في زحمة الحياة وتسارع الأيام، يتحول السفر من مجرد وسيلة للابتعاد عن الروتين إلى ضرورة تُغذي الروح وتنعش الحواس. هو مساحة شخصية نستعيد فيها توازننا الداخلي، ونُعيد فيها التواصل مع أنفسنا بعيداً عن الضجيج. فالسفر لا يقتصر فقط على رؤية أماكن جديدة، بل هو فرصة لاختبار تجارب عافية مختلفة تُعزز الصحة الجسدية والنفسية. من جلسات اليوغا وسط الغابات الاستوائية، إلى العلاجات الطبيعية في المنتجعات الصحية على شواطئ المحيط، مروراً بجلسات التأمل في قلب الصحراء أو حمامات الساونا في الدول الاسكندنافية — هذه التجارب تفتح آفاقاً جديدة لفهم الذات واحتضان الهدوء.
في نهاية المطاف، السفر ليس مجرد رفاهية، بل استثمار حقيقي في راحة البال ونقاء الذهن. هو ترفيه، نعم، لكنه أيضاً شفاء، إلهام، وتجدد. ولهذا، جمعنا لك في هذا التقرير أفضل عناوين السفر من منتجعات راقية تدعوكِ تجديد الطاقة والتعافي، أو مجرد الاسترخاء في ربوعها الخلابة لاستعادة النشاط وحب الحياة..
منتجع كامالايا كوه ساموي
في منتجع كامالايا كوه ساموي للصحة والعافية، لا يُعتبر الطعام مجرّد مصدر للغذاء، إنّما وسيلة فعّالة للتغذية والتعافي. وينطلق المنتجع من مقولة الأيورفيدا القديمة: "إذا اعتدل الغذاء، استغنى الجسد عن الدواء، وإذا اختلّ، لن ينفعه دواء"، ويعتمد على فلسفة تعتبر المكوّنات الطازجة والغنية بالمغذّيات أساساً للعافية الشاملة.
يستمدّ منتجع كامالايا الوحي من أساليب الشفاء الآسيوية التقليدية، ويجمعها مع مبادئ علم التغذية الحديث ليبتكر في مطبخه أطباقاً تعزّز الصحة الجسدية، العاطفية والروحية على حدٍّ سواء. ويصنعها من مكوّنات موسمية، طازجة وعضوية باستخدام طرق طهي صحية مثل الطهي على البخار، الخبز والقلي من أجل الحفاظ على نضارتها الطبيعية وفوائدها العلاجية. أما الأطعمة المصنّعة والمواد المُضافة والحافظة، فيستغني عنها تماماً، في حين يعزّز نكهة أطباقه بمزيج غني من الأعشاب العطرية، التوابل المفيدة، والزيوت الصحية مثل زيت الزيتون البكر وزيت جوز الهند المعصورَين على البارد.
والجدير ذكره أنّ منتجع كامالايا يحافظ على التوازن في النكهات، حيث يستخدم المُحلّيات الطبيعية باعتدال مثل الستيفيا وكميات قليلة من سكّر النخيل أو السكّر الأسمر غير المكرّر. أمّا التتبيلات فتعتمد على ملح البحر، ملح الهيمالايا، وخليط بذور الغومازيو. ورغم تركيز القائمة على الأطباق النباتية، إلاّ أنها تشمل أيضاً مأكولات غنية بمصادر البروتين الحيوانية المُستقدمة بأساليب مستدامة مثل المأكولات البحرية، الدواجن، والبيض، إلى جانب مجموعة من البدائل النباتية لمشتقّات الألبان، وأبرزها منتجات الماعز.
بالإضافة إلى ذلك، تحتفظ ثقافة الشاي بمكانة خاصة في فلسفة كامالايا، حيث يقدّم المنتجع تشكيلة واسعة من أصناف الشاي الآسيوي، شاي الرويبوس، وخلطات الأعشاب لخصائصها المضادة للأكسدة والمطهّرة للجسم. وتكتمل التجربة مع قائمة من العصائر الطازجة، المشروبات المنعشة، وأصناف السموذي المُحضّرة بما يتماشى مع البرامج الصحية المختلفة.
