ضمن فعالية L’Appartamento بتنظيم "Artemest" خلال أسبوع ميلانو للتصميم 2025، تحوّل قصر "بالاتزو دونزيتي" التاريخي إلى مساحة عرض فنية حيّة، حيث كُلّف ستة مصممين عالميين بإعادة ابتكار ست غرف ضمن هذا المعلم العريق. من بين المشاركين، قدّمت المصممة السعودية نبراس الجُعيب رؤيتها الجريئة والنحتية لتصميم "غرفة القراءة"، التي عكست قدرتها اللافتة على إعادة تفسير العناصر الكلاسيكية من منظور عربي معاصر.
تُعرف الجُعيب بمقاربتها الفريدة التي تجمع بين الجمالية الهادئة والحس المادي العميق، وفي هذا المشروع، نجحت في صياغة حوار بصري راقي بين الحرفية التراثية والمفاهيم الحديثة.
"غرفة القراءة" كما صمّمتها، ليست مجرّد مساحة وظيفية، بل مشهدًا سرديًا تنصهر فيه روح القصص العربية مع التقاليد الحرفية الإيطالية والإبداع العصري، لتخلق تجربة تصميمية ذات طابع عالمي، متجذّر في الثقافة، لكنه معاصر في كل تفاصيله.
لنتعرف أكثر على هذا المفهوم وعلى رؤية نبراس، كان لنا معها الحوار التالي:
ما الذي ألهمك لتصميم هذا المفهوم تحديداً في أسبوع ميلانو للتصميم 2025؟
جاءت فكرة The Reading Room من رغبتي في إعادة تفسير فضاء مألوف — وهو غرفة الدراسة — برؤية مختلفة. كنتُ متأثرة بقوة الحوار والتأمل، وأردت أن أصمم مساحة تُشبه "حواراً حياً" بين التقاليد والابتكار. اختيار شقة ميلانية تاريخة كموقع للمشروع ضمن L’Appartamento مع "Artemest" وفّر الإطار المثالي لاستكشاف هذا التوتر الجميل بين الإرث والتعبير العصري.
كيف توازنين بين الحفاظ على العناصر التصميمية التقليدية ودمج التأثيرات المعاصرة؟
بالنسبة لي، لم يكن التوازن مسألة دمج مباشر، بل خلق حوار بصري بين الزمنَين. لطالما استهوتني أشكال منتصف القرن العشرين لصفائها وهدوئها، وفي هذا الفضاء، كانت العمارة الكلاسيكية تحمل بالفعل ثقلاً بصرياً كافياً. لذلك، أضفت عناصر معاصرة تتكامل معها ولا تتنافس، ما خلق حواراً شخصياً ومُركّباً يترك لكل أسلوب مساحته الخاصة ليعبّر عن نفسه.
The Reading Room تعيد تصور تصميم غرفة الدراسة الكلاسيكية. لماذا ابتعدتِ عن الشكل التقليدي القائم على المكتب؟
كان هدفي خلق توازن هادئ بين وظيفة الفضاء ومعناه. بدلاً من التصميم المركزي القائم على مكتب جامد، اخترت تكويناً أكثر راحة وسلاسة: استندت إلى مقعد منحوت في وسط الغرفة، تحيط به قطع تجمع بين الجمالية والوظيفة. الفضاء يستوعب عدم التماثل ويحتضن أشكالاً جريئة تنسجم بانسيابية مع الطابع المعماري الكلاسيكي، ما يعزز الإحساس بالثقة والسكينة.
حدثينا أكثر عن تعاونك مع "Artemest" ضمن L’Appartamento ..
كان التعاون مع "Artemest" ملهماً وسلساً. التزامهم العميق بالحرفية الإيطالية وشبكتهم الواسعة من الحرفيين المبدعين أضفى على المشروع غنى مادياً وروحياً يتناغم تماماً مع رؤيتي لـ The Reading Room . هذا التعاون أتاح لي استكشاف التوازن الدقيق بين التقاليد والتصميم العصري، مما ساعد في خلق مساحة تشعر بأنها متجذّرة، ومع ذلك منفتحة على المستقبل.
تستلهمين في أعمالك الكثير من التراث العربي. كيف تنسجين عناصر من الثقافة العربية في تصاميمك بطريقة معاصرة؟
الحكاية في الثقافة العربية غالبًا ما تكون حسّية وعميقة الأثر، وأحاول أن أترجم ذلك من خلال الإيقاع المكاني، الخامة والشكل. لا أبحث عن استحضار مباشر أو رمزي، بل أركّز على استدعاء الشعور بالمكان والذاكرة. أستوحي أحياناً من عناصر معمارية أو خطوط إقليمية، وأستخدم النسبة والخامة لإعادة صداها بأسلوب غير مباشر. هدفي هو تقديم مساحات تستمد قوتها من الثقافة دون أن تكون محاصرة بها، بل تعكسها بروح مرنة ومعاصرة، تغتني بالماضي دون أن تتقيد به.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.