مجموعة Mirage من Noon By Noor: رحلة بين الذاكرة والوهم والأنوثة العصرية | Gheir

مجموعة Mirage من Noon By Noor: رحلة بين الذاكرة والوهم والأنوثة العصرية

اسابيع الموضة  Sep 21, 2025     
×

مجموعة Mirage من Noon By Noor: رحلة بين الذاكرة والوهم والأنوثة العصرية

في قاعة Somerset House التاريخية في لندن، قدّمت الشيخة نور راشد آل خليفة والشيخة هيا محمد آل خليفة مؤسستا علامة Noon By Noor مجموعة ربيع وصيف 2026 تحت عنوان Mirage وكما يوحي الاسم، جاءت التصاميم كسراب أنيق، تخطف الأنظار للحظة ثم تتلاشى لتترك خلفها شعوراً شاعرياً بالانسياب والحرية.

بين الفن والذاكرة

المجموعة حملت في طياتها فسيفساء من الإلهامات، جمعت بين صور أيقونية لفيروشكا Veruschka، وذكريات الطفولة تحت سماء الصحراء، وألحان موسيقية تثير العاطفة، وصولاً إلى رومانسيات لوحات ما قبل الرافايليين. هذه العناصر لم تُترجم بشكل مباشر في الأقمشة أو القصّات فحسب، بل في الجو العام الذي حملته المجموعة: مزيج من الخيال والذاكرة، من اللحظات العابرة التي لا يمكن الإمساك بها.

لوحة ألوان من وحي الصحراء والربيع

اختارت المصممتان لوحة ألوان تشبه مشهد غروب على كثبان رملية: الأبيض، الذهبي الباهت، ألوان الرمل، الكاكي الصحراوي، الأحمر البحريني العميق، وزهري أزهار الكرز. هذه التدرجات لم تأت صارخة أو مباشرة، بل متدرجة وناعمة، تعكس روح السراب الذي يتغير مع كل زاوية رؤية. شخصياً، وجدت أن هذه البساطة المدروسة في الألوان كانت بمثابة خيط يربط كل الإطلالات، ويمنحها تماسكاً راقياً.

خامات تنبض بالحركة

الأقمشة بدت وكأنها هي البطلة الحقيقية في العرض. من خلطات القطن المعدنية، إلى الكتان والحرير والشيفون والجورجيت، كلها عكست حساً بالحركة والانعكاس، تماماً كما وصفت الشيخة نور: "وميض القماش حين يلتقط أشعة الشمس". الأقمشة كانت تتمايل بخفة مع كل خطوة عارضة، لتؤكد فكرة الانسياب واللايقين.

تفاصيل حرفية دقيقة

ما شدّ الانتباه في هذه المجموعة هو العناية بالتفاصيل: أحزمة ماكراميه يدوية الصنع، تطريزات trompe l’oeil التي تخدع العين، وطيات pintucks الدقيقة. كما لفتت الأنظار أقمشة الحرير المطبعة حصرياً للدار، ما يعزز هوية Noon By Noor التي لا تبحث عن صيحات عابرة، بل تصنع عالمها الخاص.

قصّات بين الجرأة والأنوثة

التصاميم جمعت بين الأنوثة والراحة العملية. معطف المطر مثلاً، أعيد ابتكاره بشكل مقطوع عند الخصر ومربوط بحزام ماكراميه، ليبدو مألوفاً لكن مختلفاً في الوقت نفسه. الفساتين جاءت حالمة وانسيابية، وكأنها ظلال تتراقص في الضوء. القمصان الكلاسيكية تحوّلت إلى قطع ذات أكمام تشبه السترات، ونسّقت مع شورتات، بينما ظهرت لمسة رياضية تحولت بسلاسة إلى أزياء مسائية. هنا يكمن ذكاء Noon By Noor : في قدرتها على جعل الملابس اليومية تملك حضوراً احتفالياً، والعكس صحيح.

المرأة التي تخاطبها Noon By Noor

امرأة Noon By Noor لا تتكلف. هي تلك المرأة التي تلقي معطف المطر على كتفيها بثقة، وتحوّل قميصاً "مستعاراً" إلى قطعة أساسية في أسلوبها الخاص. في رأيي، هذا المفهوم هو ما يجعل المجموعة قريبة من المرأة المعاصرة: فهي ليست عن المبالغة أو عن اتباع صيحات سريعة الزوال، بل عن حرية ارتداء ما يعبّر عنك مع لمسة أناقة هادئة.

صوت ومشهد متكامل

العرض لم يكن محصوراً بالملابس وحدها. فقد ترافق مع خلفية موسيقية سيكاديلية أعدّها Uwe Doll، ما أضاف بعداً حسياً للحضور. الأجواء بدت وكأنها تنقل الحاضرين إلى عالم بين الواقع والحلم، بين السراب والحقيقة.

رأي خاص

أكثر ما أعجبني في Mirage هو قدرتها على أن تكون شاعرية دون أن تفقد وظيفتها العملية. فهي ليست مجموعة للتأمل فقط، بل للارتداء أيضاً. Noon By Noor تثبت مرة أخرى أن الأناقة لا تحتاج إلى ضجيج أو استعراض، بل إلى حس عميق بالأنوثة والخيال. وفي زمن يطغى فيه الإفراط والجرأة المبالغ بها، تأتي هذه المجموعة لتذكرنا بجمال البساطة الممزوجة بالرقي.
باختصار، Mirage لم يكن مجرد عرض أزياء، بل قصيدة بصرية عن الحرية، عن المرأة التي تتحرك بثقة بين الضوء والظل، وتعرف تماماً أن السراب أحياناً يكون أجمل من الحقيقة.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

اسابيع الموضة