في عرض أقيم داخل صالة "ماكسيم" الباريسية العريقة، قدّمت علامة كنزو لموسم ربيع وصيف 2026 تجربة بصرية تحاكي المزاج أكثر مما تتبع التقاليد. كان العرض أشبه برسالة غير موقعة، تطرح سؤالاً مباشراً: هل يمكن للموضة الرفيعة أن تتبنى روح "البانك" بشيء من الفكاهة ومن دون أن تفقد هويتها الفاخرة؟
الإجابة جاءت سريعاً—وإن كانت غير متوقعة—حين سقط أحد العارضين على المنصة بسبب الحذاء الهائل الطبقات الذي بدا وكأنه خارج من كابوس سيرك غريب. تلك اللحظة لم تكن محض صدفة، بل بدت وكأنها مقصودة، كأن المصمم نيغو يهمس في آذاننا: "خذوا الموضة بجدية أقل، واستمتعوا بها أكثر."
منذ انضمامها إلى مجموعة LVMH عام 1993، بقيت كنزو العلامة "الخارجة عن النص" بين نظيراتها ذات الطابع الكلاسيكي والوراثي. ومع أن العلامة حققت نجاحات تجارية بمجموعات محددة، فإنها لم تسلك أبداً المسار المعتاد للترف الصامت أو الرصين. وها هو نيغو، المدير الإبداعي منذ عام 2021، يرسّخ هذا التوجّه بأسلوب مرح، لكن محسوب. بالتعاون مع مدير التصميم جوشوا بولن، رسم نيغو في هذه المجموعة مساراً يجمع بين الجدية والعبث، بين الفن والخيال، دون أن يتخلى عن حسّ الرفاهية المعاصرة.
مزاج البانك، بلمسة فرنسية لامعة
المجموعة مزجت تأثيرات عدّة وكأنها لوحة كولاج حيّة: من البانك المتأخر والرومانسية الجديدة إلى لمسات من ثقافة التسعينيات التي تُعد توقيعاً شخصياً لنيغو. التفاصيل كانت حاضرة بكثافة: قبعات البيريه المُزينة بالشعارات، القمصان المترفة ذات الياقات المنسدلة، والسراويل الواسعة من الحرير التي بدت وكأنها مستوحاة من زيّ قراصنة حضريين.
حتى الحزام لم يكن مجرد أكسسوار، بل وسيلة للتعبير. الأحرف البارزة التي كتبت كلمات مثل "KENZO" و"WOOF" و"MEOW" على الأبازيم كانت تحمل روح سخرية محببة، وكأنها تستعيد ذكريات ثقافة الشارع اليابانية في التسعينيات.
غنج طفولي وأناقة غير متوقعة
الجانب الأنثوي من المجموعة لم يخلو من الجرأة. التنانير القصيرة جداً، والشورتات المنتفخة من قماش مواري، وأطراف الملابس الداخلية التي تتسلل من تحت السراويل كلها عكست استمرارية لثيمة الموسم الماضي: الملابس الحميمة كجزء من اللوك الخارجي. وفي المقابل، جاءت السترات الطويلة المستوحاة من أردية النوم، والمبطّنة بطريقة تذكّر بستايل سيرج غينسبورغ، لتضيف بُعداً من الدفء والترف المسترخي.
أما معاطف الفرو المزيّف التي تحاكي هيئة النمور، مزوّدة بذيل، فقد نقلت العرض إلى منطقة رمادية بين البراءة والهجاء، بين أزياء الأطفال وكوابيس الموضة. كانت هناك محاولة سردية لدمج شخصية النمر والأرنب، كما لو أن كنزو أراد أن يحوّل المجموعة إلى حكاية خرافية معاصرة.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.