في كل عام، يأتي يوم المرأة الإماراتية ليحمل معه الكثير من الفخر، التأمل، والاعتراف العميق بمكانة النساء في مجتمعٍ يزداد إشراقاً بهن. واحتفال هذا العام ليس عادياً، إذ نستعرض من خلاله قصص خمس مصممات إماراتيات، كلٌّ منهن نسجت مسيرتها بخيوط من العزيمة، الإلهام، والهوية. بين المجوهرات والحقائب والأزياء، يعبّرن عن أنفسهن بلغة الإبداع الهادئ والرسائل العميقة. من فاطمة العتيبي إلى نورا شوقي، عايشة بن هندي، فاطمة الحوسني وعايشة فاطمة الهاشمي، يلتقين في رؤية واحدة: أن تكوني إماراتية، يعني أن تصمّمي لنفسك مساحة تُشبهك، وتُشبه الوطن.
فاطمة علي الحوسني مصممة مجوهرات Leilani Jewellery
بالنسبة للمصممة فاطمة العتيبي، يُجسّد يوم المرأة الإماراتية أكثر من مجرد احتفال سنوي؛ إنه مناسبة للاعتزاز بالهوية، واستحضار القوة، وتكريم الإرث. هو تذكير سنوي بسبب ما تصمّمه ولمَن تصمّمه — قطع مجوهرات تحكي قصصاً تنبض بالحياة، وتُخلّد الجمال، والمرونة، والمشاعر التي تميّز المرأة الإماراتية. من خلال علامتها Leilani، تعبّر فاطمة عن هذا الفخر بكل قطعة تبتكرها، إذ ترى في المجوهرات لغة تعبّر عن الانتماء والذاكرة والحب.
تؤمن فاطمة بأن المرأة الإماراتية اليوم تقود المشهد الإبداعي بثقة غير مسبوقة. في عالمَي الموضة وتصميم المجوهرات، لم تعد مجرد ملهمة، بل أصبحت مبتكِرة وصاحبة رؤية. ما يميّز حضورها الشخصي في هذا المشهد هو الطابع العاطفي العميق في كل ما تصممه. كل قطعة من Leilani تحمل اسماً أو ذكرى أو رسالة، فهي ليست مجرد زينة، بل مجوهرات بروح، مخصّصة للنساء اللواتي يبحثن عن المعنى في كل ما يرتدين.
وفي رسالة صادقة توجّهها فاطمة إلى الجيل القادم من الإماراتيات، تدعوهن إلى الفخر بأنفسهن، والقيادة من القلب. تؤكّد لهن أن أصواتهن، وأحلامهن، وإرثهنّ، جميعها تستحق أن تُروى وتُسمع. تشجّعهن على الإبداع دون خوف، وعلى الحب دون تحفظ، وتذكّرهن بأن الأنوثة ليست شيئاً يُخفى أو يُخفّف، بل هي مصدر للقوة والتميّز، وأن في داخل كل امرأة إماراتية قدرة على إلهام العالم.
مصممة المجوهرات نورا شوقي
بالنسبة للمصممة ورائدة الأعمال نورا شوقي، يشكّل هذا اليوم محطة شخصية تسترجع من خلالها رحلتها في عالم التصميم وإدارة الأعمال. فقد بدأت مشروعها من الصفر، خطوة بخطوة، بجهدٍ ثابت وإصرار لا يلين، واليوم تشعر بالفخر كونها جزءاً من جيل نسائي يصنع مساره بنفسه، دون أن يقطع صلته بالجذور.
ترى نورا أن حضور المرأة الإماراتية في عالم الموضة والمجوهرات يشهد تحولاً واضحاً في السنوات الأخيرة. إذ لم تعد مشاركتها خجولة أو محدودة، بل باتت تقتحم هذا المجال بثقة متزايدة وهوية متفردة. ما يلفت نظرها هو تنوّع الأساليب والاتجاهات التي تعبّر عنها كل مصمّمة بطريقتها الخاصة، وهو أمر إيجابي يُغني الساحة ويمنحها عمقاً وتنوعاً. أمّا هي، فتسعى لأن تكون وفية لما يلهمها، وتترك له أن يقود رؤيتها ويشكّل ملامح مجموعاتها. لا تحاول التشبّه أو مجاراة التيارات، بل تركّز على التعبير عن ذاتها بكل صدق. فلكل مبدعة لغتها الخاصة، وهناك متّسع للجميع ليُبدع وينمى في مساحته.
