في الرابع من أغسطس، تحتفل ميغان ماركل بعيد ميلادها، وتحتفل معها كل مَن آمنت بأن الأناقة يمكن أن تكون أداة للتعبير، للتمرد، وللتحرّر أيضاً. فمن ممثلة أميركية شابة إلى دوقة ساسكس، ثم إلى امرأة اختارت الخروج من البلاط الملكي لتعيش حياة أكثر استقلالية في لوس أنجلوس، بقيت ميغان شخصية جدلية لا تتوقّف عندها الصحافة ولا يملّ منها الجمهور. واليوم، نستعيد هذه الرحلة الاستثنائية من خلال تطوّر أسلوبها في الأزياء، الذي كان بمثابة مرآة للتغيرات العميقة التي عاشتها، وصوتاً بصرياً يعبّر عنها حين خذلها الكلام.
امرأة لا تشبه غيرها
حين ظهرت لأول مرة إلى جانب الأمير هاري عام 2017، لم تكن ميغان فقط حبيبة الأمير، بل كانت امرأةً بثقافتها الخاصة، بذوقها الأميركي، وبأسلوبها المعاصر، تدخل واحداً من أقدم وأكثر الأنظمة الملكية تحفظاً. بدا واضحاً منذ البداية أنها لا تشبه مَن سبقنها إلى القصر، لا في الخلفية الاجتماعية، ولا في النظرة إلى العالم، ولا حتى في خياراتها الجمالية. كانت ترتدي الجينز الممزق، تعتمد قصّات بسيطة ولكن ذكية، تفضّل الخطوط النظيفة على الفساتين المنفوشة، وتضع لمسة من الجرأة في كل إطلالة دون أن تتخطى الذوق العام.
عندما تصبح حياة القصر مفترق طريق
دخول القصر لم يكن بالأمر السهل. فرضت عليها البروتوكولات أن تعتمد أزياء أكثر تحفظاً، فبدأت تميل إلى الأقمشة الفاخرة، الألوان الأحادية، والتفاصيل الدقيقة التي تتماشى مع الصورة النمطية للدوقة البريطانية. اختارت ميغان علامات بريطانية مرموقة مثل Givenchy وStella McCartney، وراحت تعتمد على القصات الهيكلية والمعاطف الطويلة والقبعات الكلاسيكية، ولكنها لم تتخل يوماً عن شخصيتها.
كانت تعرف تماماً متى تكسر التقاليد بذكاء، فتظهر بأكمام قصيرة في مناسبة رسمية، أو ترتدي حذاء بكعب عال خلال الحمل، أو تعتمد ألواناً قوية مثل الأخضر الزمردي والأحمر القاني في مناسبات ملكية، رغم أن القواعد غير المكتوبة كانت توصي بألوان أكثر حيادية.
وحين أصبحت حاملاً بطفلها الأول، بدا أن أسلوب ميغان وجد حرّيته من جديد. في فترة حملها، اختارت فساتين ناعمة، أحذية مريحة، وأزياء تبرز بطنها بفخر وبدون تكلّف، وكأنها تقول لكل أم أن الأنوثة لا تتناقض مع الراحة.
لكن الضغوظ، والانتقادات، والصراع الخفي بين ما هي عليه وبين ما يُفترض أن تكونه، كلها عوامل دفعت بها إلى اتخاذ القرار الأصعب: الانسحاب من الحياة الملكية. رحلت مع الأمير هاري إلى أميركا، ولكنها لم ترحل من قلوب المتابعين، ولا من عناوين الصحف.
الحرية في لوس أنجلوس
في لوس أنجلوس، أصبحت إطلالات ميغان أكثر عفوية ولكن أكثر حضوراً أيضاً. أعادت إدخال السراويل إلى خزانتها اليومية، اعتمدت على القصات الانسيابية، وبرز ميلها إلى الماركات الراقية ولكن غير المتكلّفة مثل Max Mara، Carolina Herrera وThe Row .
رأيناها ببدلات أنيقة بألوان الكريم، فساتين بدون أكمام، قمصان بسيطة مع بنطلونات واسعة، وحتى في فساتين سهرة بألون جريئة تعكس ثقتها المتزايدة بنفسها.
ورغم أنها اختارت حياة بعيدة عن الأضواء الملكية، لا تزال كل إطلالة لها تُشعل مواقع التواصل وتثير التحليلات.
ميغان ماركل لم تكن فقط "دوقة"، بل كانت امرأة اختارت أن تكتب فصلاً خاصاً بها في كتاب العائلة المالكة، وأن تفرض ذاتها في عالم يقدّس التقليد. ومن خلال تطوّر أسلوبها في الأزياء، من نجمات "سوتس" إلى أم متألقة في كاليفورنيا، تؤكد لنا أن الأناقة الحقيقية تنبع من القناعة، من الشجاعة، ومن معرفة الذات.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.