بكل حزن وامتنان، يودّع عشاق الموضة حول العالم المصممة الإيطالية ماريا غراتسيا كيوري، التي أعلنت مغادرتها منصب المديرة الإبداعية لدى دار ديور بعد تسع سنوات من الإبداع المستمر والتأثير العميق في ملامح للأناقة المعاصرة. تسع سنوات شهدت خلالها الدار الفرنسية العريقة حقبة ذهبية من التألق، أعادت خلالها كيوري صياغة مفهوم الأنوثة قي الأزياء بلغة شاعرية عصرية، وجعلت من تصاميمها محط أنظار النجمات العالميات في أهم المناسبات الفنية مثل حفل توزيع جوائز الأوسكار، الغولدن غلوبز، ومهرجاني كان والبندقية السينمائيين.
لم تكن فساتين ماريا غراتسيا مجرد أزياء تُرتدى، بل كانت روايات مصوغة بخيوط من التميز والرؤية الثقافية. تركت بصمتها الفريدة على إطلالات النجمات من خلال مقاربتها الشاعرية للموضة، حيث استحضرت في تصاميمها روح الباليه في الفساتين الشفافة المرهفة التي جمعت بين الرقة والقوة، واستلهمت من أناقة الأميرات الإغريقيات فساتين تُحاكي الأسطورة، كما أعادت إحياء "النيو لوك" الأيقوني الخاص بديور بروح أنثوية تتناغم مع العصر الحديث.
رأينا إطلالات لا تُنسى لنجمات مثل ناتالي بورتمان، تشارليز ثيرون، أنيا تايلور-جوي، وجنيفر لورنس، وهن يتألقن بتصاميم كيوري التي جسدت رؤية تنحاز للمرأة بكل تفاصيلها، تمزج بين النعومة والصرامة، وبين الفخامة والبساطة، مستلهمة من التاريخ، الأدب، والفن النسوي.
ماريا غراتسيا كيوري لم تكن فقط أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ الدار، بل كانت أيضاً صوتاً نسوياً مؤثراً استخدم الموضة كمنصة للحوار والتغيير. رحيلها عن ديور يشكّل نهاية فصل استثنائي في الموضة، ويفتح باب الترقب لمعرفة من سيحمل الشعلة بعدها، لكنه لا يُنطفئ الأثر العميق الذي تركته على السجادة الحمراء وفي ذاكرة عشاق الأناقة حول العالم.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.