عودة الفرو إلى الواجهة: صيحة خريف 2025 تُعلن نهاية "الترف الهادئ" | Gheir

عودة الفرو إلى الواجهة: صيحة خريف 2025 تُعلن نهاية "الترف الهادئ"

موضة  Jul 16, 2025     
اشترك في قناتنا على يوتيوب
×

عودة الفرو إلى الواجهة: صيحة خريف 2025 تُعلن نهاية "الترف الهادئ"

Balenciaga
Fendi
Fendi
Fendi
Fendi
Ferragamo
Ferragamo
Gucci
Gucci
Gucci
Rabanne
Rabanne

بعد سنوات من الاتجاه الهادئ والبسيط في عالم الموضة، ها هو الفرو يعود بقوة إلى منصات عروض خريف وشتاء 2025، ليُحدث خضة بصرية ونفسية في أوساط الصناعة ويعلن، بصوت مرتفع، نهاية ما يُعرف بـ"الترف الهادئ" Quiet Luxury. فلم يعد التميز يكتفي بالقصّات النظيفة والألوان المحايدة، بل بات يحتاج إلى لمسة فاخرة تُترجم عبر خامات غنية، من بينها الفرو، سواء كان طبيعياً أو صناعياً.

منذ سنوات، شهد استخدام الفرو في الموضة تراجعاً ملحوظاً، تحت ضغط الأصوات المدافعة عن حقوق الحيوان والتحولات البيئية والاجتماعية. فأغلقت دور أزياء عريقة أبوابها أمام الفرو الطبيعي، وتبنّت البدائل الصناعية التي تطوّرت بشكل لافت، لتضاهي الفرو الحقيقي- الطبيعي من حيث النعومة واللمعان وحتى الوزن، وأحياناً تتجاوزه من حيث حرية التصميم واللون.

واليوم، تشهد هذه الخامة "العودة الكبرى"، ولكن بشكل جديد. فلم يعد استخدام الفرو دلالة على الثراء وحده، بل بات أداة سردية تُستعمل لاستحضار الهوية والتاريخ والتراث، وللحديث عن التناقضات التي تملأ حياة الإنسان المعاصر: الغريزة مقابل الرقي، والدفء مقابل السلطة، والحنين إلى الماضي مقابل الرغبة في تجسيد المستقبل.

منصة برادا: الفرو كأداة لاستكشاف الهوية

كان لدار Prada السبق في التمهيد لهذه العودة، حين أدرجت الفرو بكثافة في عرض الأزياء الرجالية، لكنها قدّمت في مجموعتها النسائية رؤية أعمق وأكثر فلسفية. فقد استعان الثنائي راف سيمونز وميوتشيا برادا بالفرو بوصفه لغة خامة، يستخدمانها للتعبير عن التناقض، والانجذاب الفطري للجمال، والصراع بين الداخل والخارج. فكانت القطع تُحاكي الغريزة بقدر ما تحتفل بالتصميم المجرّد.

لمسة إيطالية فاخرة: بين فيراغامو وغوتشي

أما في إيطاليا، فقدّمت دارا Gucci وFerragamo قراءتين مختلفتين لكن متناغمتين للفرو. الأولى استحضرت بريق سبعينيات القرن الماضي من خلال معاطف ضخمة غامرة تعكس قوة الشخصية وجاذبية الترف، في حين اعتمدت فيراغامو أسلوباً أكثر أناقة ودقة في تنفيذ الفرو، مع قصّات هندسية تضفي على الخامة طابعاً معاصراً محكماً.

الفرو نحو المستقبل

ومن بين الدور التي خرجت عن النمط التقليدي، كانت Rabanne التي نجحت في جعل الفرو يبدو مستقبلياً، من خلال دمجه مع خامات معدنية وخطوط هندسية تجريدية، فتلاشت الصورة النمطية للفرو كعنصر تقليدي واستُبدلت برؤية جريئة تنتمي إلى زمن لم يأتِ بعد.

الفرو الصناعي: خيار أخلاقي أم صيحة جمالية؟

لا يمكن الحديث عن عودة الفرو من دون التوقف عند الفرو الصناعي، الذي يشهد اليوم ذروته من حيث الجودة والتنوع. فالتطورات التكنولوجية في مجال الأنسجة سمحت بإنتاج فرو صناعي يُحاكي الطبيعي لدرجة يصعب تمييزه، ويمنح المصممين حرية غير مسبوقة في الإبداع، خصوصاً من حيث اللون والخفة والسُمك.

وتتجلى هذه الخيارات بشكل خاص في تصاميم الشباب والمصممين المستقلين الذين يستخدمون الفرو الصناعي كوسيلة للتعبير عن قضاياهم، دون التنازل عن الطابع الفاخر. كما أن الفرو الصناعي بات أكثر قبولاً اجتماعياً، ويُنظر إليه على أنه "ترف مسؤول"، يجمع بين الأناقة والأخلاق، وهو ما يجذب شرائح واسعة من الجيل الجديد.

الفرو والترف: ما بعد الهدوء

في زمن كانت فيه الموضة تتجه نحو التجريد والبساطة والملابس الخفيفة المسترخية، جاء الفرو ليكسر هذا النمط. فهو ليس مجرد صيحة، بل يُعبّر عن مرحلة جديدة في فهم الترف—ترف بصري وملمسي، يستدعي التاريخ ولكنه لا يخجل من الغرابة والضجيج. واللافت أن عودته لم تأت عبر رموز الماركات أو الشعارات الضخمة، بل عبر حضور طاغٍ لا يحتاج إلى تعريف: الفرو هو العلامة.

في النهاية، يبدو أن الفرو، بصيغتيه الطبيعية والصناعية، لم يعد مجرد خامة تُستعمل للدفء أو الزينة، بل تحوّل إلى وسيلة سردية ومفاهيمية تُجسّد ما تعنيه الموضة اليوم: تعبير، موقف، وأسلوب حياة.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

الموضة