وسط عالم تتسارع فيه الموضة وتتبدّل فيه الاتجاهات، تبرز مجموعة Miracle كتحية شاعرية للقوة الداخلية والرمزية الشخصية. في هذه المقابلة الخاصة، تكشف المصمّمة فرح خان عن رؤيتها العميقة وراء كل تفصيلة من المجموعة — من المونوغرام الرمزي "آية" الذي يتوسّط التصاميم، إلى اختيار الأحجار والعناصر التي تعكس مشاعر وتجارب إنسانية عابرة للزمن. بحديثها الصادق والهادئ، تأخذنا في رحلة إبداعية تحمل بين طيّاتها رسالة أمل، وتعافٍ، وتحوّل. فـMiracle ليست مجرّد مجوهرات تُرتدى، بل قطع تحمل في قلبها معجزة صغيرة... تذكّرنا بمن نحن، وبكل ما يمكن أن نصبح عليه.
ما الذي ألهمك لابتكار مجموعة Miracle ولماذا حرصتِ على أن تكون بمثابة تحية رمزية وشخصية؟
استلهمتُ مجموعة Miracle من تلك القوى الهادئة والعميقة التي تشكّلنا وترافقنا — المشاعر، والعناصر الطبيعية، والتحوّلات الداخلية التي نمرّ بها جميعاً. أردتُ أن أُقدّم مجموعة تعبّر عن شيء شخصي للغاية، حيث يمكن لكل قطعة أن تعكس رحلة من يرتديها، حالته المزاجية أو الذهنية. كلمة "معجزة" بدت لي التوصيف الأنسب، لأنها تُجسّد سحر الحياة اليومية الذي غالباً ما نغفل عنه — مثل قدرتنا على التحمّل، والنور الذي نعود إليه دوماً. كان تصميم هذه المجموعة طريقتي لابتكار مجوهرات لا تُزيّن فقط، بل تلامس الروح وتتّصل بالذات. إنها تحية صغيرة ولكنها عميقة لما نحن عليه، ولكل ما نصبحه.
يلعب مونوغرام "آية" Aayat دوراً محورياً في تصاميم المجموعة. ما أصل هذا الرمز، وماذا يعني لكِ شخصياً؟
"آية" تعني المعجزة في اللغة الأردية، وبالنسبة لي، تعبّر هذه الكلمة بشكل بليغ عن جوهر المجموعة وعن الكثير من معتقداتي. ابتكرت هذا الحرف كرمز للنور والروح والقوة الداخلة — كتذكار بصري لما نحمله بداخلنا من طاقة وقدرة. هو رمز شخصي جداً، لأنه يعكس رحلتي الذاتية — لحظات الوضوح، والصلابة، والنعمة التي شكّلتني. ومن خلال وضعه في صميم كل مدالية ضمن المجموعة، أردتُ لكل قطعة أن تحمل توقيعاً تصميمياً وروحياً في آن معاً — شيئ يربطك، ويحميك، ويذكّرك بـ"معجزتك" الخاصة.
كيف ساهمت العناصر الأربعة — الأرض، الماء، الهواء، النار، بالإضافة إلى الحب — في بناء السرد التصميمي للمجموعة؟
لطالما شعرت أن العناصر الطبيعية تعكس الحالات العاطفية التي نمر بها في حياتنا — من التوازن، والوضوح، والتحوّل، والحدس، وصولاً إلى الحب. بدت لي وكأنها البنية المثالية لبناء مجموعة تحمل في طيّاتها الرمزية والجمال في آن. كل عنصر وجّه اختياري للمواد والألوان: المالاكيت للأرض والنمو، اللازورد للماء والعمق، عرق اللؤلؤ للهواء والنقاء، الذهب المصقول للنار والتحوّل، والأوبال الوردي للحب والبدايات الجديدة. كل حجر كان بمثابة مرآة لحالة شعورية، ليصبح كل تصميم شارة شخصية تعبّر عمّن ترتديه أو ما تحتاجه في تلك اللحظة.
هل هناك تجربة شخصية أو نقطة تحوّل أثّرت في ولادة هذه المجموعة؟
نعم، جاءت مجموعة Miracle بعد فترة من التأمل العميق — وقتٌ أدركت فيه كم نمتلك من القوة التي لا ننتبه إليها إلا عندما نُختبر. جعلتني تلنك المرحلة أكثر وعياً بتلك "المعجزات" الصامتة التي تحدث كل يوم — من قدرة على الصمود، وصفاء داخلي، وحب يعيد ترميمنا. ومن هنا، تحوّلت المجموعة إلى وسيلة لتكريم تلك اللحظات — ليس فقط في رحلتي الشخصية، بل في حكايات الآخرين أيضاً. كان نن المهم بالنسبة لي ابتكار مجوهرات تُشبه التمائم — تذكّرنا بأنه مهما كان موقعنا في هذه الرحلة، فهناك دائماً نور، ومعنى، وقوة بداخلنا.
كيف اخترتِ المواد الخمس التي تمثل كل عنصر أو شعور؟
اختياري للأحجار لم يكن جمالياً فقط، بل شعورياً أيضاً. أردتها أن تكون انعكاساً حسياً لكل عنصر:
المالاكيت بلونه الأخضر العميق يرمز إلى الأرض والثبات.
