في افتتاح مهرجان كان السينمائي بدورته الثامنة والسبعين، لم يكن السجادة الحمراء وحدها من لفتت الأنظار، بل الحضور الطاغي لمعاناة الفلسطينيين، الذين باتت مأساتهم تفرض نفسها بقوة في قلب الفعاليات الثقافية والفنية العالمية. ففي زمن تتجاوز فيه الصور حدود الشاشات، يصعب على الضمير الإنساني أن يغضّ الطرف عن حرب الإبادة التي يشهدها قطاع غزة منذ شهور، حاصدة الأرواح والأحلام، من بينها حلم مصوّرة صحافية شابة كانت كاميرتها توثّق الحياة والموت في آن.
فخلال حفل الافتتاح، وجهت رئيسة لجنة التحكيم، الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، تحية مؤثرة إلى روح المصوّرة الصحافية الفلسطينية فاطمة حسونة، التي قضت نتيجة قصف إسرائيلي على غزة في منتصف أبريل. وقالت بكلمات تختصر الوجع: "كان ينبغي أن تكون فاطمة معنا الليلة. الفن يبقى، فهو الشهادة القوية على حياتنا وأحلامنا."
كلمات بينوش لم تكن مجرّد لفتة رمزية، بل جاءت في سياق عالمي من التضامن، إذ نُشرت في اليوم نفسه رسالة مفتوحة وقعها ما يقرب من 400 فنان ومخرج من نجوم السينما العالمية، من بينهم بيدرو ألمودوبار وريتشارد غير، دعوا فيها إلى كسر "الصمت" تجاه ما وصفوه بـ"الإبادة الجماعية" في غزة، وأشادوا بفاطمة حسونة، التي تتمحور حولها قصة فيلم وثائقي يُعرض ضمن إحدى الفئات الموازية في المهرجان.
وفي مشهد نادر من الصراحة والإنسانية في محفل فنّي عالمي، تابعت بينوش كلمتها قائلة: "الحرب، الفقر، تغير المناخ، كراهية النساء وشياطين همجيتنا لا تسمح لنا بأي قسط من الراحة." وأضافت أمام نخبة الحضور من نجوم العالم: "في مواجهة ضخامة هذه العاصفة، علينا الدفع قدماً لإبراز اللطف وتحويل رؤانا، معالجة جهلنا، والتخلي عن مخاوفنا وأنانيتنا، وتغيير مسارنا."
مُحررة أخبار وكاتبة مقالات لموقع gheir.com، شغفي بصناعة الأزياء دفعني إلى التعمق و دراسة أصولها، بينما خبرتي الأكاديمية في مجال الإعلام جعلت مهنة مُحررة الموضة هي الأمثل لي، لأنقل لكم يومياً أخبار الأزياء و المجوهرات، و حوارات مع أهم شخصيات الموضة العالمية والعربية بجانب تحليلات أسبوعية تكشف كواليس و خبايا صناعتها.