في قاعة فندق والدورف العريقة بلندن، اصطحب المصمم الأيرلندي بول كوستيلو ضيوفه إلى رحلة حالمة استحضرت أجواء بيفرلي هيلز في الستينيات، من خلال مجموعته لربيع وصيف 2026 التي حملت عنوان Boulevard of Dreams . كوستيلو، الذي اشتهر بتصميماته لأميرة ويلز الراحلة ديانا في الثمانينيات، قدّم عرضاً يزاوج بين براعته الكلاسيكية في الخياطة ورؤية أكثر حيوية وسينمائية للأنوثة المعاصرة.
رؤية جديدة للحنين
لم يكن العرض مجرد إعادة إحياء لأجواء الماضي، بل جاء ليقدّم قراءة معاصرة لروح روديو درايف، حيث الترف والمرح والوضوح البصري. منذ الإطلالة الأولى، بدا العرض وكأنه بطاقة بريدية من شوارع تصطف على جانبيها أشجار النخيل، وسيارات مكشوفة بألوان الباستيل، ومزاج عام من التفاؤل الخفيف.
الألوان بطلة المشهد
كوستيلو جعل من اللون بطل عرضه. فقدّم مزيجاً مدروساً من البرتقالي والفيروزي والكورال والأصفر الليموني، مع لمسات لؤلؤية خففت من حدة الألوان المعدنية. هذا الاستخدام الذكي حافظ على توازن المجموعة بين اللمسة الاستعراضية والقدرة على الارتداء اليومي.
سيليويت متجددة بروح الستينيات
اعتمدت المجموعة على قصّات الستينيات المألوفة، مثل فساتين الـ trapeze والـ drop-waist والـ mini cape، لكن مع تحديثات عصرية: قصّات جانبية مفتوحة، عقد كبيرة الحجم، ونسب مقصوصة أضفت جرأة وحداثة. الأقمشة لعبت دوراً بارزاً، حيث تحوّل التويد الخفيف إلى معاطف واسعة وبدلات كوكتيل، تم تنسيقها مع أحذية منصات ملونة وحقائب هيكلية مطابقة لتكمل الإطلالة من الرأس حتى أخمص القدمين.
جمالية متكاملة
حتى الشعر كان جزءاً من السرد البصري: تسريحات منفوخة ولامعة استحضرت صورة نساء كاليفورنيا الأنيقات في تلك الحقبة، بعيداً عن تأثيرات الثقافة اللندنية الصاخبة. النتيجة كانت عالماً متكاملاً يجمع الألوان والقصّات والخامات في لوحة متجانسة تعيد تعريف كيف يمكن للنوستالجيا أن تتحول إلى رغبة عصرية.
حدود القوة
رغم كل هذه الحيوية، عانت بعض الإطلالات من محدودية المزج والتنسيق. كثير من الأزياء بدت وكأنها مصممة كقطع كاملة يصعب فصلها أو إعادة تنسيقها بمرونة. وفي زمن يبحث فيه المستهلك عن تعددية الاستخدام والوظيفية، قد يشكل ذلك تحدياً أمام انتقال هذه القطع من منصة العرض إلى خزانة الملابس اليومية.
احتفاء بالمرح والجرأة
مع ذلك، نجحت المجموعة في مهمتها الأساسية: الاحتفاء بالبهجة والألوان والحضور اللافت بعد مواسم من التحفّظ. كوستيلو ذكّرنا بأن الغلامور لا يحتاج إلى مناسبة ليظهر، بل يمكن أن يكون أسلوب حياة يومي، خفيفاً، مشرقاً، وجاهزاً لأن يُرى.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.