
التاتو المؤقت هو تاتو يتم لصقه على الجلد وليس مغروسًا فيه. وقد أفتى العلماء بتحريم الوشم المؤقت الذي يستمر لمدة أكثر من ستة شهور، مثل حقن الحواجب تحت الجلد باستخدام مواد كيماوية، أو ما يوضح لتحديد الشفاه. وعلة التحريم أنه داخل في مسمى الوشم المحرم، وهو شبيه به لبقائه لمدة طويلة، وذلك بسبب إمكانية تجديده عند ذهاب أثره.
ما هو حكم التاتو المؤقت
إن الوشم محرم وهو من الكبائر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فاعلته ومن يُفعل بها، كما في حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة. رواه البخاري ومسلم.
والوشم المحرم قد ذكر أهل اللغة وشراح الأحاديث صفته، فقالوا: الوشم: أن يغرز الجلد بإبرة ثم يحشى بكحل أو نيل فيزرق أثره أو يخضر، وقد وشمت تشم وشماً فهي واشمة، والمستوشمة والموتشمة: التي يفعل بها ذلك. غريب الحديث لابن سلام، النهاية في غريب الحديث والأثر، لسان العرب مادة وشم.
والصفة المذكورة في السؤال من حقن الحواجب بأصباغ كيماوية هي نوع من الوشم الحديث، وهو ما يعرف بوشم المكياج أو التاتو، أو الوشم التجميلي، ويستخدم لوضع المكياج الدائم مثل الكحل أو أحمرالشفاه، أو تنسيق الحواجب، أو لتغطية وشم سابق غير محبب، ونتيجة هذا الحقن وصورته وطريقته ينطبق عليها تعريف الوشم المحرم، وحتى لو لم يخرج دم أثناء الحقن، كما في السؤال، فهذا غير مؤثر ولا يخرج العملية المذكورة عن كونها وشماً، تقول الدكتورة عبير مبارك: وفق ما تقوله الأكاديمية الأميركية للصبغ الدقيق، فإن عمليات وشم التجميل الدائم أووشم المكياج، تتضمن حقن صبغات في الطبقات العميقة من الجلد تحت البشرة، التي تُسمى بطبقة الأدمة، والمعلوم أن طبقة البشرة هي طبقة الجلد التي نراها عادة، وهي طبقة خارجية يتم سلخها باستمرار كي يتم تجديدها، أما طبقة الأدمة فهي أعمق وتبقى ثابتة، ولذا، فإن أي صبغ لها لا يزول، وعمليات الوشم المكياجي تطال إيصال الصبغات إلى هذه الأعماق في الجلد حتى لا تزول مطلقاً، والسبب في زوال صبغات الحناء مقارنة بالصبغ بالوشم، هو أن الحناء لا تصل مطلقاً في حال سلامة الجلد إلى طبقة الأدمة، بل تظل في طبقات خلايا البشرة الخارجية، ولذا تزول الحناء مع مرور الوقت.
حكم التاتو المؤقت للحواجب
التاتو وضع صبغ مناسب للشعر لتعويض الخفيف منه أو سد فراغاته. فإن كان هذا الصبغ يزول عند الطهارة أو ليس حائلا يمنع وصول الماء إلى البشرة عند إرادة الطهارة فلا مانع منه إن شاء الله.
أما إذا كان يحول دون وصول الماء إلى البشرة فإنه لا يجوز استعماله.
وإن كان قصدك به زرع الشعر فإذا كان ما بك غير عادي ويترتب عليه تشويه مشين ملفت للانتباه، بحيث يقل أن يوجد له نظير فلا مانع من زرع الشعر حينئذ، حتى يعود إلى الاعتدال .. وهذا من العلاج المباح فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم عرفجة بن سعد باتخاذ أنف من ذهب عند ما قطع أنفه.. الحديث رواه أبو داود وغيره وحسنه الألباني.
حكم التاتو المؤقت لمدة سنة

شرَعَ الإسلامُ التجمُّلَ والتزيُّنََ؛ فقال الله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ﴾ [الأعراف: 32]. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ".
والأصلُ في ذلك الإباحةُ إلا ما استثناه الشرعُ الشريفُ بالنهي عنه: كتزيُّن الرجالِ بالذهب الأصفر، وكشْفِ النساءِ ما لا يجوزُ لهن كشْفُه للأجانبِ.
وما ظهر حديثًا وعُرف باسم "التاتو" أو الوشْم المؤقَّت، والذي تستخدمه بعضُ النساء كما ورد بالسؤال للزينة: كتحديد العين بدل الكحل أو رسم الحواجب، أو عمل بعض الرسومات الظاهرية على الجلد باستخدام الصبغات التي تزول بعد فترة قصيرة من الوقت ولا يأخذ الشكل الدائم، فإنه داخلٌ تحت الزينة المأذون فيها، لا تحت الوشم المنهي عنه، ويتمُّ عمَلُ هذا النوع من الوشم بأحد طريقتين: إما باستخدام أداة معينة للرسم بحيث لا يسيل معها الدم، أو يكون عن طريق لاصق يوضع على الجسم، ويكون فيه رسمة معيَّنة أو شكل معيَّن، فيُطبَع على الجلد لفترة ما، ومن ثَمَّ يزولُ مع الوقت واستعمال الماء، وهذا النوع من الزينة لا حرج فيه من حيث الأصل إذ هو أشْبَه بالاختضاب بالحناء المباح شرعًا؛ إذ إن الاختضاب بالحناء يكون فقط للطبقة الخارجية للجلد لا يتعمق إلى داخله، ويزول بعد فترة من الوقت.
حكم التاتو المؤقت للرجال
فإن كانت المادة التي يعمل بها التاتو لا يحصل بها ضرر للإنسان ولا تلصق لصوقاً دائماً أو طويلاً ولا يحصل بها متابعة لأهل الكفر والفسوق والعصيان ولا يترتب عليها محظور شرعي من نظر ما لا يجوز نظره أو مس ما لا يجوز مسه شرعاً أو أن تظهر به متبرجة، ولم يكن فيها تصوير لصورة الحيوانات ولا تشبه الرجال بالنساء، فإن الظاهر أن وضع ما لا يثبت منه جائز، وإلا تعين البعد عنه، كما ننصح الرجال بالبعد عن التعلق بهذه الأمور، فإن أرادوا الزينة فزينة الرجال بنظافتهم وطيبهم وأخلاقهم ومجدهم وثقافتهم، وليست بصبغ بوضع على مكان من الجسد، فهذا شغل من لا خلاق له، ومن اتباع المظاهر التي يزينها الشياطين وأتباعهم.
مرجع:
www.islamweb.net
من مواليد القاهرة 1985، حاصلة على بكالريوس الآداب جامعة عين شمس عام 2006، متابعة وناقدة فنية، أعمل كمحررة محتوى على موقعيّ Nawa3em، وgheir، ومتخصصة في كتابة المقالات والآراء حول المسلسلات والأعمال الانتاجية الفنية، وأحاول تحسين حياة القراء والقارئات عبر هذه المقالات.