الإيتيكيت هو مصطلح متعارف عليه عالمياً بأنه مجموعة التصرفات المتبعة التي تميّز المجتمعات وتعكس تقاليد وعادات ذلك المجتمع. وأنا شخصياً أحب أن أعرّف الإيتيكيت بأنه "فن أدب التعامل مع الآخرين" سواء في العلاقات العائلية، العلاقات العامة أو في مجال العمل.
وبرغم أن الإيتيكيت قد يختلف من دولة إلى أخرى، هناك أساسيات متداولة وتسود الجميع، فمثلاً التحية والسلام وإظهار الاحترام كلها أشياء موجودة عند كل الشعوب ولكن أسلوب التعبير عنها قد يختلف من منطقة إلى أخرى. فعلى سبيل المثال، يحيي أفراد الشعب الياباني بعضهم بعضاً عن طريق الانحناء بوضعية تشبه وضعية الركوع، أما في بريطانيا فالمصافحة باليد هي الأسلوب الرسمي في التحية. وكمثال آخر، في البلاد العربية عموماً يتوقع من الضيف إنهاء كل الطعام المسكوب على صحنه، أما في اليابان فإن الصحن النظيف من الطعام يعتبر إهانة للمضيف الذي لم يسكب طعاماً كافياً لضيوفه!
ما هي أهمية الإلمام بإيتيكيت الشعوب المختلفة؟
إن فهم ومعرفة الإيتيكيت العام للشعوب المختلفة مهمٌ عند التعامل معهم أو زيارة بلدانهم ليس فقط احتراماً لهم وتقديراً لوجودهم ولكن أيضاً لتفادي سوء التفاهم الذي قد يكون مكلفاً في بعض الأحيان. فقد يؤدي الجهل بعادات مجتمع معيّن إلى خسارة صديق عزيز، أو فرصة عمل مميّزة، وفي بعض المواقف قد يدفع الإنسان حياته ثمناً لغلطة غير مقصودة أو لسوء تفاهم كان من الممكن تفاديه ببذل جهد بسيط للتعرف إلى إيتيكيت الآخرين.
ماذا لو حصل سوء تفاهم؟
من الطبيعي أن يمر الإنسان بتجارب في الحياة قد يخطئ فيها التصرف أو ينسى أموراً تتعلق بإيتيكيت الآخرين، وبالتالي فإن أفضل طريقة لمعالجة تلك الحالة هي الاعتذار باحترام وسوف يحل الموضوع بسهولة، وذلك أفضل من المشادات والمجادلات الكلامية التي قد تؤدي إلى تكبير الأمور والوصول إلى طرق مسدودة قد تضر بالمخطئ.
الإيتيكيت في العمل
كما للتعامل مع الشعوب أهمية، هناك أساسيات لإيتيكيت التعامل في مجال العمل مع الزملاء، المديرين، الزبائن وحتى في استخدام الأدوات المشتركة مثل آلة التصوير، جهاز الفاكس، وحتى الأماكن المشتركة مثل الحمامات، المطابخ وغرف الاجتماعات. ولذلك يجب على كل الشركات توزيع كتيبات خاصة لتدل الموظفين على الإيتيكيت المتبع في أماكن عملهم.
إيتيكيت المناسبات والأماكن المختلفة
لكل مناسبة إيتيكيت معيّن يطبّق في طريقة التحدث، في اللباس، في الألوان، وحتى في نبرة الصوت. فمثلاً اللون الأبيض هو لون فساتين الأفراح في الدول العربية، إلا أنه لون الحداد في الهند. وكذلك بالنسبة للأماكن، فالتصرف الذي يليق مع الأصدقاء لا يليق مع الزملاء، والصوت العالي في غرفة الاجتماعات يجب أن يصبح خافتاً في المكاتب العامة وفي المستشفيات، إلخ من المواقف التي تحتم على الشخص تغيير سلوكه وأسلوب تعبيره حسب المكان والمناسبة.
كيف نتعلم فن الإيتيكيت؟
هناك العديد من الكتب التي تباع في الأسواق عن الإيتيكيت، وفي معظم المطارات الدولية كتيبات عن إيتيكيت الشعوب المختلفة تسهل على المسافرين استيعاب أنظمة وآداب الدول المتجهين إليها.
للتواصل مع مستشارة الأناقة والإيتيكيت تابعوا هند جمجوم على تويتر: HindJamjoom@
أو على الصفحة التالية:
http://www.facebook.com/DubaiImageConsultant