ولمَن يرغب في نقل أجواء العافية إلى منزله، يقدّم كامالايا مجموعة مختارة من وصفات الديتوكس المميزة المُصمّمة لتغذية الجسم، تنقيته، وتعزيز حيويته. من أبرزها: عصير الديتوكس المنعش بجوز الهند والأناناس، شوربة اليقطين المغذّية والغنية بالكاروتينات ومضادات الأكسدة، وكرات الطاقة الزاخرة بالبذور والسبيرولينا والمحلّيات الطبيعية.
ميلايدو المالديف
بمناسبة اليوم العالمي للعافية في 14 يونيو 2025، تدعو ميلايدو المالديف ضيوفها إلى اختبار تجربة متكاملة من الصفاء الداخلي والانسجام مع الذات، مستوحاة من فلسفتها القائمة على مبدأ "الحياة على إيقاع هادئ". وتماشياً مع شعار هذا العام #ReconnectMagenta يهدف البرنامج الخاص بالمنتجع إلى تعزيز التواصل والترابط مع الذات، مع المحيط، ومع الطبيعة، في إحدى الوجهات الأكثر هدوءًا وسحراً على وجه الأرض.
يقع ميلايدو في قلب محمية با آتول التابعة لمنظمة اليونسكو، وهو أكثر من مجرّد منتجع حصري فاخر، حيث يشكّل ملاذاً مخصصاً للتجدّد الذهني والراحة الواعية. إذ لا تنحصر مفاهيم العافية في مركز السبا فحسب، بل تتجلّى في كل تفصيل من تجربة الضيف: من الحياة ببساطة أنيقة، وإلى خصوصية المكان، المأكولات المغذية الطازجة، ووصولاً إلى قوائم العافية الشخصية المصمّمة وفق أهداف كلّ ضيف في رحلته الذاتية.
وتفتتح فعاليات اليوم العالمي للعافية بجلسة تطهير حيويّ وتأمل "يوغا نيدرا" على الشاطئ الرملي الخاص، حيث يتمكّن الضيوف من الابتعاد عن ضوضاء العالم الخارجي، واستعادة إيقاعهم الداخلي، في مشهد ساحر للمحيط الهندي المتلألئ. وفي وقت لاحق، يقود خبير الأحياء البحرية من مركز "أوشن ستوريز" الضيوف في نشاط زراعة المرجان، في مبادرة تعزز من ارتباطهم العاطفي بالحياة البحرية وتُسهم في دعم النظام البيئي المحلي. كما يتضمّن البرنامج نزهة تأملية سيراً على الأقدام بصحبة مرشد داخل الجزيرة، تمكّن الضيوف من إعادة التواصل مع الطبيعة عبر الرمال الناعمة والممرات النباتية، حيث تتجلى قدرة الأرض على الشفاء.
منتجع "سيرو بوكا بليس" في مونتينيغرو
يستضيف منتجع "سيرو بوكا بليس" في مونتينيغرو برنامج اليوغا من "سمادهِي ويلنس" من 25 إلى 30 يونيو 2025، حيث تقدّم هذه التجربة للضيوف رحلة تحوّلية تمزج بسلاسة بين ممارسات التأمّل الذهني الخاصة بـ"سمادهِي ويلنس" وأركان "سيرو" الأساسية في مجال البيوهاكينغ — اللياقة البدنية، الوعي الذهني، الاستشفاء، التغذية، والنوم — وذلك على خلفية طبيعية خلابة في بورتو مونتينيغرو. وسيُقام البرنامج تحت إشراف المدربة الخبيرة لدى "سمادهِي ويلنس"، نوال، المعروفة بجلسات اليوغا التي تمزج بين الحركة الهادفة والتعليم.
