نيكولاس أبورن يفتح فصلاً جديداً في قصة Area: من ليالي نيويورك إلى نهارات الموضة | Gheir

نيكولاس أبورن يفتح فصلاً جديداً في قصة Area: من ليالي نيويورك إلى نهارات الموضة

اسابيع الموضة  Sep 14, 2025     
اشترك في قناتنا على يوتيوب
×

نيكولاس أبورن يفتح فصلاً جديداً في قصة Area: من ليالي نيويورك إلى نهارات الموضة

مع بداية موسم ربيع 2026، لم يعد الحديث فقط عن التصاميم أو الأقمشة أو صيحات الألوان، بل عن التحوّل الكبير الذي يعيشه عالم الموضة مع موجة التغيييرات في منصب المدراء الإبداعييين. وبينما تتركّز الأضواء غالباً على الدور الأوروبية العريقة، كانت البداية الفعلية هذه المرّة في نيويورك، مع المصمم الشاب نيكولاس أبورن الذي تولّى القيادة الإبداعية لدار Area، ونجح في أن يضع بصمته منذ العرض الأول.

منذ لحظة دخول الحضور إلى قاعة العرض المضيئة، كان من الواضح أنّ شيئاً مختلفاً يحدث. فالمصمم الجديد أراد أن يُطلق رسالة واضحة: "لوحة ألوان جديدة، عقول جديدة، وزخم جديد"، كما قال. تلك الرغبة في أن يكون أول من يفتتتح الموسم بين المبدعين الجدد لم تكن مجرد اندفاع، بل إعلان نوايا: تقديم رؤية معاصرة تمزج بين طاقة نيويورك الجامحة وقوة هوية Area التي ارتبطت بالخيال الليلي والجرأة البصرية.

أبورن تحدّث عن "التفاؤل الصلب" الذي يراه في نيويورك، حيث كل شيء ممكن. وهو لم يشأ أن يتخلى عن هوية Area كـ "علامة ليلية، حالمة وفانتازية"، لكنه أراد أن يضيف إليها طبقة من الواقعية والنهار. وهنا طرح السؤال الأساسي: ماذا ترتدي فتاة Area الـ "كوول" في وضح النهار؟

الجواب جاء على هيئة قطع سوداء عملية ولكن مشبعة بروح العلامة: هودي ساتان واسع بأكتاف ساقطة – وهو أول تصميم وضعه أبورن منذ وصوله – قميص شفاف ضيّق بأكامام طويلة مع تفاصيل بارزة للصدرية، وبنطال كلاسيكي بخطوط مستوحاة من الكومرباند. مزيج بدا أنيقاً، مثيراً وحسيّاً، لكنه قابل فعلاً للارتداء اليومي. أما الجينز، أيقونة Area، فقد حظي بحيّز واسع من الابتكار: قَصّات مشروخة تتخلللها كريستالات، فساتين منسوجة من الدنيم، وحتى تصميم طريف حوّل ساقَي الجينز إلى قوسٍ ملتف أشبه بعقدة ضخمة على التنورة.

ومع تصاعد إيقاع الموسيقى، عادت إلى المنصة تلك القطع المبهرة التي شكّلت توقيع المصمم السابق بيوترِك بانششيك. فكان هناك فستان تلتف حوله حبال كريستالية تتدلّى على الجسد بحركة انسيابية، قطع جاهزة لتضيء إطلالة نجمات البوب أو فتيات الحفلات في بوشويك. أبورن لم يُخفي تقديره لسلفه قائلاً: "كل ما قدّمه بيوترك كان يتمتع بالقوة، وآمل أن أكون على قدر هذه القوة وأكملها".

الختام كان استعراضاً بصرياً مدهشاً: فستان ضخم مغطى بكرات بوم-بوم متعددة الألوان، آخر يلمع ببريق باييت سيلفر عملاقة تحيط بالجسم، وثالث يفيض بشرائط ملونة في حركة راقصة. هذه التصاميم بدت كأنها تؤكد أنّ أبورن يكتب صفحة جديدة لدار Area، لكنه لا يمزّق ما سبق. بل يضخّ جرعته الخاصة من النهار في العلامة التي عاشت طويلاً في ظلال الليل، ليحوّلها إلى لاعب جاد في سوق الموضة، بقطع مصممة لتُباع وتُرتدى لا لتبقى حبيسة المنصات.

الرهان هنا لا يقتصر على الابتكار الجمالي فقط، بل على تحويل Area إلى قوة تجارية قادرة على موازنة الحلم بالواقع. وإذا كان عرض أبورن الأول مؤشراً لما هو آتٍ، فإننا أمام مرحلة مثيرة لعلامة لم تفقد هويتها الليلية البرّاقة، لكنها الآن تملك جسراً يعبر بها إلى ضوء النهار.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

اسابيع الموضة