصية. هذه هي الفخامة التي نؤمن بها: فخامة لا تُستبدل، بل تُعاش. شيء يسكن معك... ويستمر.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.