مقابلة خاصة مع مؤسِسة The Bowery Company للتصاميم الداخلية الاسكندنافية الطابع | Gheir

مقابلة خاصة مع مؤسِسة The Bowery Company للتصاميم الداخلية الاسكندنافية الطابع

ديزاين  Jun 03, 2025     
اشترك في قناتنا على يوتيوب
Loading the player...
×

مقابلة خاصة مع مؤسِسة The Bowery Company للتصاميم الداخلية الاسكندنافية الطابع

من قلب شارع باوري النيويوركي، انطلقت شرارة الإلهام التي قادت كريستيان نصر لتأسيس The Bowery Company ، وهي علامة تصميم داخلي تجمع بين الفخامة الهادئة والاستدامة. اليوم، وبعد النجاح اللافت في دبي، توسّع العلامة حضورها إلى المملكة العربية السعودية، مع افتتاح صالة عرض جديدة في الرياض تمتد على مساحة 10 آلاف قدم مربعة، في خطوة تعبّر عن التزامها برؤية السعودية 2030 ومساهمتها الفعلية في إعادة تشكيل مشهد التصميم الداخلي في المنطقة. بلمسة إسكندنافية، وروح محلية، تقود كريستيان نصر هذه الرحلة بشغف واضح، حاملة معها رسالة مفادها أن التصميم ليس مجرد جماليات، بل أسلوب حياة يعكس الهوية، ويدعم المجتمعات، ويحتفي بالتقدم دون أن يتخلى عن الجذور.

مع كريستين كان لنا الحوار التالي:

الرحلة

بدأت رحلتك في شارع باوري بمدينة نيويورك. هل يمكنك أن تعيدي لنا لحظة الإلهام هذه، وكيف تطوّرت لتُطلقي علامتك الخاصة؟

أتذكر ذلك اليوم جيداً، كنت أمشي في شارع باوري عندما توقفت أمام صف من محلات الإضاءة. كان هناك شيء في المشهد شدّني بقوة: الإبداع، التفاصيل، الإحساس بأن التصميم يمكن أن يكون أكثر من مجرد وظيفة عملية. كانت لحظة انبهار حقيقة. ومن هنا جاءت الفكرة—أن أنقل هذه الطاقة وهذا الشغف بالتصميم إلى منطقتنا. في ذلك الوقت، لم يكن التصميم موضوعاً شائعاً في حياتنا اليومية في الشرق الأوسط، وكنت أطمح لتغيير ذلك. تلك الخطوات على رصيف باوري كانت بداية ما أصبح لاحقاً The Bowery Company، كوسيلة لإدخال التصميم إلى بيوتنا، ليصبح جزءًا من أسلوب حياتنا ومشاعرنا وتعبيرنا عن أنفسنا.

أنتِ معروفة بجعل التصميم متاحاً للجميع. ماذا تعني لكِ عبارة "الفخامة بأسعار معقولة"؟ وكيف تطبّقين هذا المفهوم عملياً؟

بالنسبة لي، الفخامة المعقولة تعني الجمال الذي يدوم. لا يتعلق الأمر بالموضة السريعة أو بالمظاهر، بل بتصميم صادق يُشعرك بالراحة كل يوم. نحن نعمل مع علامات تهتم بالحرفية والخامات، لكنها أيضاً تهتم بجعل منتجاتها في متناول الجميع. الفكرة هي تقديم قيمة حقيقية من دون التنازل عن الجوهر أو الإحساس. عملاؤنا يبحثون عن قطع خالدة، وليست لافتة. عن أشياء تعبّر عن ذوقهم، تجعلهم يشعرون بالراحة، ولا يحتاجون لتبديلها كل عام، وهذا أيضاً نوع من الاستدامة.

الرؤية

شركة The Bowery Company تعيد تعريف التصميم الداخلي في الخليج. كيف تشرحين جوهر العلامة لمن يكتشفها للمرة الأولى؟

هدفنا خلق مساحات مريحة بقدر ما هي جميلة. لسنا مهتمين بإبهار الناس أو مواكبة كل صيحة، بل نسعى لتصميم أماكن تشعر وكأنها امتداد طبيعي للشخص الذي يسكنها. التصميم بالنسبة لنا عاطفي، ولهذا السبب يتفاعل الناس معه عندما يزورون معارضنا. نحن نختار القطع بعناية، بتصاميم هادئة، وخامات صادقة، ولمسات لا ترتبط بالزمن. لا نعرض ما يلفت الأنظار بقدر ما نعرض ما يلامس الحياة اليومية.

