عرض بورا أكسو ربيع 2026: من الدمى المكسورة إلى جمال العيوب والهوية الفريدة | Gheir

عرض بورا أكسو ربيع 2026: من الدمى المكسورة إلى جمال العيوب والهوية الفريدة

اسابيع الموضة  Sep 22, 2025     
×

عرض بورا أكسو ربيع 2026: من الدمى المكسورة إلى جمال العيوب والهوية الفريدة

في عالم الموضة، قلّما يجرؤ مصمم على تحويل "الكسور" والعيوب إلى مصدر للجمال، لكن Bora Aksu فعل ذلك بجرأة لافتة في مجموعته لربيع وصيف 2026 التي قدّمها في إطار لندن فاشن ويك. هذه المرة، لم يستلهم من بطلات رومانسيات أو شخصيات تاريخية كما اعتاد، بل عاد إلى دمى فيكتورية مكسورة، يجمعها منذ سنوات، ليحوّلها إلى مرآة تعكس علاقة معقدة بين الذاكرة، الهشاشة، والتحوّل.

اختيار أكسو لهذه الدمى المهملة لم يكن عشوائياً. في كل كسرة على وجهها الخزفي أو تمزق في فستانها، وجد المصمم معنى أعمق للجمال، جمال لا يقوم على الكمال، بل على القبول والحنين. العرض، الذي أقيم في حديقة الورود خلف كنيسة سانت بول في كوفنت غاردن، اتخذ إطاراً شاعرياً بامتياز، وكأن الأزهار المتفتحة جاءت لتحتضن تلك الدمى التي عادت للحياة عبر أزياء نابضة بالخيال.

المجموعة حملت توقيع أكسو المعتاد: الدانتيل، التول، والكروشيه، لكن بلمسة أكثر جرأة. فقدّم فساتين من القطن بأكمام منتفخة وبلوزات بخطوط طولية متداخلة، مفعمة بخفة الحركة واللعب بالطبقات. أما "ليلة الحلم" فتمثلت في قميص نوم واسع مزيّن بكشكشات معقدة من دانتيل لامع، أعاد أكسو تدويره من مخزون قديم لدار أزياء تركية متوقفة، في إشارة ذكية إلى التزامه بالاستدامة واستثمار ما هو منسي.

اللافت كان تلك العفوية الجديدة التي أطلق لها العنان: فساتين كيسية ضخمة تخفي تحت طبقات التول بريق حبيبات ترتر عملاقة، فساتين مزدانة بثنيات غير متناظرة من حرير قرمزي وشيفون أصفر خردلي، إلى جانب بدلات قصيرة من أقمشة مربعة متنافرة، أضفت على العرض حسّ الدعابة والمرح. هذه التفاصيل أظهرت أن أكسو لم يعد يخشى إدخال عنصر المفاجأة، حتى وإن بدت عشوائية، لأنها جزء من فلسفته في تقبّل النقص.

في جوهرها، هذه المجموعة كانت دعوة مفتوحة: أن نتوقف عن مطاردة صورة الكمال المصطنع، وأن نجد في شقوقنا وندوبنا جمالاً فريداً لا يمكن تكراره. أكسو لم يقدّم مجرد أزياء، بل بياناً إنسانياً يذكّرنا أن العيوبة ليست ضعفاً، بل بصمة هوية.

بهذه الرؤية، أثبت أكسو أنه ليس مجرد "مهرج أسلوب واحد" كما وصف نفسه مازحاً، بل فنان يواصل تطوير لغته الخاصة، جامعاً بين الحنين والابتكار، بين الرهافة والشجاعة. مجموعة ربيع وصيف 2026 لم تكن عرض أزياء وحسب، بل احتفاءً صادقاً بقدرة الموضة على إعادة تعريف الجمال في أكثر صوره هشاشة وصدقاً.

عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.

اسابيع الموضة