في عالم الموضة، هناك لحظات تُعيد تعريف الأناقة وتمنحها نفساً جديداً. وصيف 2025 هو إحدى هذه اللحظات. فبعد مواسم طغى فيها الطابع البسيط والهادئ تحت شعارات "الرفاهية الصامتة" و"المال القديم"، تعود الحيوية إلى منصات العرض من بوابة البحر. نعم، البحر بكل مخلوقاته ،ألوانه، أمواجه وشواطئه المزروعة باشجار النخيل ، أصبح نجم الموسم، يقود موجة من التصاميم التي تحتفي بعالم الأعماق والذكريات الصيفية.
منذ أولى أيام عروض الأزياء لهذا العام، برزت النقشات البحرية كأحد أبرز الاتجاهات التي لا يمكن تجاهلها. لم تعد هذه الطبعات مجرد إشارة خجولة إلى العطلات الصيفية، بل تحوّلت إلى احتفال كامل بالحياة تحت سطح الماء، حيث الأسماك الزاهية، نجوم البحر المتلألئة، وفرس البحر الذي يتحرك برشاقة على التنانير والفساتين والقمصان.
المخلوقات البحرية تزين الملابس
في تصاميم دار Versace، رأينا كيف يمكن لنقشات المخلوقات البحرية أن تتحول إلى فن استعراضي أنيق. الفساتين تزينت برسوم نبضت بالحياة لأسماك استوائية ونجوم بحر ذهبية تلمع كالجواهر، بينما استعانت الدار بألوان مائية متدرجة تعكس عمق المحيط وروحه الحالمة. هذا ليس بالأمر الجديد على Versace، لكن ما يميز هذا الموسم هو كثافة الحضور البحري وجرأة تنسيقه مع القصّات المعاصرة.
سحر الشوطئ الذهبية وأشجار النخيل
أما دار Zimmermann الأسترالية وElie Saab اللبناني، فقد أخذا منحى مختلفاً، مستوحيان من سحر السواحل الخلابة. فساتين Zimmermann الطويلة، المصنوعة من أقمشة خفيفة تنساب مع الريح، تزينت بنقشات دقيقة لأشجار النخيل، وشواطئ حالمة وكأنها لقطات من عطلة استوائية. إيلي صعب، بدوره، قدّم رؤية رومانسية وساحرة للساحل، مستخدماً درجات الأزرق والبيج الممزوجة برسوم دقيقة لشواطئ الذهب وأمواج البحر.
البحر وأمواجه
وإذا كان البحر مصدر إلهام للعديد من دور الأزياء، فإن Moschino لم يفوّت الفرصة ليضيف لمسته المرحة. المجموعة الصيفية جاءت مليئة بنقشات الأمواج متعددة الألوان وملابس البحّارة، من السترات ذات الأزرار الذهبية إلى التوبات المقلمة وفساتين الساتان المزينة برموز الملاحة. وكأن العرض دعوة مفتوحة للانطلاق في مغامرة بحرية فاخرة ومجنونة في آن.
ولا يقتصر حضور هذه النقشات على الملابس فحسب، بل يمتد ليشمل الإكسسوارات أيضاً. فعلامة Aquazzura قدمت أحذية صيفية مريحة وحقائب يد مزينة بأكسسوارات مستوحاة من مخلوقات البحر المختلفة، مثل الأصداف والأسماك والسلطعون والتي تمّ صنعها بتقنية الكروشيه. أما Fendi، فقد زينت حقيبتها الشهيرة Baguette، بزخارف مستوحاة من الشعاب المرجانية والأصداف زنجمة البحر وغيرها، لتضفي لمسة فاخرة على أي إطلالة صيفية.
النقشة البحرية لم تعد مجرد صيحة عابرة، بل تحولت إلى لغة بصرية تعبّر عن الحنين، والفرح، والانطلاق، وربما أيضًا عن رغبة جماعية في الهروب من الواقع إلى عوالم حالمة أكثر دفئًا وبهجة. في زمن باتت فيه الأزياء أكثر ارتباطًا بالمزاج العام، يبدو أن الحياة البحرية قدّمت للموضة طوق نجاة مليئًا بالألوان والأمل.
هذا الصيف، تخلّي عن البساطة الزائدة، وارتمي في أحضان البحر — أو على الأقل في حضن فستان يروي قصصه.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.