التصميم الاسكندنافي حاضر بقوة في أسلوبكِ. ما الذي جذبكِ إليه؟ ولماذا تعتقدين أنه يلقى صدى في المنطقة؟

لطالما أعجبتني قوّته الهادئة. التصميم الاسكندنافي لا يصرخ، لكنه يترك أثراً عميقاً. فيه صفاء وهدوء، وبساطة تمنح راحة نفسية. أعتقد أن الناس في منطقتنا بدأوا يبحثون عن هذا الإحساس، خصوصًا في عالم أصبح سريعاً ومليئاً بالتشويش. وهو أيضاً يتماشى مع قيمنا: التركيز على الأسرة، الكرم، والدفئ. قد يبدو مختلفاً ظاهرياً، لكنه في الجوهر قريب منا جداً.

تتحدثين كثيراً عن "محلية التصميم". ماذا يعني لكِ ذلك ضمن مسيرة The Bowery Company؟


محلية التصميم تعني فهم نمط الحياة هنا: عاداتنا اليومية، أهمية الضيافة، والخصوصية. لا ننسخ تصاميم من أماكن أخرى، بل نأخذ أجمل ما في التصميم العالمي ونطوّعه ليشبهنا. من طريقة تنسيق المعارض، إلى اختيار العلامات التي نتعامل معها، كل شيء يتم ونحن نضع المنطقة وثقافتها في الحسبان.

الاستدامة أصبحت موضوعاً أساسياً في التصميم. كيف تتعامل The Bowery Company مع هذا المفهوم؟

نبدأ الاستدامة من الاختيار الواعي. نحن نبتعد عن الصيحات السريعة والتفكير قصير الأمد. مجموعاتنا مصممة لتدوم بجودتها وجمالها ووظيفتها. كثير من العلامات التي نتعامل معها، خاصة الدنماركية، رائدة في هذا المجال، سواء أكان من خلال استخدام مواد معاد تدويرها أم اعتماد إنتاج أخلاقي أم تصميم ذكي ومركّب. كما نسعى إلى تغيير نظرة العملاء، بتشجيعهم على اقتناء قطع أقل، لكن أفضل—وهنا يبدأ التغيير الحقيقي.

التوسع في السعودية

المعرض الجديد في الرياض بمساحة 10 آلاف قدم مربع خطوة جريئة. ما الذي ألهمكِ لدخول السوق السعودي في هذا التوقيت؟

لدي ارتباط عاطفي كبير بالسعودية، فقد كنت أزورها منذ أكثر من 15 سنة. وأتذكر ظهوري على قناة العربية عام 2016 أثناء عملي في مجال التمويل، عندما تم الإعلان عن أول سندات للمملكة بعد إطلاق رؤية السعودية 2030. حتى في ذلك الوقت، شعرت أنني أريد أن أكون جزءًا من هذه المرحلة التاريخية. خلال السنوات الماضية، تابعت عن قريب هذا الزخم والإبداع والطموح والانفتاح. وشعرت أن الوقت قد حان لأن تكون The Bowery Company جزءًا من هذه القصة وليس فقط كخطوة توسعية، بل كمساهمة فعلية في مشروع أكبر.

كيف تتوافق The Bowery Company مع رؤية السعودية 2030 والذوق المتطور لعملاء المملكة؟

رؤية 2030 تدور حول إعادة تصور المستقبل، دون التخلي عن الجذور. وهذا يتماشى تماماً مع فلسفتنا. لا نأتي لنفرض أسلوباً معيناً، بل لنقدّم أدوات وأفكار تلهم الناس ليعيشوا بأسلوب أكثر وعياً واتساقاً مع هويتهم. عملاؤنا في السعودية ذوو ذوق رفيع، يعرفون ما يريدون ويقدّرون الأصالة. وطريقة اختيارنا للتصاميم والعلامات تعبّر عن هذا التوازن ببن الحداثة والفخر بالثقافة المحلية.

ما هي العناصر الثقافية أو الاتجاهات التي أثّرت على تصميم معرض الرياض؟

صمّمنا معرض الرياض ليكون مفتوحاً وسخياً، مكاناً يدعو للاستكشاف والتأمل والتواصل. أخذنا في الاعتبار طبيعة البيوت هنا، وكيف يجتمع الناس ويتنقّلون بين المساحات. استخدمنا ألواناً دافئة وخامات ملموسة، ومزجنا البساطة الاسكندنافية مع الإيقاع المحلي. هو ليس مجرد معرض، بل تجربة مختلفة للتصميم.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

الديزاين