بمناسبة شهر رمضان المبارك، وبوحي من الأجواء الشرقية الأصيلة، تقدّم فان كليف أند آربلز، مجموعة خلابة من المخطوطات الفنية بالتعاون مع الخطاطة الإماراتية مريم البلوشي التي أبدعت لوحات بالخط العربي تحت عنوان رمضان كريم وعيد مبارك وأزهار ملؤها القيم، تسلّط كل واحدة منها الضوء على روح الإيجابية والإلهام والتعاون والاتحاد والعطاء والنور لتترجم أسس الشهر المبارك الروحية استعداداً لعيد الفطر السعيد.
ومريم البلوشي هي خطاطة إماراتية من الجيل الثالث. بدأت بتعلّم الخط العربي منذ صغرها بالتأمّل بتفاصيل الحروف وانحناءاتها وجمالها إلى جانب دقة الكتابة والتنفيذ. بدأت دراساتها الأكاديمية للخط عام 1994، وهي ما زالت في مراحل الدراسة. غير أنها توقّفت عن ممارسة هذا الفن بين 2003 و2008، ثم استأنفت دراساتها بعد التأكّد من أن هذا الفن متجذّر في أعماقها. اكتسبت مهارات وتقنيات هذا الفن على يد العديد من الخطاطين المحترفين مثل السيد عبد الله التميمي والسيد عادل ندا والسيد عدنان الشريفي والسيد محمد النوري. ويُذكر أن المهندسة مريم تحمل شهادة ماجستير في علوم البيئة وهي حالياً مدير قسم الدراسات البيئية في الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتي.
تعرّفي أكثر إلى مريم في هذه المقابلة:
كيف انطلقت مبادرة التعاون مع دار فان كليف أند آربلز؟
تعود علاقتي مع الدار إلى العام 2019 من خلال المكتب الثقافي لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم. كنت قد شاركتُ في أحد حوارات ليكول L’Ecole في دبي عن الرابط بين "الخط العربي وتصميم المجوهرات" ما ألهمنا التعاون أكثر والعمل على هذا المشروع المبني على فلسفة عميقة ألا وهي "أزهار ملؤها القيم".
هل يمكن أن تعرضي لنا العملية الإبداعية من مصادر الإلهام إلى التصميم وصولاً إلى العمل الفني النهائي؟
بدأ الأمر في أكتوبر 2019 مع نقاش معمّق تقرر إثره تقديم عمل فني ذات معنى يرتكز على الخط. وكانت الفكرة تجمع بين فلسفة القيم الحقيقة وروابطها مع مجتمعنا. لذا فكّرت في شهر رمضان المبارك وهي فكرة تربط بين قيم المجتمع في هذا الشهر الفضيل وبين القيم التي تمتاز بها دار فان كليف أند آربلز. بدأت بـ38 قيمة ثم اختصرتها إلى 12 قيمة مشتركة، واعتمدت شكل الزهرة كأساس لتطوير العمل الفني. بعد الاتفاق على القيم المشتركة، بدأت عملية التصميم التي ضمّت رسوماً عديدة لقيم أخرى استعنت بها للتمرّن على الفكرة نفسها وتحديد الشكل النهائي للعمل الفني. لديّ رسوم لقيم أخرى وهي أعمال فنية بحد ذاتها. غير أن التصميم النهائي كان ثمرة مشاورات عديدة مع فريق فان كليف أند آربلز وهو عمل مدروس بحق وأنا فخورة جداً به.
ماذا تعني لكِ هذه التجربة؟
لا شك أنها تجربة متميزة وفريدة من نوعها. إنه عمل ملهم حقاً أن نتأمّل بقيم الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك الذي يملك معنى خاص جداً على قلبي. إنّه شهر إعادة التأمّل والسلام والحب والتواصل ومشاركة هذه القيم مع دار فان كليف أند آربلز يبعث البهجة والسعادة وينمي شعور الحب بين الطرفين. كل فنان يطمح بالاحترام والتواصل وكانت نعمة حقاً أن أحظى بفرصة لاستكشاف الطاقة الداخلية بطريقة مختلفة.
أخبرينا عن المزيد عن أسلوبك الفريد وأعمالك السابقة.
في السنوات القليلة الماضية، بدأت بالنظر إلى فن الخط والتخطيط بطريقة مختلفة. هل أعمالي تختلف عن أعمال غيري؟ لست الأفضل في رسم الأحرف والتخطيط أو تشكيلها في تصميم مثالي ومحسّن، ولكن من خلال التدرّب مع فنان آخر، تعلّمت بأنه يجب لأعمالي وتصاميمي الفنية أن تمتلك قصة قوية. أحتاج إلى القدرة على كتابة أعمالي ووصفها. منذ تلك اللحظة، أدركت بأني أحتاج إلى توحيد مهاراتي وقدراتي ككاتبة وشخصية دولية والاستعانة برؤية محددة لخلق بصمة خاصة بي وللتعبير عن رسالتي وقيمي كما في هذا العمل الفني.
واليوم ثمة عدد من أعمالي الفنية التي تلتقط أفكاري ومشاعري بتصميم يروي قصة متميزة تماماً مثل هذا الإبداع. وأفتخر بعمل فني قدّمته في ملتقى الشارقة الدولي للخط بعنوان "تعيش معاً – 7 قارات".
ما الذي تحضرينه للمستقبل القريب؟
أستعد حالياً لأول معرض فني لي سأقدّم خلاله رسائل وقصصاً جديدة، على أمل أن أتمكّن من تغيير الطريقة المعتادة والتقليدية التي تنظر بها معارض الخط. كذلك أعمل على رسوم جديدة تظهر تأثير الأحرف والفنون والمشاعر الكامنة في الخط العربي.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.