كان هذا العام بالنسبة إلى معرض Watches & Wonders متميزاً. فهو العام الأول الذي شهد تنظيم هذا المعرض العالمي على أرض الواقع بعد جائحة كوفيد، ولهذا شهَد المعرض زخماً كبيراً ومشاركة لافتة لأغالبية الدور العالمية المختصة بتصميم الساعات الراقية. وكانت Hermès من أبرز المشاركين في دورة هذا العام، حيث قدّمت ثلاثة إصدارات جديدة ساعة Arceau le temps voyageur الجديدة بالكامل لدى قسم السّاعات في Hermès، والصّياغة الجديدة لساعة Kelly الجميلة، بالإضافة إلى Arceau Les folies du ciel، وهي ساعة مَرِحَة مُزيّنة بالأعمال الحرَفيّة الفنيّة.
وقد أجرينا هذه المقابلة مع المدير الإبداعي لقسم الساعات في الدار الفرنسية Philippe Delhotal لنتعرف منه عن كثب إلى جديد Hermès:
لا تقتصر المعارض الشّبيهة بمعرض Watches & Wonders على بيع السّاعات الجديدة وشرائها فحسب، بل تُمثّل أيضاً سوقاً للأفكار. هل توافق على هذه المقولة؟
تُشكّل الفعاليّات كمعرض Watches & Wonders في جنيف فرصةً لنا في قسم السّاعات لدى Hermès للقاء الصّحافيّين والإعلاميّين. لكنّني أعتقد أيضاً أنّها تُمثّل فرصةً متميّزة لاكتشاف الإصدارات الجديدة في قطاعات السّاعات إلى جانب الأجنحة والمشاهد الّتي طُوّرت من أجل الفعاليّة.
أخبرنا المزيد عن نسخة العام 2022 من معرض Watches & Wonders.
بعد عامَين من الاجتماعات عبر تقنيّة الاتّصال المرئي، سعدنا بلقاء الصحافيّين والعملاء مباشرةً من جديد وبالتّرحيب بهم في هذه المساحة المُعدّة خصّيصاً للمعرض. على غرار النّسخ السّابقة من معرض Watches & Wonders في جنيف، نتعاون مع فنّانة تُجسّد مشاهدها الوقت من منظور Hermès. وتحتلّ ساعة Arceau Le temps voyageur موقع الصّدارة في مشهد هذا العام الذي صمّمَته Sabrina Ratté، وهي فنّانةٌ كنديّة متخصّصة في الصّور الرقميّة، والتّصوير، والفيديو التناظري، والرسوم المتحرّكة ثلاثيّة الأبعاد، والواقع الافتراضي، وفنّ الأداء. وقد ابتدعَت Sabrina خارطة العالم الخاصّة بـ Hermès، والّتي تسمح لنا باستكشاف مناظرها الخياليّة ومناطقها الزمنيّة المتعدّدة، حيث تتحوّل السّاعات إلى أقمارٍ صناعيّة. سعِدنا بتقديم 3 إصدارات جديدة مُتميّزة في نسخة العام 2022 من المعرض: ساعة Arceau le temps voyageur الجديدة بالكامل لدى قسم السّاعات في Hermès، والصّياغة الجديدة لساعة Kelly الجميلة، بالإضافة إلى Arceau Les folies du ciel، وهي ساعة مَرِحَة مُزيّنة بالأعمال الحرَفيّة الفنيّة.
نعرف أنّ السّرد القصصي هو أمرٌ بالغ الأهميّة لدى Hermès. ما هي قصّة ساعة Kelly الجديدة؟
إنّ ساعة Kelly هي من أقدم المجموعات في مشغل Hermès للسّاعات، إذ أُطلقت للمرّة الأولى عام 1975، ولم تُعاد صياغتها منذ ذلك الحين. إنّه خطٌّ أسطوري ينطوي على تفاصيل قريبة من قلب الدّار، مثل القفل والصّفيحة اللّذين تمّت استعارتهما من حقيبة Kelly لتصميم ساعة يد مزيّنة بالجلد. قدّمنا لنسخة العام 2022 من معرض Watches & Wonders ترجمةً جديدة لهذا التّصميم الأسطوري قمنا فيه بخفض حجم القفل لإضفاء لمسة أكثر أنوثةً على السّاعة، واخترنا لها سواراً معدنياً بالكامل مصنوعاً من الفولاذ المقاوِم للصّدأ أو من الذّهب الوردي مع خيارات ترصيع مختلفة. وتعكس حلقات السّوار شكل الصّفيحة، بينما أضَفنا البراغي الأربعة الشّهيرة لتثبيت الصّفيحة. تكمنُ خصوصيّة هذه السّاعة في طرق الارتداء المتعدّدة بالنّسبة إلى النّساء: فساعة Kelly الجديدة هي ساعة يد، لكن يمكن أيضاً فتح القفل وتثبيتها على الحزام الجلدي المصنوع إمّا من جلد العجل الأسود أو جلد التّمساح الأسود وارتداؤها كقلادة.
