بمناسبة يوم المرأة الإماراتية، نواصل تسليط الضوء على إماراتيات تألقنَ وبرزنَ في مجالات مختلفة، من بينها الطهي. وهنا، تبرز العديد من الاسماء التي لمعت في هذا المجال، مثل الشيف الإماراتية أروى لوتاه التي تبرز كأحد أهم الأصوات الجديدة التي تعيد تشكيل مشهد الطعام في دبي. فهي فنانة ورائدة أعمال في عالم المذاق، تحمل خلفية في الفن والتصميم وتدريباً من معهد لو كوردون بلو، ما يمنح أطباقها لغة بصرية آسرة تمتزج فيها الذكريات مع الحكايات والنكهات الإماراتية المعاد تصورها بروح مبتكرة. تعاونت أروى مع القمة العالمية للحكومات ومتحف المستقبل، وتعمل حالياً على تطوير قائمة إماراتية جديدة لمطعم Parlour Boutique ، كما تدير علامتها الخاصة iwara وتستعد لإطلاق مختبر طهوي للتجريب والإبداع. معها كانت المقابلة التالية:
كيف تلهمك جذورك الإماراتية في طريقة تناولك للطعام ورواية القصص من خلال أطباقك؟
تراثي هو الأساس لكل ما أقوم به. القصص التي أسردها عبر الطعام تنبع من الصحراء والبحر، ومن طريقة اجتماعنا في بيوتنا حول مائدة الطعام. أحمل النكهات والذكريات التي نشأت معها، وأمنحها حياة جديدة بطرق تجعل الناس يرونها من منظور مختلف.
بأي طرق تعيدين تفسير النكهات الإماراتية التقليدية لتناسب جمهور اليوم مع الحفاظ على جوهرها؟
أركز على ما يجعل النكهة إماراتية أصيلة، ثم أسمح لهذه النكهات أن تأخذ أشكالاً جديدة تخاطب حاضرنا. قد تظهر في موس، أو تارت صغير، أو معجنات بطبقات متعددة، لكن روح الطبق تبقى وفية لجذورها. الأمر لا يتعلق بالتغيير لمجرد التغيير، بل بالحفاظ على التقاليد حية من خلال السماح لها بالنمو.
درستِ في "لو كوردون بلو" ولديك خلفية في الفن والتصميم — كيف يلتقي هذان العالمان في ابتكاراتك المطبخية؟
أنا علّمت نفسي الطهي بنفسي. ما درسته في "لو كوردون بلو" هو تسويق الطعام. خلفيتي في الفن والتصميم علمتني كيف أُكوّن لوحة بصرية، كيف أبني جواً، وكيف أسرد قصة من خلال الشكل. الطعام بالنسبة لي لوحة أخرى، يجب أن يُرى ويُشعر به ويُتذكر بقدر ما يُؤكل. فعندما أبتكر طبقاً، أنا أقدّم أكثر من مجرد وجبة، بل أدعو الناس إلى الدخول في قصة.
ما الدور الذي يلعبه التجريب في عمليتك الإبداعية، خصوصاً مع إطلاق مختبر الطهي الخاص بك؟
التجريب هو قلب عملي. المختبر مساحة أختبر فيها الأفكار وأتساءل وأشكّل رؤى جديدة. أحياناً يعني ذلك دفع المكونات إلى ما يتجاوز ما يتوقعه الناس، مثل استخدام خبز الرقاق في "ميل فوي" مالح. وأحياناً يكون عبر مزج نكهات تستحضر رحلات أجدادنا. التجريب هو طريقتي للحفاظ على المطبخ الإماراتي حيّاً، ملكاً للماضي والحاضر معاً.
أروى، علامتك "المخبز المصغر" أصبحت محبوبة بفضل هويتها الخاصة. ما الذي يجعلها مميزة بالنسبة لك شخصياً؟
بدأت في مطبخي كمخبز صغير، وكل ابتكار فيه كان يحمل جزءاً من قصتي. وحتى مع توسعي إلى الفعاليات والمشاريع الجديدة، يبقى القلب هو نفسه. الأمر يتجاوز الطعام، إنه يتعلق بصناعة تجارب تبقى في ذاكرة الناس.
ونحن نحتفل بيوم المرأة الإماراتية، ماذا يعني لك هذا اليوم كامرأة تعمل في المجالين الإبداعي والطهي؟
هو يوم يكرّم النساء اللواتي يحملن ثقافتنا إلى الأمام، ليس فقط بالحفاظ عليها، بل أيضاً بإعادة تشكيلها بطرق جديدة. في المطبخ وفي الفنون، نظهر أن التقليد والابتكار يمكن أن يسيرا معاً. بالنسبة لي هو تذكير بالمسؤولية والفرص معاً.
كيف ترين دور المرأة الإماراتية في رسم هوية دبي الثقافية والذوقية اليوم؟
المرأة الإماراتية في قلب هذه اللحظة. نحن ننهل من جذورنا، لكننا في الوقت نفسه نخاطب العالم. في الطعام، هذا يعني ابتكار أطباق إماراتية بروحها الأصيلة، لكنها قادرة على ملامسة أي شخص. نحن لا نشارك فقط في نمو الثقافة في دبي، بل نوجّهها أيضاً بالأصالة والخيال.
ما الرسالة التي تودين توجيهها للشابات الإماراتيات اللواتي يطمحن إلى السير في طريق يمزج بين التراث والابتكار؟
تمسكن بجذوركن لكن دعوها تتوسع. التراث ليس حدوداً، بل أساساً. استخدمنه كمرسى تستندن إليه وأنتن تبتكرن وتغامرن وتستكشفن. العالم يحتاج إلى أصواتكن، لأن كل واحدة منكن وحدها قادرة على أن تروي قصتها.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.