في السنوات الأخيرة، أبدت دار فالنتينو رغبة واضحة في إعادة تشكيل هويتها الإبداعية والتجارية، لا سيما بعد تعيين المصمم الشهير أليساندرو ميشيل في منصب المدير الإبداعي، خلفاً لبييرباولو بيكيولي الذي شكّل جزءاً من روح الدار لما يقارب عقدين من الزمن. هذا التغيير الجذري في القيادة الفنية كان بمثابة إعلان غير مباشر عن بداية فصل جديد، تسعى فيه فالنتينو إلى مواكبة التحديات والتحوّلات في عالم الموضة الفاخرة.
لكن رغم هذا التوجه نحو التجديد، نشرت صحيفة كوريري ديلا سيرا الإيطالية تقريراً، يفيد بأن الصندوق الاستثماري القطري Mayhoola، المالِك الرئيسي لفالنتينو، يدرس بيع العلامة. التقرير أثار موجة من التكهنات حول مستقبل فالنتينو، لا سيما في ظل الشراكة القائمة مع مجموعة كيرينغ الفرنسية.
إلا أن رشيد محمد رشيد، الرئيس التنفيذي لـ Mayhoola، نفى بشكل قاطع هذه المزاعم في تصريح لوكالة رويترز، مؤكدًا أن "هذا الخبر غير صحيح". من جانبها، امتنعت مجموعة كيرينغ عن التعليق.
كيرينغ، التي تمتلك علامات بارزة مثل Gucci وSaint Laurent، استحوذت على حصة قدرها 30% في فالنتينو عام 2023 مقابل 1.7 مليار دولار، مع اتفاق يمنحها الحق في شراء الـ70% المتبقية بحلول عام 2028. خطوة اعتبرتها المجموعة استراتيجية لتعزيز حضورها في عالم الهوت كوتور، وتأسيس علامة ثانية بارزة بجانب غوتشي. إلا أن التوقيت، الذي تزامن مع تباطؤ سوق الرفاهية العالمي، جعل من الصفقة محط تساؤلات بين المستثمرين، خاصة أن التقرير السنوي الأخير لـ كيرينغ يشير إلى أن إتمام عملية الاستحواذ قد يكلّفها ما يصل إلى 4 مليارات يورو، في حال قررت Mayhoola تفعيل خيار البيع اعتباراً من 2026.
وبينما شهدت أسهم كيرينغ ارتفاعاً بنسبة 2.5% عقب نشر التقرير، سرعان ما فقدت هذا الزخم بعد نفي Mayhoola، في مؤشر واضح على حساسية السوق تجاه أي مستجدات مرتبطة بفالنتينو وموقعها داخل إمبراطورية كيرينغ.
التكهنات تأتي في وقت حرج بالنسبة لكيرينغ، التي تمر بمرحلة مراجعة داخلية لمحفظتها الاستثمارية، في ظل تزايد مستويات الدَين وضغوط السوق. ومن المرتقب أن يتولى لوكا دي ميو منصب المدير التنفيذي للمجموعة في 15 سبتمبر المقبل، وسط آمال بإعادة هيكلة النموذج المالي للمجموعة.
على الصعيد المالي، سجلت فالنتينو تراجعاً في الإيرادات بنسبة 2% بأسعار الصرف الثابتة خلال عام 2023، لتصل إلى 1.31 مليار يورو (1.52 مليار دولار). ورغم ذلك، تعوّل الدار على الإبداع المتجدّد الذي يحمله أليساندرو ميشيل، صاحب البصمة المميّزة في Gucci سابقاً، ليعيد رسم ملامح فالنتينو ويقودها إلى مرحلة أكثر إشراقاً.
وسط كل هذا، تبقى الأسئلة مفتوحة: هل تستطيع فالنتينو تجاوز التحديات الداخلية والخارجية والعودة إلى مسار النمو؟ أم أن التغيير الذي تنشده سيبقى حبيس النوايا الطموحة في ظل ضغوط السوق؟
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.