العُلا تتلألأ بتصاميم المستقبل: حيث يلتقي التراث بالحداثة | Gheir

العُلا تتلألأ بتصاميم المستقبل: حيث يلتقي التراث بالحداثة

ديزاين  May 28, 2025     
×

العُلا تتلألأ بتصاميم المستقبل: حيث يلتقي التراث بالحداثة

تحوّلت العُلا، هذه الجوهرة السعودية الواقعة في قلب الصحراء، إلى وجهة سياحية عالمية تستقطب الزوّار من المنطقة العربية ومختلف أنحاء العالم. بجمالها الطبيعي الأخّاذ وتاريخها العريق، أصبحت العُلا مركزاً نابضاً بالثقافة والفنون والهندسة المعمارية المعاصرة. ففي السنوات الأخيرة، شهدت المنطقة نهضة عمرانية مذهلة، حيث تحتضن اليوم مجموعة من الفنادق والمنتجعات الفاخرة، إلى جانب صروح ثقافية ومعمارية تُعد من الأجمل والأكثر ابتكاراً في العالم. ما يميز العُلا هو قدرتها على الجمع بين سحر التاريخ وروح الحداثة، مما يجعل كل زيارة تجربة حسية غنية بالجمال، الإلهام، والدهشة. إنها ليست مجرد وجهة، بل قصة متجددة تُروى عبر الحجر، الرمل، والضوء.

مثال حي على الحركة العمرانية المعاصرة

في قلب صحراء العُلا، يُحدث مشروعان معماريان تغييراً جذرياً في المشهد الثقافي: الأول هو منتجع الضيافة الفاخر "شيدي الحِجر" The Chedi Hegra، الواقع على أحد أهم مواقع التراث العالمي لليونسكو في المملكة العربية السعودية، والثاني هو "قاعة مرايا للحفلات" Maraya Concert Hall، المعروفة دولياً وأكبر مبنى بواجهة مرايا في العالم. ويُمثل هذان المشروعان معياراً جديداً في التصميم والتعبير الثقافي بالمملكة، حيث يُعدان جزءًا من رؤية استوديو التصميم الإيطالي جيو فورما Giò Forma والتميز الفني لبولترونا فراو.

شيدي الحِجر: منتجع ذو تاريخ عميق

يقع فندق "شيدي الحِجر" في قلب الموقع الأثري للحِجر، ويجمع بين الأناقة العصرية والتراث النبطي. صُمم الفندق بواسطة استوديو جيو فورما بالتعاون مع شركة بلاك إنجنيرنج Black Engineering، المختصة بالتصميم المعماري للفنادق، وبإدارة سلسلة فنادق GHM. يضم الفندق 35 غرفة وفيلا، مُتناغمة بشكل سلس مع المشهد الطبيعي للصحراء المحيطة.

وقامت جيو فورما باختيار بولترونا فراو لتصميم وتنفيذ عناصر التنجيد، معتمدة على فلسفة مشتركة تركز على التفاصيل الدقيقة، والتصميم دائم الأثر، والخامات الرفيعة، مع احترام عميق لهوية المكان. وبفضل خبرتها الحرفية، ساهمت بولترونا فراو في تصنيع قطع جلدية خصيصاً لتعكس الرؤية المعمارية للمشروع. ويُركز هذا المشروع الذي طُور بالتشاور الوثيق مع منظمة اليونسكو على الحفاظ على قيمتي التراث والتداخل الضوئي للموقع. ومن المعالم المميزة للموقع، كانت قاطرة لوكوموتيف 964 التاريخية، والتي تُعرض الآن في مطعم بريما كلاسيه. بالإضافة إلى سقيفة الظل (اللاميلا)، وهي عبارة تصميم مظلي خلاب بطول 700 متر يربط بين المباني في جميع أنحاء الموقع.

قاعة مرايا للحفلات: مرآة أيقونية تعكس رؤية المملكة 2030

وعلى مقربة، تمثل قاعة مرايا الطموح الثقافي العالمي لمدينة العُلا. صُنفت من قبل موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية كأكبر مبنى عاكس في العالم، هي نتاج شراكة في التصميم بين كل من جيو فورما وبلاك إنجنيرنغ، وتتميز بواجهة من المرايا تعكس المشهد الطبيعي والصحراوي المحيط.

أما الديكور الداخلي فهو تجسيد للهدوء والذوق الرفيع. تتكون القاعة من 550 مقعد من طراز بيتاغورا من إنتاج بولترونا فراو والتي صُممت خصيصاً لقاعة الحفلات، ومُغطاة بطبقة بجلد صديق للبيئة Impact Less بلون ColorSphere®، وهو ظل كاروبو الترابي الدافئ الذي يتناغم مع جمال المشهد الطبيعي المحيط.

وقد اشتهرت مقاعد بيتاغورا التي صممها الثنائي ليلا وماسيمو فينيلي عام 1982 بنقاء التفاصيل، وتصميمها مريح، ودورها في تحسين جودة الأداء الصوتي داخل القاعة. كما أن هندستها العصرية وتصميمها الخلاب يميزانها كجزء أساسي من المعلم الثقافي المتمثل في قاعة مرايا، حيث ينبغي أن يتناغم المظهر، والوظيفة، والتراث سوياً في نفس المكان.

هذا المزيج المنسق بعناية بين الشكل، والتشطيبات، والخامات لا يعكس التزام بولترونا فراو بالاستدامة والتميز الحرفي فحسب، بل يرتقي أيضاً بالتجربة البصرية للمكان.

والنتيجة هي خليط متناغم من مساحة الأداء والمعمار النحتية، حيث يحترم الابتكار البيئة ويُعزز من قيمتها. ولأن قاعة مرايا تُعد أحد أبرز معالم رؤية المملكة 2030، فهي تستضيف عروضًا عالمية، وفعاليات ثقافية، ومعارض تُعزز مكانة المملكة على الساحة الدولية.

رؤية موحدة للثقافة، والحرفية، والمكان

تبرهن بولترونا فراو وجي فورما على قوة التعاون المتأصل في سياق المكان من خلال تأثيرات تصميمية في كل من منتجع شيدي الحجر وقاعة مرايا، ابتداءً من الإيقاع المعماري الهادئ لمنتجع الحِجر، وصولًا إلى الحداثة في واجهات قاعة مرايا العاكسة، فلكل مشروع رؤية مشتركة يتجلى أثرها من خلال: تشييد أماكن تعتز بالماضي، ترتقي بالحاضر، وتُلهم المستقبل.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

الديزاين