في موسم خافت للهوت كوتور الباريسي، كانت المدينة تتوق إلى لحظة افتتاحية مدهشة تعيد إلى الأذهان مجد العروض التاريخية، وقد جاء عرض غلين مارتنز الأول لخط "آرتيزانال" من ميزون مارجيلا، مساء الأربعاء، ليرضي شغفنا بالمفاجآت الجميلة والآسرة.
من دون شك، كان هناك مشاهد آسرة، خصوصاً في التكوينات المستوحاة من عالم الطيور، حيث ظهرت تصاميم من الريش، إلى جانب معاطف بتفصيل دقيق مستلهم من الطباعة التصويرية لعصور النهضة، زاخرة بطبعات الطيور البرية، إلى جانب الأقمشة المكرمشة التي غطت الأوجه بالكامل. أما ختام العرض، فقد تألق بفساتين مسائية من الكريب والحرير، أنهتها سُحب من الدانتيل الرقيق، استعرض فيها مارتنز مهاراته في التشكيل والدرابيه.
ومن بين النقاط اللافتة، كانت المجموعة التي استعان فيها مارتنز بأقمشة داخلية منزلية مزجها بطريقة غريبة ومرحة – لمسة توقّع الكثيرون أن مؤسس الدار، مارتن مارجيلا، كان ليُعجب بها. أقيم العرض في موقع "104" الفني في شمال باريس، وهو مكان استخدمه مارجيلا سابقاً، وجرى تحويله إلى قصر رخامي متداعي يوحي بمجد سابق انطفأ. افتُتح العرض بإطلالات مصنوعة بالكامل من البلاستيك المجعّد، بما في ذلك الأقنعة، مع غياب كامل للملابس الداخلية. تبع ذلك فستان مخروطي بتدرجات لونية تحاكي الإسمنت المتآكل، مرفقاً بتفاصيل لامعة فضيّة من الخرز في البطانة وتاج الرأس.
ولأن مارجيلا لطالما عُرف بعلامة مفاهيمية راديكالية، بدت البدلات الداكنة والجينزات المطلية بالطين المجبّر امتداداً طبيعياً لهذا التراث. إلا أن العرض بلغ ذروته مع فساتين معدنية هائلة باللون الذهبي والأصفر والأسود، تصاميم مسرحية الطابع، ولكنها بدت غير عملية أبداً، إذ واجهت العارضات صعوبة في الحركة، وترددن في الالتفاف أو التفاعل مع المساحة المعمارية المعقدة.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.