محطتنا اليوم مع علامة MINIAAR التي وُلدت من قلب دبي على يد المصممة تيناز بودهانوالا عام 2017، انطلاقاً من قناعة بأن الموضة يجب أن تكون بقدر ما هي باذخة، واعية وأخلاقية أيضاً. منذ بداياتها، شقّت العلامة مساراً جديداً في مشهد الفخامة بالمنطقة، حيث تمزج بين التصميم المتقن والبعد الإنساني، لتؤكد أن جوهر الفخامة يكمن في الأثر بقدر ما يكمن في الحرفة. تتخصّص MINIAAR في الأزياء الراقية والجاهزة الفاخرة التي تتميز بخطوط نظيفة وقصات معمارية عصرية، قابلة للتنسيق بأساليب متعددة لتمنح المرأة أناقة خالدة تتجاوز المواسم والاتجاهات. بروح شمولية وحس فني، تعكس العلامة هوية دبي كمدينة تنبض بالابتكار والتنوّع، لتقدّم رؤية جديدة للفخامة في الشرق الأوسط، حيث يلتقي الوعي بالجمال ليصنعا لغة أزياء معاصرة للمرأة الواثقة والواعية.
ما الذي ألهمك لإطلاق علامة MINIAAR عام 2017، وماذا يمثّل لك الاسم على الصعيد الشخصي؟
MINIAAR كانت وستبقى الأقرب إلى قلبي. الاسم في حد ذاته مزيج من اسمي والديّ، وهو بمثابة رسالة شكر وامتنان لهما على كل ما قدّماه وما زالا يقدمانه بمحبة وتفان. كانت فكرة امتلاك علامتي الخاصة موجودة منذ اللحظة التي حلمت فيها بأن أكون مصممة أزياء. فالموضة والأعمال هما جزء من تكويني. وبعد تخرّجي، عملت مع عدد من الأسماء البارزة في صناعة الأزياء في الهند، ومررت بجميع الأقسام من المبيعات إلى البحث والتطوير وصولاً إلى الإنتاج والتصنيع، لأكتسب خبرة عملية شاملة قبل أن أتخذ خطوة تأسيس علامتي الخاصة.
كيف أثّرت نشأتك وتنقلك بين الهند ودبي على أسلوبك وتصاميمك؟
وُلدت في مدينة صغيرة بالهند، ثم عشت في مومباي قبل أن أستقر في دبي. هذه التنقلات شكّلت شخصيتي وقيمي إلى حد كبير. طفولتي كانت مليئة بالحرية مع معرفة الحدود التي لا يجب تجاوزها، وهذا منحني توازناً خاصاً. كما أن السفر الدائم وسّع مداركي وانعكس بشكل واضح على حسّي الإبداعي وهويّة علامتي. أما دبي، فهي منحتني الفهم العميق لمفهوم التنوّع والاندماج، حيث تتعايش كل الثقافات والجنسيات بتناغم. وهذا الجو انعكس على فلسفة علامتي، فاليوم نفتخر بأن لدينا عملاء من خلفيات متعدّدة يجد كل منهم ما يناسبه في مجموعاتنا.
كيف تعرّفين "الفخامة العصرية" اليوم؟
بالنسبة لي، الفخامة العصرية هي الأناقة الكلاسيكية ممزوجة بلمسة عصرية، لكن من دون أن تفقد عنصر الراحة. فأجمل ما يمكن أن يظهر به الإنسان هو حين يشعر بالراحة والانسجام مع نفسه.
الاستدامة ركيزة أساسية في MINIAAR. كيف تحافظين على هذا المبدأ مع الحفاظ على جاذبية التصاميم؟
نعم، الاستدامة جزء أساسي من نهجنا في التصميمي. حين نصمّم، نفكر دوماً من منظور العميل: ما الذي يستحق أن أستثمر فيه؟ أريد قطعة تدوم وتظل أنيقة حتى بعد سنوات، ويمكن تنسيقها بطرق مختلفة لمناسبات متنوعة. ومع ذلك نحرص على التجديد وتقديم تصاميم مبتكرة. بهذه الطريقة نحافظ على التوازن بين الجانب الأخلاقي والطموح الجمالي.
