في حوار خاص بـgheir، تكشف لنا جانينا وولكو، مؤسسة مطاعم سوموسان Sumosan العالمية، عن تفاصيل أحدث محطّاتها في عالم الضيافة الراقية: سوموسان البحرين. فبعد نجاحات لافتة في مدن كبرى مثل لندن وموسكو، اختارت جانينا أن تضع بصمتها في قلب مراسي، لتقدم تجربة يابانية معاصرة تنسجم مع روح البحرين المتجددة. في هذه المقابلة، تتحدث عن رؤيتها للمكان، وكيفية مواءمة مفهوم سوموسان مع الذوق المحلي، ودورها في دفع المشهد الطهوي في المملكة نحو مستويات جديدة من التميّز والابتكار، دون التخلّي عن جوهر الأصالة.
ما الذي ألهمك لإحضار مطعم سوموسان إلى البحرين؟ وما الذي يميز هذا الفرع عن باقي فروعكم العالمية؟
كانت الفرصة لإحضار سوموسان إلى البحرين بمثابة لحظة مناسبة لم نستطع تجاهلها، وبعد زيارة المملكة والتعرّف على طاقتها وإمكاناتها، أدركنا فوراً أن الوقت والمكان مثاليان. بالنسبة لي شخصياً، وقعت في حب هذه الجزيرة، بدفء أهلها وأناقتها الهادئة التي تنعكس في تفاصيل الحياة اليومية. البحرين تحمل سحراً خاصاً لامس قلبي، وأنا فخورة جداً بوجود سوموسان ضمن مجتمع مراسي النابض بالحياة. هذا الفرع له طابع شخصي للغاية—أقل استعراضاً، وأكثر ارتباطاً بخلق تجربة ذات معنى. وأنا متحمسة لرؤية كيف ستتطور هذه التجربة خلال السنوات القادمة.
البحرين معروفة بذوقها الثقافي الرفيع—كيف قمتم بتكييف تجربة سوموسان لتتناسب مع الأذواق المحلية وتطلعات الضيوف؟
نبدأ كل تجربة في موقع جديد بالاستماع أولاً. وفي البحرين، كان من الضروري أن نُقدّر الذوق المحلي واحترامه للجودة، والأجواء، والخصوصية. ورغم أن هوية سوموسان الأساسية تظل ثابتة، أجرينا بعض التعديلات المدروسة التي تعكس إيقاع المنطقة—مثل توسيع قائمة المشروبات غير الكحولية، وتصميم بيئة طعام تجمع بين الحيوية والخصوصية. الهدف هو تقديم تجربة راقية تشعر بأنها عالمية، ولكنها في الوقت نفسه تنتمي إلى البحرين بكل انسجام.
كيف ترون تطوّر البحرين كمقصد فاخر في عالم الطهو؟ وما الدور الذي تأملون أن يلعبه سوموسان في هذا التحول؟
هناك حركة هادئة ولكن قوية تشهدها الساحة الغذائية في البحرين—توجه يرتكز على الجودة والتجربة، لا على الصيحات العابرة. رأينا رواداً مبكرين مثل مطعم "CUT" لوولفغانغ باك في الفورسيزون، وهو من الأماكن المفضلة لدي، يضعون الأسس لهذا التحول. واليوم، مع افتتاح أكبر فروع "تشيبرياني" عالمياً في مراسي، إلى جانب صالة جاز ونادي شاطئي، أصبحت المشهدية أكثر تطوراً وجرأة. ومع اقتراب افتتاح مطعم "Gaia" بجانب سوموسان في "ذا أدرس"، هناك زخم حقيقي يتشكل. الرؤية هي أن تصبح مراسي بمثابة "DIFC" البحرين—وجهة طهو عالمية تلتقي فيها الأسماء الدولية مع الذوق المحلي الراقي. وسوموسان فخور بأن يكون جزءاً من هذه الرحلة. نحن لا نقدم طعاماً فحسب، بل نشارك في بناء هوية طهو بحرينية متميزة—بأناقة وابتكار واحترام عميق للثقافة المحلية.
سوموسان معروف عالمياً بقدرته على الموازنة بين الأصالة والابتكار. كيف تحافظون على هذا التوازن في مختلف الثقافات والمناطق؟
هذا التوازن هو جوهر فلسفتنا. الأصالة هي ما يُرسي جذورنا—تظهر في تقنيات التحضير، واحترام المكونات، ونهج الضيافة. حوالي 90% من قائمتنا تظل موحّدة في كل فروع سوموسان حول العالم، وهو ما يمنح ضيوفنا الشعور بالثقة والاستمرارية. وفي الوقت نفسه، نبقى دائماً متنبهين لبيئتنا. الابتكار يظهر في كيفية تقديم هذا الجوهر من خلال التصميم، والخدمة، وتعيديلات خفيفة في القائمة تراعي الذوق المحلي. نحن لا نُغيّر هويتنا، بل نُدخل أنفسنا في حوار مع كل موقع جديد. إنها فلسفة حيّة—متجذّرة ولكن غير جامدة.
المطبخ الياباني يتمتع بتقاليد عريقة—كيف تُقدّمونه لجمهور جديد مع الحفاظ على احترام هذه التقاليد؟
يُصنَّف سوموسان كمطعم ياباني معاصر لسبب واضح. نحن نحترم بشدة التقاليد والتقنيات التي تُميز المطبخ الياباني—الدقة، الانضباط، والبساطة المتقنة. لكننا نؤمن أيضاً بأهمية تقديمه بأسلوب عصري ومريح يُخاطب جمهوراً عالمياً. نُركّز على جودة المكونات والحِرفية العالية، ونُقدّمها في بيئة أنيقة ولكن غير متكلّفة، بحيث يشعر الضيف بأن هذه التجربة حديثة وسهلة التقبّل. برأينا، الطعام الرائع لا يجب أن يكون مُخيفًا أو رسمياً. سواء كانت المناسبة عيد ميلاد، أو عشاء وديا، أو غداء عمل، نحرص على أن يشعر الجميع بالراحة. سوموسان هو بمثابة بيت ثان—دافئ، راق، ومرحّب بكل اللحظات.
سوموسان يجذب شخصيات عالمية بارزة في مدن مثل لندن والرياض. كيف تحافظون على هذه الأجواء الراقية والحميمة في فرع البحرين؟
الخصوصية لا تتعلق بمن يجلس على الطاولة، بل بكيفية شعور الضيف أثناء وجوده معنا. نحن نركّز على التفاصيل، والتميّز، وتقديم تجربة يصعب وصفها ولكن من المستحيل نسيانها.
في البحرين، احتضنّا روح الأناقة الهادئة، وخلقنا مساحة فاخرة دون مبالغة. هذا التوازن بين الخصوصية، والأسلوب، والخدمة الاستثنائية هو ما يجعل الناس يعودون دائماً.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.