وسط عالم المجوهرات الذي يزداد ازدحاماً، تبرز علامة Sapfira كصوت جديد جريء لا يشبه سواه. أسّستها عالمة الأحجار الكريمة فاليريا غورديينكو، التي أطلقت من خلالها مجموعة Mercurial الأولى، حيث تلتقي الأشكال المستقبلية بالتصميم العاطفي والحرفية العالية. ما بين الفضة المصقولة كالمرآة والتصاميم التي تبدو كمنحوتات فنية، تتجاوز قطع سافيرا حدود الزينة لتصبح لغة تعبيرية صافية. في هذا الحوار، تكشف فاليريا عن الفلسفة التي تقف خلف علامتها، وعن مصادر إلهامها التي تتراوح بين السفر والطبيعة والرموز الأسطورية، كما تتحدث عن عشقها للأحجار النادرة، وعن رؤيتها لمفهوم التمرّد الراقي، والأناقة الصامتة، والتصميم الذي يُشبه صاحبه أكثر من مواسم الموضة.
"سافيرا" اسم جديد وجريء في عالم المجوهرات. كيف تصفين هوية العلامة وفلسفتها الأساسية بكلماتك الخاصة؟
العلامة موجهة لأولئك الذين لا يحبّون السير بشكل أعمى وراء الصيحات، للأشخاص الذين يشعرون بأنهم لا يشبهون أحداً. كل قطعة تحمل في طيّاتها تمرداً مدروساً، فهي مستقبلية في الشكل، لكنها خالدة في روحها.
ما مصدر الإلهام وراء اسم "سافيرا"، وكيف يعكس روح ابتكاراتك؟
الاسم مستوحى من تنين أزرق بلون الياقوت في أحد كتبي المفضلة، كما أنه إشارة إلى حجر الياقوت نفسه. كلاهما يحملان قوة وغموضاً، وهذا الإحساس تحديداً أردت نقله إلى هوية العلامة.
أخبرينا عن مجموعتك الأولى "ميركيوريل" Mercurial – من أين بدأت الفكرة؟ وما المشاعر أو الأفكار التي شكّلتها؟
أول قطعة صمّمتها كانت خاتم "سولتري"، والمصنوع من حجر الديوبسايد الأخضر. أردت التعبير عن الإحساس بالمعدن السائل – كيف يتحرك ويتحوّل. كانت الفكرة الأساسية هي التقاط الحركة في كائن جامد.
تصاميمك نحتية وذات طابع مستقبلي – كيف تعاملتِ مع الشكل والخامة والحركة في هذه المجموعة؟
استوحيت المجموعة بالكامل من الزئبق السائل. هذه المادة غريبة وجميلة في آنٍ واحد – لامعة، ناعمة في مظهرها، وتبدو وكأنها من عالم آخر. كان هدفي أن أجمّد تلك الحركة، أن ألتقط اللحظة التي يكون فييها المعدن في منتصف تدفقه.
الفضة تشكّل جوهر "سافيرا". لماذا اخترتِ الفضة 925 بالتحديد، وماذا تتيح لكِ التعبير عنه على عكس المعادن الأخرى؟
الفضة تحمل شيئاً صادقاً وبسيطاً. بالمقارنة مع الذهب، هي أكثر حيادية وعصرية، لكنها تبقى ثمينة. تتيح للتصميم أن يتحدث بصوت واضح، دون مبالغة أو زينة مفرطة. تعجبني هذه القوة الهادئة التي تمنحها الفضة.
كونك متخصصة في علم الأحجار الكريمة حترفة، كيف يؤثر هذا الجانب من خلفيتك على نهجك في التصميم؟
كوني متخصصة في علم الأحجار الكريمة يمنحني حرية واسعة في استخدام أنواع مختلفة من الأحجار. كثير من دور المجوهرات الكبيرة تركز على أحجار تقليدية معروفة تجارياً، أما أنا فأميل لاستخدام الأحجار الأقل شهرة – تلك التي قد تكون غير رائجة لكنها فاتنة. وغالباً ما يفاجأ الناس بجمال الأحجار التي لم يسبق لهم رؤيتها.
من أين تستمدين عادة إلهامك – من الفن؟ العمارة؟ الطبيعة؟ أم من شيء أكثر عاطفية؟
أحب السفر، فهو يمنحني مساحة للتفكير وكسر الروتين اليومي. مجموعة "ميركيوريل" استُلهمت من رحلة إلى كوريا الجنوبية. أحبببت الأسلوب هناك – البساطة الممزوجة بعناية فائقة في التفاصيل، وهذا ما ظل عالقاً في ذهني.
كيف توازنين بين العمق العاطفي لأعمالك والطابع المينيمالي الذي يميز "سافيرا"؟
أؤمن أن الأفكار والمشاعر العميقة غالباً ما تكون بسيطة. الحقيقة، برأيي، تُحسّ بسهولة ولا تحتاج إلى الكثير من الكلمات. لهذا أعتقد أن "الأقل هو الأكثر" – لأنه يفسح المجال للإحساس.
ما معنى الحِرفية بالنسبة لكِ في عالم اليوم السريع والمليء بالإنتاج الكثيف؟
الحِرفية بالنسبة لي أمر مقدّس. الأشياء الجميلة تحتاج إلى وقت. تحتاج إلى صبر، عناية، واحترام – ليس فقط للخامات، بل أيضاً للأشخاص الذين يصنعونها ويرتدونها. لا أريد لقطعي أن تبدو كمنتجات، بل كأشياء تحمل معنى وطاقة.
من تتخيلين أنها ترتدي مجوهرات "سافيرا"؟ هل لديك ملهمة حقيقية أو متخيلة ترشد رؤيتك؟
أتخيل امرأة واثقة، أنيقة، وربما خارجة قليلًا عن المألوف. امرأة ترتدي ما تحبه لنفسها، وليس لتتبع الصيحات أو لجذب الانتباه. مُلهمتي ليست شخصية بعينها، بل هي "حضور" معيّن – النوع الذي يلفت الأنظار بصمته.
لو أُتيحت لكِ فرصة تصميم قطعة لأيقونة من الماضي أو الحاضر، من تختارين؟ وماذا ستكون؟
عندما كنت صغيرة، كنت أعشق الاستماع إلى إلفيس بريسلي. أعتقد أنه كان سيكون من الرائع تصميم خاتم ختم له – قطعة جريئة وثقيلة، بنقش فريد أو حجر قوي. شيء يليق بأسطورة حقيقية.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.