خلال برنامج اليوغا، سيغوص الضيوف في تجربة "سيرو" الغنية تحت إشراف نوال وخبرتها الواسعة، من خلال ممارسات تهدف إلى تعزيز التواصل والانفتاح الذهني. ويتضمن البرنامج:
- إقامة لمدّة خمس ليالٍ في غرفة من "سيرو" بإطلالة على الجبال
- فطور يومي
- ثلاث عشاءات منسّقة في مطعم "سيرو تيبل"
- دخول يومي إلى مختبر اللياقة البدنية "سيرو فيتنس لاب"، غرفة التأمل "زين روم"، وغرفة الساونا
- ثماني حصص يوغا بإرشاد نوال من "سمادهِي ويلنس"
- حصة لياقة بدنية واحدة من "سيرو"
- تذكرة دخول ليوم واحد إلى "تاباساكي" في "وان أند أونلي بورتونوفي"
- جلسة إبحار واحدة
- جلسة علاج بالتبريد (كرايوثيرابي) واحدة
- جولة مشي في الطبيعة لاكتشاف المناظر البرية الخلابة في مونتينيغرو
- خدمة النقل من وإلى المطار بين "سيرو بوكا بليس" ومطار تيفات في مونتينيغرو
منتجعات سيكسنسز
سيكسنسز كابلانكايا، تركيا: يقع هذا المنتجع على ساحل بحر إيجة، ويجمع بين الهندسة المعمارية المعاصرة والتقاليد العريقة للصحة الشاملة، ويقدم برامج مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات الصحة البدنية، الذهنية والروحية.
سيكسنسز قصور كوجاتاش، إسطنبول: يقع هذا المنتجع ضمن قصور عثمانية تم ترميمها بعناية، وتطل على مضيق البوسفور الرائع، حيث يُمكن للضيوف الانغماس في تاريخ إسطنبول العريق مع الاستمتاع بمرافق الاستجمام العصرية.
سيكسنسز لامو، جزر المالديف: يُمكن الوصول إلى هذه الجزيرة المنعزلة ذات المناظر الخلابة فقط بالقارب، وتتميز بفيلات فوق الماء، وبرامج استجمامية شاملة، بما في ذلك الأيورفيدا واليوغا، كل ذلك على خلفية المحيط الهندي بمياهه الصافية.
سيكسنسز كانوهورا، جزر المالديف: مع الشواطئ الرملية الناعمة والمياه الفيروزية الآسرة، يُركز هذا المنتجع الصديق للبيئة على الاستدامة، ويُقدم مجموعة متنوعة من الأنشطة، من الرياضات المائية المُنعشة، إلى علاجات السبا الشاملة.
سيكسنسز أولواتو، بالي: من موقعه المذهل على قمة منحدرات الحجر الجيري مع إطلالات بانورامية على المحيط، يُمكن للضيوف تجربة ثقافة بالي الأصيلة والروحانية من خلال رحلات استجمامية مُختارة بعناية، تشمل التأمل والطب التقليدي، والمأكولات العضوية الطازجة من المزرعة إلى المائدة.
سيكسنسز زيل باسيون، سيشيل: يقع هذا المنتجع الفاخر للغاية على جزيرة خاصة حصرية، ويوفر خصوصية لا مثيل لها وتجارب استجمامية مصممة خصيصاً وسط المناظر الطبيعية الاستوائية الخصبة.
منتجع وسبا فندق إنديغو الجبل الأخضر
مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف في دول مجلس التعاون الخليجي، يدعو منتجع وسبا فندق إنديغو الجبل الأخضر ضيوفه لتجربة هواء الطبيعة المنعش على الجبل الأخضر الرائع في سلطنة عُمان، مع باقة صيفية حصرية. فعلى ارتفاع 2,000 متر فوق مستوى سطح البحر، يوفر هذا الملاذ الهادئ فرصة للهروب من حرارة الصيف في المنطقة، حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة أقل بـ 15 درجة مئوية عن المناطق الساحلية. وابتداءً من 85++ ريال عُماني فقط لليلة الواحدة شاملةً وجبة الفطور، يمكن للضيوف الاستمتاع بمغامرات جبلية منعشة، مع الحصول على رصيد يصل إلى 20 ريال عُماني لتجارب تناول الطعام والعلاجات الاستجمامية.
وتتحول أشهر الصيف في الجبل الأخضر إلى واحة خضراء زاخرة بجمال طبيعي، وتجارب ثقافية لا تتوفر في أي مكان آخر في المنطقة. وبينما تتوهج المدن الساحلية بحرارة الصيف، يمكن للضيوف الاستمتاع بنسيم الجبل العليل، والانغماس في الأنشطة الموسمية التي تبرز طابعه الفريد:
- رحلة القرى الثلاث: تجوّل في المسارات القديمة التي تربط قرى العقـر والعين والشريجة الجبلية، مع مزارع متدرجة تتشبث بجدران الوادي الجبلي العميق.