لقد أحببنا تصميم ساعة "Kelly" الجديدة والطّرق المختلفة لارتدائها. هل واجه الحرفيّون أيّ تحدّيات في تحقيق هذه العمليّة وإرساء الطّابع المَرِح على السّاعة؟ وهل واجهتم أيّ صعوبات فنيّة في عمليّة التصنيع؟
على غرار أيّ مشروع لصناعة السّاعات، كان التحدّي الرّئيسي بالنّسبة إلى فريقنا الفنّي يكمن في ترجمة الأفكار الإبداعيّة على أرض الواقع. فجميع ساعاتنا تمتاز كما تعرفون بأشكالها الفريدة، وهياكلها المصقولة، وموانئها الدّقيقة، وموادها المختارة بعناية، ونتعاون بنحوٍ وثيق مع فِرَق التّطوير لنحرص على تماشي الغرض بصيغته النّهائيّة مع أفكار المصمّمين. وفي ما يتعلّق بساعة Kelly الجديدة، كان التحدّي الرّئيس بالنّسبة إلينا يكمن في تصميم هيكل بقفل مقاوم للمياه. ونجحنا في ذلك بفضل العمل الدّؤوب للحرفيّين العاملين في مشاغل Hermès للسّاعات في مدينة Le Noirmont السويسريّة.
من هي المرأة الّتي صُمِّمَت هذه السّاعة من أجلها؟
إنّ ساعة Kelly الجديدة هي ساعة مختلفة، وجريئة، ومَرِحَة، ومتعدّدة الأوجه، كما أنّها ساعة تتماشى مع المرأة المعاصرة وأذواقها وعاداتها. صُمّمت هذه السّاعة للمرأة النّشيطة والدائمة الحركة التي تضجّ بالأنوثة، لكنّني أرى أنّ الجميع يعيش أكثر من حياةٍ واحدة، ومن المهمّ أن نواكب هذا الواقع ونقدّم أغراضاً تتماشى مع جوانب الحياة المختلفة. وتمتاز هذه السّاعة الجديدة بأناقتها الفائقة وطباعها الحادّة وحركتها الدّائمة على غرار المرأة المُعاصرة.
بصفتك جزءاً من دار عريقة تضمّ عدداً كبيراً من الحِرَف المرموقة وأرشيفاً هائلاً موضوعاً بتصرّفك ومساراتٍ مختلفة يمكن سلوكها، أين تبحث عن الإلهام؟ وهل تتشارك الأفكار مع المديرين الفنّيّين الآخرين لدى Hermès؟
بكلّ تأكيد! كما تعلمون، يُحدّد المدير الفنّي للدّار Pierre-Alexis Dumas موضوعاً عامّاً كلّ سنة، ويمتاز هذا الموضوع بأهميّته الكبيرة، لا سيّما أنّ جميع حِرَف Hermès تسترشد به في إبداعاتها. أعتقد أنّ بإمكاننا البحث عن الإلهام في أيّ مكان، وHermès محظوظة بامتلاكها لهذا العدد الهائل من التّصاميم والأنماط إلى جانب تاريخها الغني. أجدُ الوحي أيضاً حين أسافر أو أتنزّه في الجبال السويسريّة، أو أقرأ كتاباً، وأستكشف آفاقاً جديدة. قد أجد الوحي أيضاً في لقاءٍ مع شخصٍ مُعيَّن قد يكون فنّاناً أو حِرَفيّاً...
بالحديث عن السّاعات، يرى البعض أنّ عَمَل السّاعة أهمّ من شكلها، بينما يخالفهم البعض الآخر الرّأي. ما هو موقفك إزاء هذا الموضوع
نحن في Hermès نضع التقنيّات في خدمة الإبداع. على السّاعة أن تكون عمليّة وتُشير إلى الوقت طبعاً، لكنّنا نضع الإبداع والتّصميم والجودة أيضاً في رأس أولويّاتنا. فاختصاصنا في Hermès هو الأغراض، الأغراض التي تبتدعها أيدي الحرفيّين وتجعلها رفيقة الدّرب المثاليّة لمن يرتديها. تمتاز أغراضنا بعمليّتها وفاعليّتها، وتستندُ إلى سنواتٍ طويلة من الخبرة، وتتوهّج ببريق المفاجآت السارّة. تلعب هذه الأغراض دوراً محورياً في حياتنا اليوميّة، وتضفي نكهةً فريدة على كلّ لحظة وكلّ دقيقة.
وأخيراً، ماذا يعني مفهوم الوقت بالنّسبة إليك شخصيّاً؟
غالباً ما يُطرَح عليّ هذا السّؤال. ليس الوقت عائقاً أو قيداً بالنّسبة إلي، بل هو أقرب إلى صديق أو رفيق، لأنّني نسجتُ علاقةً فريدة مع الوقت، وبتُّ أتلاعب به من دون أن أتحكّم به، لكي يُخبر القصص ويُحرّك المشاعر. بمعنى آخر، أتلاعب بالوقت من دون أن أحاول السّيطرة عليه. تقدّم ساعات Hermès تفسيراً مختلفاً للوقت من خلال ابتداع ساعاتٍ زاخرة باللّمسات الرّاقية والعابرة للموضة يُصبح معها الوقت وَدوداً، مُستداماً، مَرِحاً وترفيهيّاً.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.