في عالم الموضة، حيث تتقاطع الأناقة مع الجرأة، تبرز بلير إيدي Blair Eadie كواحدة من أبرز الشخصيات التي أعادت تعريف الأسلوب الشخصي. من خلال مدونتها الشهيرة Atlantic-Pacific، استطاعت بلير أن تخلق مساحة تعبّر فيها عن رؤيتها الخاصة لعالم الأزياء، وتدمج فيه بين أناقة الساحل الشرقي وجرأة الساحل الغربي، بأسلوب ساحر يصعب مقاومته.
بدأت بلير مسيرتها المهنية في قطاع الأزياء كمصممة في شركة Gap Inc.، ثم التحقت بعلامة Tory Burch، حيث شغلت منصب مديرة قسم الإكسسوارات. لكن شغفها العميق بالموضة كان أقوى من أن يُختزل في وظيفة واحدة، فاختارت أن تُطلق مدونتها عام 2010 لتوثّق تطور أسلوبها وتشارك جمهورها حول العالم بإطلالات استثنائية باتت تُلهم النساء في كل مكان.
صيحات كثيرة… وأناقة واحدة
ما يميز بلير ليس فقط تنسيقها المذهل للإطلالات، بل شجاعتها في كسر القواعد وتقديم صيحات الموضة برؤية فنية فريدة. فهي تمزج ببراعة بين الكلاسيكية والحداثة، تعتمد الألوان الزاهية، الطبقات المتعددة، والإكسسوارات اللافتة، لتصنع من كل إطلالة لوحة جمالية متكاملة.
وفي زمن تتكاثر فيه العلامات التجارية وتتنافس الصيحات في جذب الانتباه، قد تقف المرأة في حيرة أمام ما يجب اختياره: هل تتبع الصيحات الرائجة؟ أم تبحث عن أناقة حقيقية تعبّر عن شخصيتها؟ هنا يأتي دور بلير إيدي، التي لا تكتفي فقط بمواكبة الموضة، بل تصيغها بأسلوبها الخاص، وتقدّمها لنا في قالب أنيق ومُلهم. حسابها على إنستغرام لا يُعد فقط مصدر إلهام بصري، بل بمثابة دليل يومي يختصر الكثير من الحيرة، ويعلّمنا كيف نُحسن اختيار القطع التي تليق بنا وتُبرز شخصيتنا، بعيداً عن اللوكات النمطية وطرق التنسيق التقليدية. فلا شيء في إطلالات بلير يوحي بالرتابة أو الأنماط المكررة، بل كثير من الابتكار الذي يحيي فينا حبنا للتألق بستايلات لا تشبه غيرها.
التقليمات كما لم نعهدها من قبل
من أبرز الصيحات التي طبعت أسلوب بلير في هذا الموسم، هي الملابس المقلّمة، تلك الخطوط التي لطالما ارتبطت بأجواء الصيف والبحر، لكنها في إطلالات بلير تكتسب روحًا جديدة. فالقميص المقلم لا يعود قطعة بحرية تقليدية، بل يتحوّل إلى رمز للأناقة المعاصرة حين تنسّقه بلير مع تنورة منفوشة، أو تدمجه مع بنطال جريء بألوان متضادة.
لم نرَ مؤثرة أخرى أتقنت صيحة التقليمات كما فعلت بلير، فهي تمتلك ثلاث عناصر ذهبية تجعلها تتفرّد في هذا الأسلوب: أولاً، قوامها الممشوق والنحيف الذي يمنح الخطوط المقلمة حضورًا أكثر جاذبية. ثانيًا، جرأتها اللافتة في دمج قطع قد تبدو غير متجانسة في نظر البعض، لكنها ببصمتها الخاصة تحوّلها إلى إطلالة متناغمة ومذهلة. وثالثًا، لمستها الشخصية التي تضفي الكثير من الحيوية والستايل على كل إطلالة، سواء أكانت في تنسيق الألوان أم في اختيار التفاصيل الصغيرة مثل الحقيبة أو الأقراط.
والملفت أن الملابس المقلّمة، رغم بساطتها الظاهرية، تُعد من أكثر القطع تحديًا في التنسيق. فهي تحتاج إلى فهم عميق للتناسبات اللونية، ولتوزيع الخطوط على الجسم بطريقة تُبرز جمال القوام وتمنحه التوازن. وبلير تفعل ذلك باحترافية تجعل من التقليمات صيحة لا تملّ، بل تزداد تألقًا كلما قدّمتها بطريقتها.
حين تتحوّل الموضة إلى أسلوب حياة
لم يكن تأثير بلير محصورًا في مدونتها فقط، بل تعدّى ذلك إلى تعاونات لافتة مع كبرى العلامات العالمية مثل Zara، J.Crew، Ralph Lauren، Covergirl، L’Oreal، وAmazon كما أطلقت مجموعة "Halogen x Atlantic-Pacific" بالتعاون مع Nordstrom، التي لاقت رواجًا واسعًا، وعكست أسلوبها المرح والراقي في آنٍ واحد.
بلير إيدي اليوم ليست مجرد مدونة أزياء، بل أيقونة أناقة حقيقية، تُمثّل المرأة التي تتبع شغفها، وتثق بحدسها، وتُحدث فرقًا في عالم الموضة. بأسلوبها الفريد، وجرأتها في كسر النمطية، ألهمت ملايين النساء حول العالم لخلق أسلوبهن الخاص، والتعبير عن أنفسهن بثقة وأناقة، وخصوصًا في هذا الصيف الذي احتلّت فيه الخطوط المقلمة الصدارة.
فمن خلال بلير، تعلّمنا أن الموضة ليست فقط في ما نرتديه، بل في الطريقة التي نُعبّر بها عن ذواتنا، ونرسم بها ملامح أناقتنا الخاصة، بكل ما فيها من تناغم، لون، وتفرد.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.