مقابلة مع لينا كلوتي ونجوى عبد الهادي: كيف حافظ Al Boushiya على إرث الأناقة ودعم المواهب الصاعدة في التصميم | Gheir

مقابلة مع لينا كلوتي ونجوى عبد الهادي: كيف حافظ Al Boushiya على إرث الأناقة ودعم المواهب الصاعدة في التصميم

موضة  Sep 20, 2025     
اشترك في قناتنا على يوتيوب
×

مقابلة مع لينا كلوتي ونجوى عبد الهادي: كيف حافظ Al Boushiya على إرث الأناقة ودعم المواهب الصاعدة في التصميم

يُعدّ Al Boushiya من أبرز البوتيكات متعددة العلامات في الإمارات، والمتخصصة في أزياء السهرة وفساتين الزفاف، والتي أسست عام 1979 في مدينة الكويت على يد عبد الرحمن ونجلاء كلوتي، اللذين كانا من أوائل مَن جلبوا الموضة الفاخرة متعددة العلامات إلى المنطقة. ومنذ افتتاح أول فرع لها في أبوظبي عام 1993، توسعت "البوشية" لتصبح وجهة أساسية للنساء اللواتي يبحثن عن الأناقة والفخامة مع لمسة شخصية فريدة.

اليوم، يُدار البوتيك بالكامل من قبل ثلاثة أجيال من النساء، اللواتي حافظن على القيم العائلية، الصداقة، والروابط الشخصية العميقة مع العميلات. تحت قيادة لينا كلوتي، التي كانت من أوائل من قدموا في الإمارات أسماء كبرى مثل أوسكار دي لا رينتا، ناييم خان، وزهير مراد، أصبح البوتيك منصة تجمع بين الكوتور الراقي ودعم المواهب الناشئة، كما ساهمت في تنمية حب الموضة لدى العديد من النساء الإماراتيات.

جيل جديد من القيادة النسائية يتجسد في نجوى عبد الهادي، التي ترعرعت بين أروقة البوتيك وارتبطت بعالم الموضة منذ طفولتها. بعد دراستها في جامعة ماساتشوستس للفنون والتصميم وتخصصها في العمارة، انضمت نجوى للبوشية في 2013، وأصبحت اليوم مديرة الموضة، مسؤولة عن اكتشاف المواهب الصاعدة وتحويل البوتيك إلى حاضنة للأفكار والإبداعات الجديدة، إلى جانب إطلاق منصتها الإلكترونية alboushiya.com في 2016 لتوسيع تجربة البوتيك عالمياً.

في هذه المقابلة، نستعرض مع لينا كلوتي ونجوى عبد الهادي قصة "البوشية"، من الإرث العائلي إلى رؤية المستقبل، مع التركيز على كيف حافظت العلامة على مكانتها في قلب صناعة الموضة الإماراتية عبر ثلاثة أجيال من النساء.

لدى Al Boushiya تاريخ عريق يمتد لأكثر من ثلاثة عقود. كيف تمكنت العلامة من الحفاظ على حضورها في مشهد الموضة المتطور باستمرار في الإمارات؟

تأتي مكانة البوشية من قربنا الدائم من عميلاتنا. كثير من السيدات اللواتي تسوقن معنا في التسعينيات لا يزلن يزرننا حتى اليوم، والآن يصحبن معهن بناتهن. لقد كبرنا معهن، وفهمنا كيف تتطور احتياجاتهن وأنماط حياتهن. الموضة تتغير بسرعة، لكن ما لا يتغير أبداً هو الرغبة في التفرّد والارتباط الشخصي. ومن خلال المزج بين الأزياء الراقية الخالدة والأصوات الجديدة في الموضة، استطعنا أن نظل كلاسيكيات وفي الوقت نفسه اكتشافاً جديداً لكل جيل.

هل يمكن أن تشاركينا لحظة مفصلية في تاريخ البوشية ساهمت في تشكيل هوية البوتيك وفلسفته؟

لحظة محورية كانت عندما قدّمت والدتي لينا إلى الإمارات أسماء كبرى في عالم الكوتور مثل أوسكار دي لا رينتا وجورج حبيقة. كانت خطوة جريئة جعلت من البوشية رائدة ورسخت سمعتنا في انتقاء المواهب العالمية. كذلك كان إطلاق موقع alboushiya.com عام 2016 محطة مؤثرة. ما بدأ كخدمة لعميلاتنا المقيمات في الخارج، أصبح اليوم منصة عالمية تعكس هويتنا وتربط النساء من أبوظبي إلى لندن، الرياض وسنغافورة. هذه اللحظات تذكّرنا بأن هوية البوشية متجذرة في التراث والرؤية معاً.

كونها شركة عائلية، كيف توازنون بين التقاليد والابتكار في البوتيك؟

بالنسبة لنا، التقاليد تعني الثقة والدفء والخصوصية التي تميّز بوتيكاً تديره عائلة. أما الابتكار فهو الوسيلة التي تبقي تلك التقاليد حيّة. سواء عبر المنصات الرقمية، أو دعم المصممين الناشئين، أو إعادة ابتكار متجر العرائس بتصاميم حديثة، يبقى الابتكار وسيلتنا لتقديم قيمنا الخالدة بروح معاصرة. التوازن يكمن في ألّا نفقد أبداً جوهر العلاقات الشخصية التي تقوم عليها أعمالنا.

