في وقت تزداد نسبة البدانة في المنطقة، تساهم الشراهة المفرطة في تناول الطعام، والناتجة عن اضطرابات نفسية متعددة، في تضخيم المشكلة.
يبحث أصحاب هذه الشراهة عن الراحة في الأكل. فيما لا يُعد هذا الخيار مجدياً، إذ إن اليوغا هي العلاج الأمثل لضحايا هذه الفوضى الغذائية.
العلاقة بين اليوغا وهذه الراحة المبحوث عنها هو أن هذه الرياضة الروحية تساعد في شفاء الذهن من خلال توعية الإنسان على احتيجات جسده. وعليه، فإن السلوكيات المرتبطة بالحالات النفسية غير الصحية، تتحجّم بشكل كبير بفضل اليوغا. ولكن السؤال: كيف يعلم المرء أنه ضحية الفوضى الغذائية الناتجة عن الشراهة المفرطة؟
قد لا يتفق الأطباء على الأعراض حتى الآن، إلا أن بعض الإشارات السلوكية قد تكون أشبه بأعراض خاصة بالشراهة المفرطة:
- التناول المتكرر لكميات ضخمة من الأكل.
- الأكل سريعاً حتى التخمة.
- الأكل الكثير حتى عند عدم الشعور بالجوع.
- تناول كمية كبيرة من الأكل على انفراد هرباً من الحرج.
- الشعور بالذنب واليأس لمجرد تناول هذه الكميات الكبيرة.
لهذا السبب، يمكن لليوغا المساهمة في العثور على حلّ:
تقول إحدى الدراسات في جامعة "ذي روكيز"، إن عدداً ممن يتناول الأكل بشراهة كبيرة خضعوا لعلاج يوغا لـ١٠ اسابيع، وتبيّن نتيجة ذلك أن شراهتهم انخفضت بشكل جذري، بعد مرور الوقت المخصص للعلاج الذي فرض أسبوعياً ساعة من اليوغا، ونقاشا قيّماً بعد الجلسة.
المهم في الأمر هو أن اليوغا منحت المشاركين سبيلاً لتنشيط الذهن واتصاله بالجسم. وبحسب الباحثين، فإن الشراهة المفرطة في الأكل تعود لعدم استطاعة الإنسان مواجهة مشاعره السلبية، لذا يتم اللجوء للطعام بحثاً عن الراحة وبالتالي يكون تناول الأكل العلاج السهل لهذه السلبية.
ويقول علماء النفس أن العلاقة بين أصحاب الشراهة المفرطة والطعام تأتي بديلاً عن العلاقات الحقيقية مع الناس والأصدقاء والأحاسيس التي تخالجهم يومياً. وفي الواقع، هم يخفون وراء الأكل ما يواجهونه من مواقف وحالات ومشاعر. وهنا يأتي دور اليوغا التي تدفعهم إلى مستوى هذه المواجهة الحياتية، وذلك برفع وعيهم تجاه الحاضر. أما الهدف فهو التأسيس لعلاقة جديدة وإيجابية مع الجسم، يُغذّى خلالها تقدير الذات فتتوقف عملية إيذاء الجسم.
ما تنصح به اليوغا لهذه الفئة من الناس، هو الخضوع لبرنامج جيد للرشاقة البدنية الذي سيساعد على إعادة الثقة بالنفس والشعور بالرضى. وعندما تتحسن صحة الجسم وسلامته الداخلية، يصل الذهن إلى المستوى ذاته من السلامة والعكس بالعكس أيضاً. فلليوغا تقنيات خاصة لتحسين وضع الذهن والممارسة الدائمة هي الأساس.
فبعض التمارين تحت أشعة الشمس تفيد القلب، فيما تزيد الوضعيات التي تبعث على التوازن الشعور بالثبات. أما تمارين التنفس الخاصة، فهي التي تنعكس مباشرةً على صحة الجسم. ومن أكثر الفوائد المتعارف عليها، تحفيز المناعة والحركة الدموية وعملية الهضم، مع إدخال كمية أكبر من الأوكسيجين إلى الدم. إن استرخاء الذهن وزيادة الوعي هما أهم نتائج العلاج، وقد تكون تقنية الـ"Bhastrika" الخاصة بالتنفس السليم، تمريناً يومياً يبقي الجهاز الهضمي في حالة ممتازة.
إن الاسترخاء والتنفس والوعي، ثلاثي مهم لتحقيق الشفاء. ما تستطيع اليوغا فعله هو استبدال حالة الانقطاع بين الذهن والجسم بسلوك صحي مفيد لجسم الإنسان والعالم.
كلمات مفتاحيّة:
يوجا وتأمل،
ساعات ،