في عرض أزياء جورج حبيقة لربيع وصيف 2025، الذي أقيم خلال أسبوع الموضة في باريس، برز المصمّم اللبناني بجمعه بين الفخامة التي يتميّز بها عالم الأزياء الراقية (الهوت كوتور) ومرونة الأزياء الجاهزة، ليقدّم مجموعة تحتفي بالأنوثة والقوة في آنٍ واحد. تعكس هذه التشكيلة روح المرأة المعاصرة، التي تواجه التحدّيات بشجاعة وثبات، دون أن تتنازل عن جمالها ورقيّها.
بوحي من عالم الحيوانات البريّة
استلهمت مجموعة حبيقة من عوالم الحيوانات البرية، مثل التماسيح والأفاعي، وهو ما انعكس في تصاميمه التي مزجت بين القوة والمرونة التي تتحلى بها هذه الكائنات في الطبيعة. مثلما تتأقلم هذه الكائنات مع بيئتها ببراعة وغريزة، نستلهم نحن البشر من محيطنا. نتعلم التكيّف مع الظروف المختلفة، ونتخلص مما لم يعد يخدمنا، وننطلق في رحلة تحوّل نحو أفضل نسخ من أنفسنا، مفعمين بالجمال وحب الذات. هذه الفكرة من التطوّر والتكيّف كانت جوهر هذه المجموعة، إذ حثنا حبيقة على احتضان قوّتنا الداخلية وقدرتنا على التكيّف مع تعقيدات الحياة.
هذا الإحساس بالتطوّر ظهر بوضوح في التقنيّات المستخدمة في المجموعة، إذ تم تكييف مهارات الخياطة الراقية لتلائم متطلّبات الأزياء الجاهزة، ودفعت الدار حدود التطريز والخيوط لخلق تراكيب ونقوش جديدة مليئة بالخفة والنعومة، تحاكي عناصر الطبيعة. لعب جورج حبيقة بمهارة على ازدواجيّة متناقضة بين الأزهار وجلود الحيوانات، مما أضفى على القطع ثراءً في التفاصيل وحيوية نابضة بالحياة.
رومانسية الأزهار وتأثير الحيوانات
الأزهار كانت حاضرة في قلب العرض، إذ تم تقديمها بأشكال متنوّعة وبتقنيّات مبتكرة. ظهر تطريز ثلاثي الأبعاد للأزهار باستخدام خيوط معدنية وبريق نسيجي، إضافة إلى زهور مصنوعة من الأكريليك وأخرى من الأقمشة مثل الغبردين واللينين والكريب. كانت الأزهار تبدو وكأنها تزهر من القماش نفسه، مما أضفى على التصاميم بعدًا ملموساً وجاذبية بصريّة لا تقاوم. كما أضافت الشبكات الزجاجية اللامعة لمسة من البريق الذي يحاكي الحلي الفاخرة.
في الجانب الآخر، استخدم حبيقة أنماط جلود الحيوانات مثل التماسيح والأفاعي بتقنيّة حرفيّة دقيقة، إذ تم تفكيك الأنماط وإعادة تركيبها يدويًا على الأزياء. كانت كل قطعة تعمل مثل فسيفساء متّقنة، حيث تم وضع قطع الأكريليك مختلفة الأحجام لتشكيل نقوش من جلود الأفاعي والتماسيح والبيثون، مما أضاف عمقًا ولمسة غير تقليديّة للأزياء.
التفاصيل والإكسسوارات
لم تتوقّف الفخامة عند التصاميم وحدها، بل امتدّت لتشمل الإكسسوارات التي بدت وكأنها مستوحاة من المجوهرات الفاخرة. فقد تضمّنت المجموعة إكسسوارات مطرّزة مستوحاة من العقود والأساور والبروشات، وكلها جاءت مزينة بالفراشات، الأزهار، الأوراق وزخارف الكشمير الحلزونية. تم تنسيق هذه الزخارف بألوان ناعمة ومتداخلة، مما أضفى عليها طابعاً رومانسياً وفاخراً في آن واحد.
الأزهار لم تقتصر على الأزياء فحسب، بل ظهرت أيضاً في الإكسسوارات، مثل الأقراط المزينة بالكريستال والزهور المعلقة ذات الألوان المعدنية اللامعة. وحتى الأحذية والحقائب جاءت مزيّنة بالأزهار ثلاثية الأبعاد المصنوعة من الشامواه والأقمشة، إلى جانب السلاسل التي تم جمعها بدقة عبر حياكة يدويّة متّقنة، لتشكل شبكة مدرّعة تحتوي على أحجار ملونة داخلها، مما أضفى شعوراً بالفخامة والحرفية العالية.
في الختام يمكن القول إن مجموعة جورج حبيقة لربيع وصيف 2025 جاءت لتؤكد أن الأناقة والقوة يمكن أن تتجسدا في تصميم واحد. لقد نجح حبيقة في تقديم رؤية تستلهم من الطبيعة وتحتفي برحلة التحوّل والتكيّف، بأسلوب يمزج بين الحرفيّة العالية والابتكار الجريء. تعتبر هذه المجموعة دعوة لكل امرأة لتحتفل بجمالها الداخلي وقوّتها، ولتعكس تطوّرها الخاص من خلال أزياء تعبّر عن تطوّر شخصيتها وتأقلمها مع الحياة.
كلمات مفتاحيّة:
فساتين سهرات،
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.