لا شكّ في أن عاشقات التصاميم الأنثوية الأميرية بتن يشعرنَ بأنهن محظوظات كثيراً، مع الميل الواضح لدى غالبية دور الأزياء العالمية، نحو إعادة سبر عالم الرومانسية و النعومة و الجمال الذي كنت تنطوي عليه ملامح الموضة في عقود خلَت، و تقديمها اليوم بروح متجددة تحمل الكثير من عناصر الرقيّ و الإبهار.
فالمدير الإبداعي لدار فالنتينو بييرباولو بيتشيولي مع شريكته في التصميم ماريا غرازيا تشيوري، قررا أن يعيدا الدار إلى عصر النهضة، ذلك العصر الجميل بكلّ ما فيه، ليستمدّا الوحي من إطلالات أميرات القصور الأوروبية التي كانت تنضح بالأنوثة و تحتفي بها، و يقدّما تشكيلة أثيرية و مرهفة من الفساتين الراقية و الحالمة التي تليق حصراً بالمناسبات الكبيرة.
فيوم أمس كانت انطلاقة أسبوع Alta Roma للهوت كوتور مع تشكيلة فالنتينو التي بدت أشبه بتحيّة تقدير ووفاء لروما، بماضيها العريق و حاضرها كوجهة للأناقة، إذ انطوت على الكثير من الملامح التي ذكّرتنا بأميرات الرومان والإغريق. و عن هذا قال بيتشيولي: "العالم اليوم بات مدينة كونية واحدة، ولذلك من المهم في بعض الأحيان أن نعود إلى تراثنا المحلي لكي نحافظ على هويتنا"، مضيفاً أن روما تقدّم لنا كل ما نبحث عنه، فيها التاريخ و السينما و الكنائس الباروكية ذات التصاميم الباهرة.. و بالتالي كان من الطبيعي أن نستشعر بوجود هذه الملامح في فساتين فالانتينو التي بدت رومانسية إلى أبعد الحدود مع تصاميمها الأنثوية و أقمشتها الهدلة المتطايرة، و فاخرة بامتياز مع حضور تصميم الكاب الطويل أو المتوسّط الطول، و مثالية لمناسبات السجادة الحمراء، بفضل الأقمشة الذهبية المطبّعة و الدانتيل اللمّاع و الترتر البرّاق الذي زيّن الكثير من الفساتين بزركشات قوطية الطابع.
وقد حضر اللون الأحمر ببهائه و شاعريته في العديد من الفساتين ذات التصاميم الانسيابية المرهفة، و برز اللون الذهبي أيضاً في فساتين ذات نقشات ملونة او نافرة، فيما كانت الغلَبة للون الأسود الذي قدمته الدار بقماش الدانتيل و التول و الحرير و المخمل.
و على الرغم من أن الفساتين الطويلة كانت نجمة العرض الأولى، لم يخلُ الأمر من بعض الفساتين القصيرة الناعمة و الأنيقة، و ظهر أيضاً الكشكش في طبقات متعددة، و أعادت الدار مجدداً إحياء ستايل الكتف الواحدة في العديد من الفساتين الرومانية الطابع المستوحاة من العصور الوسطى، و جاءت زينة الرأس على شكل عصابات معدنية ناعمة و صنادل المحاربين، لتخدم الفكرة العامة للتشكيلة، التي ركزت على الحفاظ على الإرث المحلي و التاريخ العريق لروما..