وفي هذه المناسبة، توجّه نورا رسالة صادقة إلى الجيل القادم من الإماراتيات: "نحن محظوظات لأننا نعيش في وطن يدعمنا ويمنحنا الفرصة لنقود ونُبدع وننمو. هذه الهبة هي مسؤولية أيضاً، وفرصة لبناء شيء حقيقي وذي معنى. خذن وقتكن، وامنحن أنفسكن المساحة الكافية للنمو، وابقين وفيات لحدسكن وقيمكن. لا توجد وصفة واحدة للنجاح، لكن ما يهم حقاً هو أن نعمل بنية صافية وأن نحضر إلى الحياة كل يوم ونحن متمسكات برؤيتنا لما نؤمن به."
عايشة بن هندي مصممة مجوهرات Toi Fine Jewelry
كمصمّمة، تجد عايشة في هذا اليوم تذكيراً بأهمية التصميم الهادف، ذاك الذي يكرّم التراث ويحتفي به، لكنه لا يتردّد في كسر الحدود وابتكار مسارات جديدة. فمشوارها الإبداعي لطالما كان مزيجاً بين الجذور والابتكار، وهذا التوازن بين الماضي والمستقبل هو جوهر ما تسعى لإبرازه في علامتها.
وتؤمن عايشة أن تطور حضور المرأة الإماراتية في مجالات التصميم والمجوهرات لم يكن عادياً، بل جاء قوياً وملهماً. المرأة الإماراتية اليوم لم تعد مجرّد ملهمة، بل باتت صانعة ومبدعة وقائدة. حضورها يحمل عمقاً وصدقاً واعتزازاً بالهوية، ويترجم ذلك في أعمال تُعرض على مستوى عالمي وتلقى التقدير. وتوضح أن ما يجعل بصمتها مختلفة هو شغفها بالسرد البصري، إذ لا تكتفي بتقديم قطع جميلة، بل تسرد من خلالها حكايات وتفاصيل مشبعة بالعاطفة والحرفة والرؤية. التصميم بالنسبة لها ليس مجرد شكل، بل رسالة تحمل معنى وامتداداً وترسيخاً للفردانية في قالب معاصر.
وفي هذه المناسبة، توجه عايشة رسالة ملهمة إلى الجيل القادم من الإماراتيات: "امتلكن أصواتكن، ودعن هوياتكن تتحدث بحرية ووضوح. العالم بحاجة إلى وجهات نظركن، إلى قصصكن وقيمكن ورؤاكن. ابقين وفيّات لمن أنتن، ولكن لا تتوقفن أبداً عن الحلم والتوسّع والاكتشاف. أنتن لستن فقط مستقبل هذه الأمة، أنتن حاضرها أيضاً، ووجودكن له قيمة لا تُقدّر. تماماً كما تؤمن علامتنا، احتفين بذواتكن كما أنتن، فالتفرّد هو أجمل ما فيكن."
مصممة الأزياء فاطمة الهاشمي
بالنسبة للمصممة عايشة فاطمة الهاشمي، لا يمرّ يوم المرأة الإماراتية كأي مناسبة عادية، بل يأتي كوقفة تقدير للنساء اللواتي مهّدن الطريق، وللأخريات اللواتي يواصلن السير بثبات ورؤية واضحة. هذا اليوم يحمل طابعاً شخصياً عميقاً لديها، إذ يُجسّد القيم التي نشأت عليها: الصمود، والإبداع، والهدف الواضح. وفي مسيرتها كمصممة أزياء، تعتبره أيضاً احتفالاً بالهوية، حيث تُحاكي كل قطعة تصمّمها جزءاً من إرثها الثقافي ومن أحلامها، ضمن رغبة حقيقية في أن تكون جزءاً من حكاية تتصدّر فيها المرأة الإماراتية المشهد، ليس فقط عبر التقاليد، بل من خلال الابتكار والمساهمة في الحوار العالمي.