كيف تطبقون مفهوم الشمولية في العلامة؟
الشمولية بالنسبة لنا غير قابلة للتجزئة. هي جزء من هوية MINIAAR وتشمل كل شيء: الأجناس، الثقافات، الأحجام، القصّات، وحتى الأسعار. نحن دائماً منفتحون على التخصيص حسب رغبات أو تقاليد العملاء، لأن الراحة هي الأساس. فحين يشعر العميل بالراحة والثقة في التصميم، تنعكس تلقائياً على إطلالته.
ماذا يعني أن تكوني مصممة مقرّها دبي في المشهد العالمي اليوم؟
أن أكون مصممة في دبي يعني أن أعمل في نقطة التقاء بين العالمية والفخامة والابتكار والأصالة الثقافية. دبي أصبحت عاصمة موضة فعلية، تمنح المصممين فرصة الوصول إلى جمهور عالمي، وعرض إبداعاتهم في سوق نابض بالحياة. هنا نتحدّى أنفسنا باستمرار لنقدّم تصاميم تحمل روح التراث لكن بلغة عصرية، وفي الوقت نفسه نجد مناخاً داعماً لتبنّي الأفكار الجديدة والتحولات الرقمية.
كيف تسهم MINIAAR في إعادة تعريف الفخامة في الشرق الأوسط؟
نحن نقدّم رؤية بديلة للفخامة بعيداً عن المبالغة، بالاعتماد على التصميم الهادف، الاستدامة، والحرفية. نستلهم من تراث المنطقة الغني لكن نصوغه بلمسة معاصرة تتحدث إلى جيل جديد يقدّر المعنى والأناقة البسيطة أكثر من المظاهر. بالنسبة لنا، الفخامة ليست مجرّد رمز مكانة اجتماعية، بل تجربة شخصية، واعية، وذات صلة بالهوية والثقافة.
من هي امرأة MINIAAR برأيك؟
امرأة MINIAAR واثقة، أنيقة من دون تكلف، تختار بعناية ما يعكس هوتيها وقيمها، لا ما يفرضه عليها الاتجاه السائد. هي عصرية ومنفتحة على العالم، لكنها متجذّرة في أصولها. حياتها متوازنة بين العمل، الثقافة، والاستمتاع باللحظات البسيطة. هي فضولية، واعية، تعرف قيمتها، وحضورها يسبق كلماتها. بالنسبة لها، الموضة ليست مجرد مظهر، بل انعكاس لقيمها.
تصاميمكِ خالدة وليست مرتبطة بالترندات. كيف تحافظين على هذه الهوية وتبقين مواكبة؟
نركّز على الراحة والاستدامة أكثر من اللحاق بالاتجاهات السريعة. نصمّم قطعا يمكن ارتداؤها لسنوات، بقصات حديثة وخطوط نظيفة وتفاصيل دقيقة تعطيها قيمة طويلة الأمد. ما يهمنا هو أن تبقى التصاميم معاصرة وخالدة في الوقت نفسه.
وأخيراً، ما الإرث الذي ترغبين أن تتركيه عبر MINIAAR؟
أتمنى أن يظل اسم MINIAAR مرتبطاً بالتصميم الخالد، النزاهة الثقافية، والوعي الاجتماعي. رؤيتي أبعد من الشكل الجمالي أو الجانب التجاري؛ أريد أن تكون العلامة مساحة شاملة، تعكس التنوع وتحتفي بالاختلاف. إرثي الذي أطمح إليه هو أن يُذكر اسم MINIAAR بما مثّله، لا بما صنعه فقط: علامة صوتها عالٍ في قضايا المجتمع والبيئة، وصاحبة موقف ورسالة.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.