اللازورد بلونه الأزرق الداكن يعكس عمق العاطفة المرتبطة بالماء.
عرق اللؤلؤ بلونه اللؤلئي الشفاف يجسّد نقاء الهواء وصفاء الذهن.
الذهب المصقول يعبّر عن قوة النار وتحوّلاتها.
أما الأوبال الوردي، بلونه الدافئ والهادئ، فكان التعبير الأمثل عن الحب والبدايات الجديدة.
العملية كانت حدسية جداً، وكأن المواد هي من اختارت رموزها لا العكس.
أيّ مدلاة (medallion) تُعتبر الأقرب إلى قلبك، ولماذا؟
أجد صعوبة في اختيار واحدة فقط، لكن إن اضطررت، سأختار مدلاة Bloom المصنوعة من الأوبال الوردي. بالنسبة لي، تمثّل الحب بكل أشكاله — ليس فقط العاطفي، بل حب الذات، والتعافي، وشجاعة البدء من جديد. فيها رقة وقوة في آن، وتُذكّرني أن كل بداية جديدة، مهما كانت غامضة، تحمل في طيّاتها وعداً بالجمال. هذه الرسالة — عن الأمل، والنمو، والقوة الهادئة — أحتفظ بها في قلبي.
ما المشاعر أو الحالات الذهنية التي كنتِ تطمحين أن تثيرها كل قطعة فيمن يرتديها؟
أردت لكل قطعة أن تكون بمثابة رفيق صامت — شيئاً يلامسك في اللحظة التي تحتاجين فيها إلى دعم أو تذكير داخلي. سواء كانت التوازن من الأرض، أو الصفاء من الهواء، أو الحدس من الماء، أو التحوّل من النار، أو الحب من Bloom، صُمّمت كل مدلاة لتثير شعوراً بالانسجام الداخلي. أكثر ما أرجوه هو أن تشعر من ترتديها بأنها مرئية، مفهومة — وكأن القطعة صُنعت خصيصاً لها. تذكار صغير، لكنه قوي، يذكّرها بطاقتها، وصلابتها، ونورها.
في زمن تسوده الموضة السريعة، كيف تضمنين لمجوهراتك الاستمرارية والقيمة العاطفية؟
بالنسبة لي، الديمومة تنبع من النية. كل قطعة نصمّمها ترتكز إلى معنى — سواء كان رمزاً، قصة، أو شعوراً. وهذا ما يمنحها قيمة تتجاوز صيحات الموضة. لا نصمّم من أجل اللحظة، بل من أجل الذكريات، والمناسبات، والمشاعر التي تصاحب الناس طوال حياتهم. ومع الحرفية العالية والمواد الراقية، النتيجة هي مجوهرات لا تعيش فقط، بل تنمو معك، وترافقك، وتبقى مهمّة لأنها ترتبط بكِ.
كيف تعكس مجموعة Miracle تطوّركِ كمصمّمة وكامرأة في عالم الإبداع اليوم؟
تعكس Miracle نسختي الأكثر وعياً ونضجاً — كمصمّمة وكامرأة. مع مرور الوقت، أدركت أن الإبداع لا يقتصر على الجمال الخارجي فقط، بل على المعنى الكامن خلفه. هذه المجموعة أكثر هدوءاً وتأملاً، وتحتفي بالقوة الداخلية لا بالبريق الخارجي. كامرأة في عالم التصميم اليوم، أصبحت أبحث عن الأصالة أكثر من أي وقت مضى. Miracle هي انعكاس لهذا الاتجاه — احتفاء بالعمق العاطفي، والبساطة المدروسة، والقوة الذاتية. هي مرآة لمكان وجودي الآن: واثقة بصوتي، متصلة برسالتي، وأصمّم من مكان نقي وواضح.
قلتِ إن Miracle أكثر من مجرد مجوهرات. ما الذي تأملين أن يشعر به من يرتديها؟
أتمنى أن يشعروا بأنهم مرئيون، مُقدَّرون، ومتصّلون بذواتهم. Miracle ليست مجرد قطعة تزيّن الإطلالة — بل تذكار صامت لما أنت عليه، لما تجاوزته، وللنور الذي تحمله بداخلك. سواء ارتبطت بلحظة تحوّل، أو ذكرى عزيزة، أو شعور تريدين الاحتفاظ به، أردتُ لكل قطعة أن تصبح جزءاً من القصة الشخصية لمن ترتديها — شيئاً تلجأ إليه، لا لتكمّل مظهرها فقط، بل لتسترجع ذاتها.
هل تؤمنين أن المجوهرات يمكن أن تحمل طاقة شافية أو تحوّلية؟
نعم، أؤمن بذلك بكل قلبي. فالمجوهرات تختزن طاقة — ليس فقط من المواد التي صُنعت منها، بل من النوايا التي وُلدت بها، ومن المشاعر التي ترافقها عند ارتدائها. يمكن لقطعة أن تخلّد لحظة، تحتفظ بذكرى، أو تمدّك بقوة صامتة. عندما تُصمَّم بشغف وتُرتدى بقصد، تتحوّل إلى أكثر من زينة. تصبح جزء من رحلتك — تميمة شخصية تُذكّرك بصلابتك، ونورك، وقدرتك على التحوّل. هذه هي المعجزة الحقيقية في المجوهرات، في نظري.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.