كيف أثّر تعاقب الأجيال في قيادة البوشية على رؤية العلامة واستراتيجيتها؟

كل جيل أضاف طبقة جديدة إلى قصتنا. جدتي فتحت الباب لتجارة التجزئة متعددة العلامات الفاخرة في المنطقة. والدتي كرّست البوشية كوجهة للكوتور وبنت علاقات عميقة مع العميلات. أما دوري فكان في احتضان التحول الرقمي واكتشاف مصممين جدد. قيادة ثلاثة أجيال من النساء تمنحنا منظوراً فريداً: نحمل حكمة الماضي، وقوة الحاضر، ورؤية المستقبل.

كانت لينا من أوائل من قدّموا أسماء مثل أوسكار دي لا رينتا وجورج حبيقة في الإمارات. كيف تتعاملون مع عملية انتقاء المصممين والمجموعات للبوتيك؟

نهجنا دائماً شخصي. نختار المصممين الذين يتناغمون مع حياة عميلاتنا ويقدّمون حرفية وفناً يثبتان قيمتهما مع الزمن. وبينما نفخر بالتعامل مع أسماء راسخة في عالم الكوتور، نحن متحمسون بالقدر نفسه لاكتشاف مصممين ناشئين يقدّمون إبداعاً جديداً. إن عملية الانتقاء في البوشية تقوم على إيجاد التوازن، مانحين عميلاتنا ثقة الأناقة المعهودة ومتعة الاكتشاف في آن واحد.

من هي المرأة التي تصممون لها؟

امرأة البوشية واثقة، دقيقة الذوق، وصادقة مع ذاتها. قد تكون شابة تختار فستان سهرة لأول مرة، أو عميلة مخلصة تستعد لاحتفال مصيري. ما يوحدهن جميعاً هو شغفهن بالفن والتفرد. هي لا ترتدي الموضة فحسب، بل تعيشها كجزء من هويتها.

كيف تتوقعون اتجاهات السوق الإماراتي، وكيف يؤثر رأي العميلات في قراراتكم الشرائية؟

عميلاتنا هنّ أعظم من يحدد الاتجاهات. كثير منهن يشاركننا ما يشعرن أنه مفقود، وهذا الحوار لا يقدّر بثمن. ندمج ذلك مع متابعة دقيقة لعروض الأزياء العالمية والتحولات الثقافية في الإمارات. وبما أن سوقنا عالمي ومتنوع، فقد تعلمنا قراءة الاتجاهات قبل أن تتبلور بشكل كامل. التوقع ليس اتباعاً، بل استماع وفهم.

لقد غيّر قطاع التجارة الإلكترونية شكل البيع بالتجزئة حول العالم. ما الذي ألهمكم لإطلاق موقع alboushiya.com، وكيف تطور منذ 2016؟

انطلق الموقع من حاجة بسيطة: البقاء على تواصل مع عميلات يسافرن باستمرار أو يعشن خارج البلاد. ومنذ ذلك الحين، أصبح بمثابة "بوتيك رقمي" يقدّم الشحن السريع حول العالم، ويمنح النساء من أوروبا إلى آسيا إمكانية الحصول على قطع لا تتوفر في أي مكان آخر. لقد سمح لنا بتمديد تجربة البوتيك إلى الفضاء الرقمي من دون أن نفقد اللمسة الشخصية التي تميزنا.

مع تحوّل الإمارات إلى مركز للموضة، كيف ترون دور البوشية في دعم منظومة الأزياء بالمنطقة في المستقبل؟

نرى أنفسنا في موقع المقيّم والمرشد. فمن خلال استقدام مصممين عالميين إلى الإمارات، نغني مشهد الموضة، ومن خلال دعم المواهب الناشئة نساهم في بناء مستقبله. هدفنا أن نواصل لعب دور الجسر بين الكوتور العالمي والإبداع الإقليمي، لنضمن أن تُعرف الإمارات كموطن يزدهر فيه التراث والابتكار جنباً إلى جنب.

وعند النظر إلى المستقبل، ما الإرث الذي تأملون أن تتركه البوشية لأجيال عشاق الموضة ورواد الأعمال في المنطقة؟

آمل أن يُذكر إرثنا كقصة شجاعة وأناقة ورؤية. حكاية ثلاثة أجيال من النساء أسسن بوتيكاً يمكّن الأخريات من خلال الموضة، ويحتفي بالفن، ويُلهم رواد الأعمال ليحلموا عالمياً مع البقاء أوفياء للأصالة. إذا استطاعت البوشية أن تلهم الأجيال المقبلة لتبني التفرد ونقل قيم الثقة والجمال والابتكار، فسنكون قد تركنا وراءنا شيئاً ذا معنى حقيقي.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

الموضة