في حملة جديدة تنبض بالهدوء والصدق، تكشف دار غوتشي عن سلسلة "The Gucci Portrait Series"، لحملة خريف وشتاء 2025–2026، والتي تعيد تعريف العلاقة بين الأناقة، والهوية، والحضور. بأسلوب بصري بعيد عن الاستعراضات البراقة، تحتفي الحملة بما يُعرف بالإيطالية بـ"السبريتزاتورا" – ذلك الإتقان المتقن الذي يتخفى خلف مظهر من اللامبالاة الأنيقة، والذي لطالما شكّل جوهر إرث الدار.
نُفذّت هذه الحملة بعدسة المصورة الأميركية كاثرين أوبي، وبتنسيق سوزان كولر، وتضم 42 اسماً من العارضين والعارضات من خلفيات متنوعة، من بينهم أكيتو ميزوتاني، ألفريدو راميريز، بادهييل لوني نيانغ، كيتلين سوتندال، وكول موهر، ليشكلوا معاً فسيفسياء إنسانية تعبّر عن حضور غني ومتنوع، يقدّم الأزياء لا كفانتازيا حالمة، بل كواقع معاش.
الصور، بلغة أوبي الفوتوغرافية الهادئة، تقف عند تخوم الرسم الكلاسيكي، حيث الخلفيات الناعمة، والضوء المنساب كفرشاة رسام، يجعل من الجسد البشري نقطة ارتكاز للحظة شعورية خالصة. ليست الملابس هنا مجرد صيحات، بل امتداد للجسد والذاكرة. البنطلونات المائلة القصّة، المعاطف الواسعة، والقصّات المريحة، تبدو كما لو أنها تولد من تفاصيل الجسد، لا العكس.
في كل صورة، هناك حركة بسيطة – ميل رأس، نظرة صافية، أو انحناءة كتف – تنقل الكثير من العمق دون أن ترفع صوتها. الأناقة ليست مفروضة، بل منسابة من داخل الشخص نفسه، وتعبّر عن ذات لا تحتاج إلى تصنع لتقول ما تريد.
ومع أن اتساع الحملة بعدد كبير من البورتريهات يرسّخ التزام الدار بالتنوع والتمثيل، إلا أن التكرار البصري في البناء والصياغة قد يخفف من الوقع الشعوري لبعض الصور، إذ تمتزج الحدود بين الوجوه، وتضيع اللحظات المتفردة وسط الإيقاع الهادئ المتواصل.
لكن رغم هذا، تبقى الحملة لحظة استثنائية في مشهد الموضة العالمي؛ حيث لا تستعرض غوتشي الأزياء كسلع مترفة، بل كلغة شخصية تنبع من الجسد، وتروي حكاية كل من يرتديها.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.