جولييت كاراغوزوغلو في مقابلة خاصة: أطمح إلى ابتكار عطور تمنح الناس السعادة والثقة | Gheir

جولييت كاراغوزوغلو في مقابلة خاصة: أطمح إلى ابتكار عطور تمنح الناس السعادة والثقة

جمال  Nov 17, 2025     
×

جولييت كاراغوزوغلو في مقابلة خاصة: أطمح إلى ابتكار عطور تمنح الناس السعادة والثقة

تُعدّ جولييت كاراغوزوغلو من أبرز مبتكري العطور في دار IFF، عُرفت بقدرتها على تحويل الذكريات إلى روائح تنبض بالمشاعر. ترى أن العطر أكثر من مجرد ترف، بل هو علامة حسّية خالدة تربط الإنسان بجذوره وبمن يحب. من خلال رؤيتها المميزة، تسعى جولييت إلى ابتكار "بصمات عطرية" تخلّد اللحظات وتمنحها بُعداً إنسانياً يدوم عبر الزمن. وخلال معرض Beautyworld Dubai، أجرينا حواراً مع جولييت تحدّثت فيه عن رؤيتها الإبداعية، وعلاقتها بالعطر كذاكرة حيّة، وعن مستقبل صناعة العطور في زمن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

وصفتِ العطر سابقاً بأنه "ذاكرة تتحول إلى شكل ملموس". كيف تترجمين هذه المشاعر المجردة إلى عطر يمكن استنشاقه؟

العطر هو لغة المشاعر. عندما أبدأ بابتكار عطر جديد، أنطلق من ذكرى أو إحساس أو قصة. أفكر في الألوان، والملمس، والطبيعة من حولي، ثم أبدأ ببناء المزيج اعتماداً على هذه العناصر، مع إضافة هوية العلامة أو تفاصيل الموجز الإبداعي. هدفي أن ألتقط روح التجربة وأمنحها عطراً يعكسها.

لقد تعاونتِ مع علامات كبيرة مثل YSL وCarolina Herrera وPenhaligon’s . أيّ من هذه الإبداعات تشعرين أنه الأقرب إليكِ عاطفياً؟
كل عطر ابتكرته يحمل مكانة خاصة في قلبي. فكل مشروع هو ثمرة تعاون إنساني وشرارة من الإلهام المشترك. بعض العطور يعكس ذوقي الشخصي، وبعضها أشبه بلعبة فكرية، لكن في النهاية جميعها يولد من القلب والعقل في آن واحد.

كيف تحافظين على هويتك الإبداعية الخاصة أثناء العمل مع علامات ومصممين مختلفين؟

أعتبر كل تعاون حواراً. أتكيّف مع هوية العلامة ورؤية الشركاء، لكنني دائماً أترك بصمتي الخاصة: حبي لسرد القصص العاطفية، شغفي بالمكونات الطبيعية، وطريقتي في الموازنة بين المكونات. الأمر يشبه العزف ضمن فرقة جاز، حيث تصغي وتتفاعل، لكن يظل لك صوتك المميز.

برأيك، هل تجاوز دور العطار اليوم حدود صناعة العطور ليصبح جزءاً من سرد القصص والتعبير الثقافي؟

بالتأكيد. نحن اليوم أكثر من مجرد صُنّاع روائح، نحن رواة قصص ومترجمون للمشاعر والثقافات. أطمح إلى خلق عطور تمنح الناس السعادة والثقة. فالعطر ليس للآخرين فقط، بل هو انعكاس لما نشعر به وكيف نريد أن نُرى في العالم. العطر يمكن أن يصبح ذكرى أبدية في حياة من نحبهم.

دار IFF معروفة بابتكاراتها في مجالات العلم والاستدامة. كيف تؤثر هذه القيم على عملك اليومي؟

الابتكار جزء من هوية IFF أعمل ضمن فريق يطوّر المكونات الطبيعة بالتعاون مع علماء LMR وخبرائها. هدفنا هو إنتاج أفضل المواد الطبيعية في عالم العطور، بطريقة مستدامة تواكب التحديات البيئية. هذه المكونات هي توقيعنا، وهي ما يمنح العطر فرادته وأصالته.

كيف توازنين بين الحدس الإبداعي والتطورات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي في تصميم العطور؟

التكنولوجيا أداة مساعدة رائعة، لكنها لا يمكن أن تحلّ محل الحدس البشري. الذكاء الاصطناعي يساعدنا في تحليل الاتجاهات والتنبؤ بالأذواق وحتى اقتراح التركيبات، لكنه لا يمنح العطر روحاً. الإبداع الحقيقي لا يولد إلا من الإنسان.

IFF تجمع بين الفن والعلم. كيف تتعاملين شخصياً مع هذا التداخل؟

البيانات تمنحنا الفهم، لكن الفن يمنحنا المعنى. بالنسبة لي، الأمر هو التوازن بين الانفتاح على الأدوات الجديدة والحفاظ على الجوهر الإنساني للإبداع.

تقدّم IFF في Beautyworld تجربة Beyond the Scent: The Living Dreamscape . كيف تعكس هذه الفكرة رؤيتك للعطر؟

هذه التجربة تهدف إلى جعل الزوار يعيشون العطر بكل حواسهم. الحياة بالنسبة لي تجربة مليئة بالمشاعر، وهذه الفكرة الغامرة تُدخل الناس في قلب عملية الإبداع، لتجعلهم يشعرون بما نشعر به كعطّارين أثناء الخلق.

ما الذي تأملين أن يشعر به الزوار عند دخولهم هذا العالم الحسي؟

أتمنى أن يشعروا بالدهشة. أن يُعيدوا التواصل مع حواسهم وأن يكتشفوا كيف يمكن للعطر أن يثير الذكريات والأحلام والمشاعر. إنها دعوة لاكتشاف ما هو غير مرئي – أن نرى العطر كتجربة لا كمنتج فقط.

دبي مدينة متعددة الثقافات وغنية بإرث عطري عميق. كيف ألهمتك زيارتك للمنطقة؟

المنطقة تتمتع بطاقة مذهلة وحب صادق للعطر. الحديث مع الناس هنا يشعرك بعمق هذا التراث وبقوة ارتباطهم بالرائحة. في أول يوم لي في Beautyworld شعرت بالدوار من شدّة الحماس، فقد كان المشهد مبهراً فعلاً.

برأيك، إلى أين تتجه صناعة العطور اليوم؟

يسعدني أن أرى هذا الشغف العالمي بالعطر. اليوم يريد الناس أن يعرفوا ما يرتدونه ولماذا. لقد خرجنا من العالم الخفي إلى الضوء. أتمنى أن نتمكن من توعية الناس أكثر ليختاروا بعاطفتهم لا فقط وفق الأسعار أو التسويق.

نلحظ توجهاً متزايداً نحو الأصالة والارتباط العاطفي في عالم العطور. كيف تفسّرين هذا التحول؟

الناس يبحثون عن معنى. يريدون عطراً يشبههم، لا عطراً يواكب الموضة فقط. يرغبون في قصص حقيقية تُلامسهم. وهذا ما كنّا نفعله دائماً كعطّارين، لكن الضوء أصبح موجهاً إلينا الآن.

كيف ترين دور الذاكرة والتراث في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي؟

الذاكرة والتراث هما جذورنا. في عالم يتحرك بسرعة، يربطاننا بإنسانيتنا. أؤمن أن مستقبل العطور يكمن في التوازن بين الماضي والمستقبل – بين الحرفية والابتكار، وبين الروح والتقنية.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

الجمال