- مطاردة الغيوم في VUE Rooftop & Lounge: اكتشف سحر الليالي الجبلية مع باقة مُصممة بعناية لمشاهدة النجوم. بعيداً عن أضواء المدينة، تتألق النجوم بوضوح استثنائي على خلفية الوادي المذهل.
- موسم حصاد الرمان (من منتصف أغسطس إلى أكتوبر): استمتع بموسم حصاد الرمان الشهير في الجبل الأخضر، والذي يُعرف بحلاوته الرائعة وخصائصه العلاجية.
- مهرجان رمانة للسياحة الزراعية (18 يوليو - 28 سبتمبر): اكتشف جوهر الثقافة الجبلية خلال هذا الاحتفال الموسمي، حيث يتشارك المزارعون والحرفيون المحليون معارفهم المتوارثة عبر الأجيال من خلال عروض الطهي الحية، الحرف التقليدية والعروض الثقافية التي تُحيي التراث الزراعي للمجتمع.
الاستجمام في "جالا سبا أند ويلنيس"
يمكن للضيوف استخدام رصيدهم بقيمة 10-20 ريال عُماني للاستمتاع بالصفاء والاسترخاء التام في "جالا سبا أند ويلنيس"، حيث تُسخّر العلاجات المستوحاة من الجبال القوة المُجدّدة للمكونات المحلية مثل الورد الدمشقي والرمان. وتشمل العلاجات المميزة: علاج ماهيندرا للوجه من "ماولي ريتشوالز"، علاج تجديد الجسم لإزالة السموم من "إيلا"، وعلاج جالا المميز لتقشير الجسم من "إيلا"، وجميعها مصممة لاستعادة التوازن، وتجديد النشاط والحيوية في هواء الجبل العليل.
وبعد يوم من الاسترخاء أو الاستكشاف، يمكن للضيوف الاستمتاع بتجارب طعام استثنائية في المنتجع. تذوقوا النكهات الإقليمية الأصيلة في مطعم زعتر، الذي يقدم مزيجاً من مأكولات الشرق الأوسط التقليدية والمعاصرة. وفي مطعم Vue، تكتمل باقة المنتجع من خلال الاستمتاع بتناول الطعام الراقي، ومشاهدة النجوم مع إطلالات بانورامية ساحرة.
منتجع راكسا، تايلندا
في "راكسا"، يُعد الطب التايلاندي التقليدي أكثر من مجرد طقوس تراثية، بل هو نظام شامل يُعنى بالأبعاد البدنية، الذهنية والحيوية للصحة. وانطلاقاً من الإيمان بأن الصحة الحقيقية تنبع من توازن أربعة عناصر أساسية هي: الأرض (دِن)، والماء (نام)، والرياح (لوم)، والنار (فاي)، تعمل علاجات الطب التايلاندي التقليدي على استعادة التوازن، ومعالجة الأسباب الجذرية للاختلالات، والتي تتجلى في الشعور بعدم الراحة أو المرض.
علاجات التعافي التايلاندية المميزة
من أبرز علاجات "راكسا" علاج يا-باو التايلاندي التقليدي لإزالة السموم. تبدأ هذه العملية متعددة الخطوات بوضع معجون عشبي دافئ على البطن لتخفيف احتقان الجهاز الهضمي، واستعادة التوازن الداخلي. يلي ذلك تدليك مُستهدف للبطن، يُركز على خطوط طاقة مُحددة تُحفز الدورة الدموية، وتُعزز كفاءة عمل الأعضاء الداخلية. وتُختتم الجلسة بتدليك كامل للجسم، يُعزز الاسترخاء، ويدعم عمليات إزالة السموم الطبيعية في الجسم.
ومن أبرز العلاجات أيضاً علاج يا-تشاي التايلاندي. بعد استشارة شاملة، يُعِدّ الممارسون حماماً عشبياً مُخصّصاً مع مزيج من الأعشاب التايلاندية التقليدية، لتلبية الاحتياجات الأساسية لكل فرد. ويُسهّل التناوب بين حمام الأعشاب وغرفة البخار من امتصاص مكونات الأعشاب بعمق، مما يُساعد على إزالة السموم، تحسين الدورة الدموية، وتجديد شباب البشرة.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.