لا تقلقي، لسنا هنا لنؤنبك. بشرتك تعاني ما يكفي بالفعل، خاصة إن كانت تستغيث الآن من حروق الشمس وتبحث عن لمسة عناية مهدئة. ما نود قوله ببساطة هو تذكير لطيف: الواقي الشمسي ليس خياراً صيفياً، بل ضرورة يومية، تقيكِ آلام الحروق ومضاعفاتها.
فرغم أن التعرض للشمس قد يبدو أمراً عابراً، إلا أن الضرر الذي تسببه الأشعة فوق البنفسجية لا يزول بزوال الاحمرار. مع مرور الوقت، تظهر التجاعيد، ترهل الجلد، وتصبغات مزعجة نحاول جاهدين محاربتها بمستحضرات العناية الباهظة.
الأمر الأكثر قلقاً هو ما كشفته مؤسسة سرطان الجلد الأميركية: التعرض لحروق شمسية متكررة – خمس مرات أو أكثر – يضاعف خطر الإصابة بسرطان الجلد. "حروق الشمس ناتجة عن امتصاص الجلد لأشعة UVA وUVB، ما يؤدي إلى استجابة التهابية"، يوضح الدكتور بول بانول، المختص في سرطان الجلد. ويضيف: "أشعة UVB مسؤولة عن الاحمرار، بينما UVA قد تسبب شيخوخة الجلد وحتى السرطان".
ورغم أننا لا نملك عصا سحرية لعكس الضرر، إلا أن هناك خطوات فعّالة يمكن اتخاذها لتهدئة البشرة المتضررة وتغذيتها. تحدثنا إلى الخبراء لنقدّم لكِ خطة إنقاذ من أربع مراحل يمكنك اتباعها فورًا.
الخطوة الأولى: خفّفي الالتهاب
في الساعات الأولى بعد الحرق، يحاول الجسم علاج الصدمة عبر زيادة تدفق الدم، ما يسبب الاحمرار والحرارة. لهذا السبب، يُنصح بتناول مسكنات الألم التي تقلل الالتهاب، مثل الإيبوبروفين، بشرط ألا تكون لديكِ موانع صحية لاستخدامه. تقول الدكتورة أنجالي ماهتو، استشارية الأمراض الجلدية: "الإيبوبروفين يخفف الألم والالتهاب معاً، ويمكن استخدامه لمدة تصل إلى 48 ساعة". أما الباراسيتامول، فرغم فعاليته في تسكين الألم، إلا أنه لا يساعد كثيراً في تخفيف الالتهاب.
وفي حال استمر الألم، تنصح الدكتورة ماهتو باستخدام كريمات الستيرويد الخفيفة مثل الهيدروكورتيزون بتركيز 0.5-1%، لمدة لا تتجاوز 48 ساعة، شرط تجنب استخدامها للأطفال.
الخطوة الثانية: برّدي البشرة
ما إن تشعري بأن الشمس قد تركت أثرها، سارعي إلى تهدئة الجلد بتطبيق كمادات باردة. – منشفة مبللة بماء بارد لمدة 15 دقيقة – أو الاستحمام بماء فاتر أقرب للبرودة. تنصح د. ماهتو بعدم استخدام ماء شديد الحرارة أو دفقات قوية من الدش، وبتجفيف الجلد برفق دون فرك.
وإذا لم تتوفر لديك كمادات، يمكن استخدام الزبادي الطبيعي البارد كحل منزلي، إذ تساعد البروبيوتيك في إعادة التوازن للبشرة وتهدئتها في الوقت نفسه.
الخطوة الثالثة: توقفي عن استخدام المواد النشطة
البشرة المتضررة من الشمس تصبح شديدة الحساسية، لذا من الضروري التوقف مؤقتاً عن استخدام المنتجات التي تحتوي على أحماض أو مكونات نشطة مثل الريتينول أو الفيتامين C. كما يجب الامتناع تماماً عن أي تقشير كيميائي أو فيزيائي لبضعة أيام.
الخطوة الرابعة: استخدمي مستحضرات لطيفة ومهدئة
في أيام التعافي الأولى، الأفضل هو تقليل عدد المنتجات المستخدمة، والتركيز على المستحضرات اللطيفة ذات التأثير المهدئ. اختاري غسولاً لطيفاً مثل La Roche-Posay Toleriane Cleanser، يليه مرطب خفيف مثل Calm Water Gel من Dermalogica، خصوصًا إذا كانت بشرتكِ جافة أو عادية.
لنتائج أكثر فعالية، جرّبي DeliKate Recovery Cream من Kate Somerville، وهو كريم غني مصمم للبشرة الحساسة. يهدئ الاحمرار بسرعة، ويحتوي على السيراميدات والبيبتيدات التي تعزز حاجز البشرة الطبيعي وتساعد في تسريع التعافي.
الوقاية خير من العلاج، ولا شيء يضاهي أهمية حماية البشرة من الشمس. لكن إن حدث ما لا يُرجى، فاعلمي أن العناية الصحيحة والهدوء هما مفتاحا التعافي. دلّلي بشرتكِ، وامنحيها الوقت والمكونات المناسبة لتستعيد توازنها، فهي مرآتكِ إلى العالم.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.