ناجية من السرطان: هذه قصتي وهكذا حاربته بتغيير أسلوب حياتي! | Gheir

ناجية من السرطان: هذه قصتي وهكذا حاربته بتغيير أسلوب حياتي!

رشاقة  Oct 09, 2016     
اشترك في قناتنا على يوتيوب
Loading the player...
×

ناجية من السرطان: هذه قصتي وهكذا حاربته بتغيير أسلوب حياتي!

في شهر أكتوبر من كل عام، يحتفل العالم بحملة التوعية إلى سرطان الثدي وضرورة تشخيصه في مرحلة مبكرة.

ملايين النساء من حول العالم أصبن بهذا المرض العضال، الكثيرات منهنّ خسرن الحرب ضده، والكثيرات أيضاً تفوقن عليه واجتزن المحنة بسلام.

سناء الحديثي، هي مدونة إلكترونية وخبيرة في مجال الصحّة الطبيعية، كانت من بين النساء اللواتي تغلبن على المرض، وهي اليوم تخوض ضده حرباً من نوع آخر. حربها اختارتها إعلامية، فمن خلال مدونتها الخاصة، تحرص سناء على نشر التوعية ضد سرطان الثدي، وعلى تعريف الناس بالأسباب التي تؤدي إليه، وفي مقدمها التغذية السيئة.

سناء قررت أن تشاركنا تجربتها في هذه المقابلة، لكي تعطي البرهان والدليل على أن الغذاء هو باب الداء والدواء!

اقرئي قصتها واجعليها مصدر إلهام لك!

  • اروي لنا تجربتك مع السرطان، كيف علمتِ أنك أصبت به وما هو الشعور الذي انتابك بداية؟


اكتشفت إصابتي بسرطان الثدي بالصدفة عن طريق أحد الفحوص الروتينية بعد سنوات من المعاناة من ضعف مناعتي وتردّي وضعي الصحّي العامّ. للوهلة الأولى لم أستوعب الأمر أو أتقبّل فكرة أنني مصابة بمرض عضال. لكنني حمدت الله مراراً، ولا زلت، بأن المصابة هي أنا لا فرد آخر من أسرتي. لم أحزن أو أشعر بالمرارة بل كنت أنسى أنني مصابة بالسرطان أحياناً خلال العام الذي رفضت فيه العلاج الطبي تماماً.

  • ليس من السهل تقّبل فكرة المعاناة من السرطان، لكنك أنتِ عايشتِ المرض وقررت أن تحاربيه من خلال الطعام. من أين أتتك هذه الجرأة لكي تمتنعي طوال عام عن أخذ أي علاج؟


بطبيعتي لا أحبّ أن أكون في موقع الضحية حتى وإن كنت فعلاً ضحية. أرفض الاستسلام، ونظرات العطف من الآخرين وأفضّل دائماً إيجاد الحلول بدلاً من الانغماس في المشكلة. قررت أن أحارب المرض من خلال الطعام بفضل اطّلاعي في مجال الصحّة والتغذية، فقد أكدت لي بحوثي أنّ المنطق يقول: الغذاء هو وقود الجسم، وإنه لا بد أن له الجزء الأكبر من المسؤولية تجاه حالة الشخص الصحية، وكما قال ابن كلدة بأن "المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء". جاءتني الجرأة من قصص وتجارب كثيرة لأناس قبلي واجهوا السرطان بالغذاء مصحوباً بأساليب وعلاجات طبيعية أخرى وقائية طبعاً. وكنت سأستمر لأكثر من عام لولا نفاد صبر عائلتي، الذي أشعرني بالأنانية من جانبي، بأن أحقق رغبتي على حساب قلقهم المستمر. من هنا جاء قراري الموافقة على الاستئصال مع أنّ الورم لم ينمُ خلال العام الذي اعتمدت فيه فقط على الغذاء، بل على العكس أخذ بالتضاؤل.

  • ما هو النظام الغذائي الذي اتبعتِه وكيف كان تأثيره المباشر على حالتك الصحية؟ اروي لنا بالتفصيل روتينك الغذائي اليومي الذي اتبعته لمحاربة السرطان.


برنامجي الشفائي يتضمن خطوات طويلة، وكان تأثيره سريعاً وواضحاًعلى تحسّن صحّتي ومزاجي ونوعية نومي ومستوى طاقتي وحتى على شدّ ونضارة ولون بشرتي. وسأذكر هنا باختصار بعض النقاط الأساسية دون تفاصيل، لكني أؤكد أنه لا توجد بعد خلطة سحرية واحدة تقضي على مرض السرطان أو أي مرض آخر، بل يتطلب الأمر تغييرات جذرية في أسلوب الحياة والعادات الغذائية. بدأت أولاً بتطبيق برنامجي الغذائي للشفاء وتنظيف الأمعاء للتخلص من البكتيريا الضارّة والخميرة الموجودة فيها، لأنها أحد الأسباب المباشرة للإصابة بالمرض، كذلك فإن تنظيف الأمعاء بشكل جذري يجعلها مهيأة أكثر لامتصاص العناصر الغذائية من الطعام أفضل. يبدأ البرنامج بالصوم عن الطعام لعدة أيام والاعتماد على سوائل معينة فقط، وخلطات العصائر الخضراء التي أعدّها بنفسي عن طريق عصرها باردة كي لا تفقد أنزيماتها وقيمتها الغذائية. وتأتي خطوات الصوم على عدة مراحل لمدة تجاوزت الأربعة أسابيع.

