مجموعات ريزورت أو كروز ليست مجرد محطات ثانوية في روزنامة الموضة، بل هي انعكاس لعطلة مترفة حالمة. فهي المجموعات النصف موسمية أو العابرة للمواسم، وتُقدَّم عادةً بين مجموعات الخريف والربيع، لتلبي احتياجات المرأة العصرية خلال رحلاتها وعطلاتها الموسمية، خصوصاً في فصل الصيف. ولهذا، كثيراً ما تنبض هذه المجموعات بالحيوية والمرح، وتتميّز بتصاميم مريحة، وقصّات هادئة ومنسدلة، أقمشة خفيفة، ألوان مشرقة ونقاشت تُجسّد الإحساس بالانطلاق، من الأزهار والفاكهة، إلى البحار والمشاهد الاستوائية.
وفي ريزورت 2026، بدا واضحاً أنّ الفساتين المنقوشة كانت نجمة العرض في أكثر من دار أزياء عالمية، ما يؤكد أن النقشات النابضة ستبقى لغة الصيف المفضلة.
نقشة الورود: من الجرأة إلى الرقيّ
بين الحدائق المتفتحة والأساليب الطباعية المتنوعة، تسيّدت الورود مشهد الفساتين في مجموعات ريزورت 2026، ولكن كل دار قدّمتها بطريقتها الخاصة.
في مجموعة روبرتو كافالي، برزت الورود الكثيفة والمتداخلة، مطبوعة بألوان زاهية ومتناقضة على الفساتين الانسيابية، في مشهد بصري يشبه لوحات الأزهار البرية في جنوب إيطاليا. فساتين تنضح بالحيوية والجرأة، وتناسب مزاج العطلات الساحلية.
أما دار إميليا ويكستيد فاختارت مقاربة أكثر هدوءًا وأناقة، مع ورود ناعمة مرسومة بدقة على خلفيات بيضاء صافية، ما منح الفساتين طابعاً رومانسياً بسيطاً وفخماً في آن، يُشبه الإقامة في فيلا كلاسيكية تطل على الريفييرا.
وفي المقابل، قدّمت إيترو وردها بأسلوب شاعري بوهيمي مفعم بالأنوثة، حيث جاءت النقشات بتدرجات حالمة من الزهري والبرغندي، مطبوعة على أقمشة خفيفة تتمايل مع نسيم الصيف، وتتماهى مع هوية الدار البوهيمية.
نقشات أخرى تروي حكايات الصيف
بعيداً عن الورود، تنوّعت النقشات في مجموعات ريزورت 2026، لتعكس مصادر إلهام موسمية تحمل في طيّاتها روح الصيف والرحلات.
أنتونيو ماراس أبحر في عالم البحار، فاستوحى من القوارب والسفن تصاميمه، وظهرت النقشات البحرية على الفساتين وكأنها لوحات فنية مصغرة. الألوان البحرية كالأزرق، الأبيض، والأحمر سيطرت، بينما أضفت التفاصيل اليدوية لمسة فنية عميقة.
في المقابل، اختارت مونيك لويلييه أن تستعيد وهج النقشات البرية، وقدّمت تصاميم جريئة مزينة بنقشة جلد النمر. لكن اللافت هو كيفية تطويع هذه النقشة المعروفة بقوّتها، ضمن سياق صيفي أنثوي، فظهرت على فساتين خفيفة وعصرية، بأسلوب بعيد عن المبالغة، ما أضفى على الإطلالة طابعاً قوياً وأنيقاً في آنٍ معاً.
خلاصة القول، إنّ مجموعات ريزورت 2026 قدّمت تنوّعاً غنياً في الفساتين المنقوشة، مع تركيز لافت على النقشات الزهرية، التي بقيت متجددة رغم حضورها الدائم، إلى جانب عودة نقشات أخرى جريئة ومرتبطة بالموسم كالبحر والحيوانات. ومع هذا الغنى البصري، تأكد مرة جديدة أن ريزورت ليست مجرد مجموعة موسمية، بل مساحة إبداع مفتوحة تعبّر عن الأحلام والهروب الجميل إلى الصيف.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.