صعود علامات الموضة الآسيوية: من الجذور التقليدية إلى منصات الأزياء العالمية | Gheir

صعود علامات الموضة الآسيوية: من الجذور التقليدية إلى منصات الأزياء العالمية

موضة  Jun 30, 2025     
×

صعود علامات الموضة الآسيوية: من الجذور التقليدية إلى منصات الأزياء العالمية

Jim Thompson
Jim Thompson
Qipolog
Qipolog
Sau Lee
Sau Lee
Tchai Kim
Tchai Kim
Tchai Kim
Tchai Kim

في السنوات الأخيرة، شهد عالم الموضة تحولاً لافتاً تمثّل في تصاعد نفوذ العلامات الآسيوية على الساحة العالمية. فلطالما هيمنت دور الأزياء الأوروبية والأميركية على منصات العروض والمجلات، باتت التصاميم المستوحاة من التراث الآسيوي – بل والتي تولد من قلب آسيا نفسها – تحظى باهتمام متزايد من قبل المصممين، المشترين، وحتى عشّاق الموضة حول العالم.

هذا التحوّل لا يعكس مجرّد تنوّع جغرافي أو بحث عن الجديد، بل يعبر عن رغبة أصيلة في العودة إلى الجذور، احتضان الثقافة، والانطلاق منها نحو رؤى إبداعية حديثة تحترم الماضي وتتماشى مع الحاضر.

الزيّ التقليدي كمصدر إلهام عصري

لطالما مثّلت الأزياء التقليدية الآسيوية مصدر إلهام بصري غني. من أناقة الكيمونو الياباني، إلى انسيابية الساري الهندي، مروراً برقي الهانبوك الكوري، وانتهاءً بجاذبية الشيونغسام الصيني، استطاعت هذه التصاميم أن تعبّر عن هوية شعوبها عبر مئات السنين. واليوم، نراها تعود إلى الواجهة، لا كمجرد تكرار للماضي، بل كمحرك إبداعي يتبنّاه مصممون معاصرون بأساليب مبتكرة.

ففي الصين، شهد فستان التشيباو (أو الشيونغسام) نهضة جديدة، حيث جرى تحديثه عبر قصّات مريحة وأقمشة عصرية مع الحفاظ على رمزيته الثقافية. في كوريا الجنوبية، تحوّلت حركة "الهانبوك الجديد" إلى ظاهرة شبابية، تُرتدى فيها النسخ المحدثة من الزي التقليدي في الحياة اليومية. أما في الهند، فاستطاع الساري أن يتكيّف مع إيقاع العصر من خلال اعتماد قصّات بسيطة وخفيفة تناسب نمط الحياة الحديث، دون أن يتخلى عن تطريزاته الفاخرة وألوانه الجريئة.

إعادة تعريف الفخامة

ما يميز موجة الأزياء الآسيوية الجديدة هو نظرتها المختلفة للفخامة. فعوضاً عن التباهي بالشعارات البراقة أو الاستعراض الزائد، تتجه هذه العلامات إلى تقديم مفهوم متجدد من "الترف الهادئ"، حيث تكون التفاصيل الدقيقة، الحرفية العالية، والارتباط بالهوية الثقافية هي العناصر الأساسية للتميّز.

علامات مثل Sau Lee وQipology في هونغ كونغ، و Tchai Kim في كوريا، وJim Thompson في تايلاند، تقدّم نماذج ناجحة لكيفية الدمج بين الأزياء التقليدية واللمسات العصرية. فهي لا تكتفي بإعادة إنتاج القطع الكلاسيكية، بل تُعيد سردها ضمن سياق معاصر يجعلها جذابة للأجيال الجديدة.

عولمة الثقافة الآسيوية

لم يعد الحضور الآسيوي مقتصراً على سوقه المحلي. فبفضل وسائل التواصل الاجتماعي، ودعم المشاهير، والتوجه العالمي نحو التنوع، باتت هذه التصاميم تحظى بانتشار واسع في الغرب. من عروض أسبوع الموضة في نيويورك وباريس، إلى الإطلالات اليومية على إنستغرام وتيك توك، أصبحت الأزياء الآسيوية أكثر قرباً من الجمهور العالمي.

ويُعزي ذلك أيضاً إلى تنامي الفخر الثقافي لدى الجيل الجديد من المصممين والمستهلكين، الذين لم يعودوا يرون في الأزياء الغربية النموذج الوحيد للجمال أو التطور، بل باتوا يحتفون بجذورهم الثقافية ويقدّمونها للعالم بكل ثقة.

بين التقدير والاحترام الثقافي

رغم هذا الزخم، تبرز تحديات لا يمكن تجاهلها، أبرزها مسألة "الاستيلاء الثقافي" أو استخدام الرموز التقليدية خارج سياقها. إلا أن العديد من العلامات تتعامل مع هذا الموضوع بحساسية عالية، من خلال الحفاظ على الأصالة، التعاون مع الحرفيين المحليين، والترويج لفكرة الاحترام المتبادل بدلاً من الاستغلال البصري.

نحو مستقبل أكثر تنوعاً

تؤكد موجة صعود الموضة الآسيوية أن عالم الأزياء لم يعد حكراً على عواصم محددة أو رؤى أحادية. بل باتت المنصات مفتوحة أمام قصص جديدة، رموز بصرية بديلة، وصوت ثقافي متعدد. ومن خلال هذه المقاربة، تقدم العلامات الآسيوية ليس فقط قطع أنيقة، بل تجربة ثقافية غنية تمزج بين الماضي والحاضر، بين الجغرافيا والهوية.

وبينما تستمر هذه العلامات في التطور والانتشار، يبدو أن الموضة الآسيوية ليست مجرد "ترند" عابر، بل موجة راسخة تعيد رسم خريطة الأناقة العالمية من منظور أكثر عمقًا وشمولية.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

الموضة