بعد مرحلة الصوم بدأت برنامجاً غذائياً نباتياً صارماً لمدة 6 أشهر، امتنعت فيه عن تناول جميع أنواع اللحوم، وكذلك السكريات بما فيها الكربوهيدرات البسيطة مثل الخبز والمعجنات والباستا والبيتزا، لأنها الغذاء الأساسي الذي يساعد خلايا السرطان على النموّ. امتنعت أيضاً عن جميع الإضافات غير الطبيعية للطعام وعن الأكل الجاهز وكل طعام يحتوي على أي إضافات كيمياوية وجميع منتجات الألبان، عدا جبنة الكوتج التي أضيفها إلى وجبتي اليومية "بودويك" Budwig المخصصة لتقوية جهاز المناعة وعلاج السرطان، ويجري إعدادها كما يلي:

  • ٦ ملاعق طعام من زيت بذر الكتان البكر العضوي المعصور بارداً Organic cold pressed vergin flaxseed oil.
  • ٦ ملاعق طعام من جبنة الكوتج العضوية القليلة الدسم. وإن لم تتوفر يمكن استبدالها بزبادي الماعز العضوي.

طريقة التحضير:

  • نخلط الزيت مع جبنة الكوتج بالخلاط لمدة دقيقة أو أكثر إلى أن يتجانس الخليط تماماً وكأنه مادّة واحدة لا اثنتان.
  • ملاحظة هامّة: يجب خلط المكونات إلى أن تنسجم تماماً فتبدو كمكوّن واحد بحيث لا نرى أي بقايا أو أثر منفصل للزيت وإلا فليس هناك جدوى من مفعول الوجبة.
  • بعد الخلط الجيد يمكن إضافة بعض الفاكهة الطازجة أو المكسرات مثل الجوز واللوز المرّ والبندق، وكذلك بعض البذور مثل بذور اليقطين أو عباد الشمس ويفضل أن تكون من مصادر عضوية.
  • بعد برنامجي النباتي لمدة 6 أشهر بدأت بإضافة بروتين اللحم إلى غذائي، وخاصة أسماك المياه الحرة لا أسماك المزارع. كذلك تناولت أنواعاً أخرى من اللحوم ثلاث مرات أسبوعياً، على أن تكون من مصادر عضوية وتربت على الحشائش في الحقول المفتوحة.

طبعاً إضافة إلى برنامجي الغذائي، حرصت على تناول المكملات الغذائية، كما كانت ممارسة التمارين الرياضية من الأساسيات الضرورية لإكمال البرنامج.

  • ما هو أهم درس تعلمته من هذه التجربة؟


السرطان كان الدرس الأفضل لي في الحياة، وكان بمثابة نداء لأرى الحياة بمنظور الواقع لا بمنظور الحلم والمثالية. أشعر بالشكر والقناعة التامّة لأن إصابتي بالمرض جعلتني أختار رحلة البحث عن الذات على رحلة البحث عن القشور والمنصب. علّمتني التجربة ألّا أتوقع شيئاً من الآخرين، وإن كنت كريمة بالعطاء لهم. وإنّ عدم عطاء الآخرين لي لن يوقفني عن مدّ يدي لهم وقت الحاجة لأننا نسمو بدفعهم إلى الأعلى. والأهم من هذا كله، تعلّمت أن أختار صحّتي على أن أختار رغبتي في تناول مغريات الأطعمة مما لذ وطاب. أنصح بالعودة إلى طعام أجدادنا والابتعاد عن كل ما هو غير طبيعي ومليء بالإضافات الصناعية.

  • ما هي الرسالة التي تحملينها اليوم وتحاولين نشرها من خلال مدوّنتك؟


من خلال seharabia.com، أقود اليوم حملة للتوعية إلى تغيير أسلوب حياة الفرد العربي، وهذا يبدأ من البيت وتحديداً من المطبخ. أتوجه لكل سيدة أو رجل "فكلاهما مسؤول" وأدعوهم لمراجعة العادات الغذائية المغلوطة التي تربينا عليها بحكم جهل مجتمعنا بالثفافة الغذائية، وألا نجعل من أجسامنا صناديق قمامة لما ترميه شركات الأطعمة فيها، وأن نتوقف قليلاً ونلقي نظرة فاحصة قبل أن نكون وأطفالنا أدوات ربح سريع لهذه الشركات. وأن تكون حروبنا موجهة نحو التغذية السليمة لأنها أساس بناء العقول والبشر. ومن يخُض هذه الحرب فهو لا محالة الرابح الأول. الغذاء هو أساس تفشّي الأمراض والعنف والكسل، وهو أيضاً أساس الصحّة والنجاح والتفاؤل، والخيار متروك لكم في أي درب تضعون أولادكم. برأيي أن ما نضعه في أفواهنا يعكس قدر احترامنا لجسدنا وذاتنا.

  • ما هي نصيحتك لكل مصابة بالسرطان؟

تفاءلي، إصابتك بالسرطان ليست النهاية، بل يمكن أن تجعليها البداية لحياة أفضل. لا تدعي الحزن يغمض عينيك عن الشفاء وهو على خطوة واحدة منك. يمكنك أن تشفي ببساطة إذا كان لديك الإصرار على اتباع برنامج غذائي صحيح يساعد جسمك ويرفع مناعتك في تقبل العلاج ومواجهة انتشار المرض. فكري بالموضوع كتحدٍ، وفكري بمنطق الصحة والشباب بشكل عام. تسلحي بالعزيمة فهي ما يوصلك إلى برّ الأمان. الاستسلام والتشاؤم بالمقابل، لا يوصلانك إلا إلى الأبواب المغلقة. وإن كان باستطاعتي الشفاء والوصول إلى كمال العافية والنشاط، فلم لا يمكنك فعل ذلك أنت أيضاً؟ التفاؤل والنظرة الإيجابية وتقبل التعامل مع المرض ضرورية جداً.
* يمكن متابعة سناء الحديثي أيضاً على صفحة إنستغرام: seha_arabia

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

الرشاقة