تشير عايشة إلى التحوّل اللافت في حضور المرأة الإماراتية في عالمي الموضة والمجوهرات، حيث لم تعد تشارك من الهامش، بل أصبحت قوة مؤثرة تصوغ الاتجاهات وتعيد تعريف الجمال بأسلوبها الخاص. مدفوعة بفخرها الثقافي ونظرتها الحداثية، تسهم المرأة الإماراتية اليوم في صياغة لغة بصرية جديدة تُلامس العالم. ما يميّز حضور عايشة في هذا المشهد هو التزامها بسرد القصص بهدوء، من خلال تصاميم تمزج ببراعة بين التراث والبساطة، وبين المشاعر والجمال الراقي. علامتها ليست فقط عن الأزياء التي نرتديها، بل عن الإحساس الذي تتركه تلك القطع فينا، عن الأثر العاطفي الذي يربط بين التصميم والروح، وهذا ما يجعلها تلامس قلوب الكثير من النساء اليوم.
وفي هذه المناسبة، توجه عايشة رسالة ملهمة إلى الجيل القادم من الإماراتيات: "احلمن بلا خوف، وتشبّثن بقيمكن. هذا العالم مستعد لسماع أصواتكن، لرؤية إبداعكن، ولتقدير تألّقكن. لا تنتظرن الإذن، بل اصنعن مساحتكن الخاصة، واتركن لأعمالكن أن تتحدث بثقة هادئة. نحن بنات وطن رؤيوي، والمستقبل يُبنى بشجاعتنا اليوم. احتفين بأنوثتكن، بأصلكن، ولا تستهِنّن أبداً بقوة الرؤية التي تحملنها."
فاطمة العتيبي مصممة علامة Odeem للحقائب
تعتبر المصممة فاطمة العتيبي أن يوم المرأة الإماراتية مناسبة عميقة المعنى، فهو لا يسلّط الضوء على مساهمات النساء فحسب، بل يحتفي بهن كركائز أساسية في بناء الحاضر والمستقبل. هو يوم يؤكد أن المرأة الإماراتية ليست فقط شريكة في التنمية، بل هي شريكة مرئية، مُقدّرة، ومحلّ احترام. بالنسبة لفاطمة، التي نشأت في بيئة إماراتية محافظة وراسخة في القيم الإسلامية، كان لهذا الواقع أثر كبير في تشكيل شخصيتها، وفي منحها المساحة لتحلم بثقة، وتُعبّر عن نفسها بجرأة.
تلك البيئة الداعمة، كما تصفها، شكّلت الأساس الذي انطلقت منه نحو عالم التصميم، وأسّست من خلاله علامتها الخاصة Odeem . وبفضل هذا التوازن الفريد بين التقاليد والانفتاح، تمكّنت من تقديم إبداع يحمل هوية أصيلة وصوتاً عالمياً في آن واحد. فبالنسبة لها، يوم المرأة الإماراتية هو احتفال بالتوازن الجميل بين القوة والنعومة، بين الاعتزاز بالجذور، والتطلّع نحو الأمام.
وترى فاطمة أن تطوّر حضور المرأة الإماراتية في عالم الموضة وتصميم المجوهرات ليس فقط مُلهمًا، بل حتميًا. فالإمارات اليوم هي ملتقى عالمي للثقافات والحداثة والترف، ووسط هذا المشهد الدولي، نجحت المرأة الإماراتية في صياغة أسلوب إبداعي خاص بها، نابع من تراثها ومتشرب برؤية عصرية. هذا المزيج بالذات هو ما يصنع فرادتها ويمنحها حضورًا مختلفًا في الساحة. ومن خلال علامة Odeem، تحرص فاطمة على التعبير عن هذا التوازن: الرفاهية التي تحمل معنى، والتقاليد التي يُعاد تخيّلها بأناقة ووعي.
وفي رسالتها للجيل الجديد من الإماراتيات، تعبّر فاطمة بكلمات مليئة بالأمل والثقة: "احلمن، ولا تخفن من ملاحقة أحلامكن. أنتن تنتمين لوطن يؤمن بكن، ويدعم طاقاتكن، ويرى فيكن ركيزة لكل المجالات — من الأسرة إلى سوق العمل، ومن الفنون إلى القيادة والابتكار. أن تكوني إماراتية يعني أن تملكي الحرية لتعبّري عن ذاتك، وأن تفتخري بجذورك وأنتِ تصنعين مستقبلك. وهذه، برأيي، من أعظم النِعم التي يمكن أن نحظى بها."
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.