منذ عقود، لم يعد السفر مجرّد عبور جغرافي من مكان إلى آخر، بل أصبح في عيون دور الموضة الكبرى فعلاً وجودياً يلامس الروح، ومشهداً بصرياً تتجلى فيه فلسفة العلامة وأسلوبها. وفي شرق آسيا تحديداً، تكتشف هذه الدور ملاذاً بصرياً وثقفياً غنياً، وسوقاً مترفة تتقاطع فيه الفخامة مع التقاليد العريقة، حيث تُولد القصص بين الضباب والجبال، وتُكتب التفاصيل على حقائب السفر.
في هذا السياق، تكشف دار لويس فويتون عن حملتها الجديدة للسفر، رحلة شاعرية إلى الصين تتأمل مفهوم السفر من زاوية جديدة، أشبه بعين طائر محلق أو حقيبة ترافق المسافر بصمت ووفاء. ليست مجرد وجهات، بل تأملات بصرية تنقلنا إلى قلب المناظر الطبيعية الصينية، حيث يتماهى التصميم مع الطبيعة، وتتحوّل الرحلة إلى حالة فنية قائمة بحد ذاتها.
تسلّط الحملة الضوء هذا العام على الصين، ليس فقط كوجهة، بل كجسر ثقافي غني، بعيون المصور الأميركي الشهير أليك سوث المعروف بأسلوبه الذي يدمج الواقعية الوثائقية بالحسّ الشعري. من نهر ليجيانغ الأسطوري في غويلين، تتطلق الرحلة وسط مناظر المياه الهادئة والجبال الشاهقة، حيث تلامس الحقائب الأنيقة سطح القوارب التقليدية أو تتدلّى من دراجات تعبر الجسور الحجرية.
في هذه الحملة، تتألق قطع الدار الأيقونية من Horizon Monogram و Soft Keepall إلى Alzer وصناديق المجوهرات Coffret Joaillerie و Coffret Trésor، كرفيقات سفر تحتفي بالتصميم الدقيق والحرفية العالية. وكأن لوي فويتون تقول: كلّ حقيبة هي وعد برحلة جديدة، وكلّ وجهة دعوة لاكتشاف الذات كما لاكتشاف المكان.
وما يجعل هذه الحملة متميزة ليس فقط جمال الصور أو جودة القطع، بل الروح التأملية التي ترافقها. إنها دعوة للخروج من الروايات الغربية النمطية، والدخول في عمق الجمال الآسيوي بكل ما يحمله من أسرار وصور غير مكتشفة.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.