إذا كنتِ تشاركينا شغفنا بالأحجار الكريمة الملونة، وحبنا الكبير للزمرد على وجه الخصوص، سهمك أن تقرئي هذا الخبر المثير للاهتمام.
فقد كشفت جيمفيلدز عن كتلة ضخمة من الزمرد تمّ استخراجها من منجم Kafubu في زامبيا في شهر مارس 2020، وهي عبارة عن كتلة ضخمة من حجر الزمرّد تزن 37,555 غرام (187,775 قيرط)، وتحتوي على نسبة قليلة جدًا من المعادن الأخرى، ما يعني أنّها مكوّنة كليًا تقريبًا من الزمرّد. ونظرًا إلى كبر حجمها وتكوينها، تُعتَبر كنزًا نادرًا جدًا.
وتشهد كتلة Kafubu على جودة الأحجار الكريمة التي تنتجها الأرض عندما تتكوّن أحجار البلّور المختلفة في أعماق الأرض على مرّ السنوات. يصف خبراء الأحجار الكريمة في "جيمفيلدز" عمليّة تكوّن الزمرّد على أنّها حدث نادر جدًا تلتقي فيه مواد غير اعتيادية في ظروف غير اعتيادية.
لا بدّ من أن تتوفّر مجموعة محدّدة من الظروف الجيولوجية والجيوكيميائية لتكوين هذه الأحجار الكريمة الخضراء اللامعة. منها مثلًا البيريليوم، وهو مادة أساسيّة لتبلور البيريل، أحد أندر العناصر في قشرة الأرض (يُقدّر وجوده بنسبة جزأين في المليون) الذي يجب أن تحمله إلى السطح صخور البيغماتيت، وهي بدورها يجب أن تتلاصق بالكروميوم والصخور التي تحمل الفاناديوم (فوق المافية)، كي تكتسب لونها المميّز.
لكن الملفت أنّ ليس كل صخور البيغماتيت تحمل البيريليوم، وعدد قليل منها مثبّت بين صخور تحتوي على كمية كافية من الكروميوم. إنّ هذه العوامل، إلى جانب درجات الحرارة والضغط ومنسوب المياه المحدّدة لتكوُّن الزمرّد، تجعل من هذا الحجر الكريم حجرًا نادرًا للغاية وموزّعًا في باطن الأرض بطريقة عشوائية إلى أبعد الحدود.
تتميّز أحجار الزمرّد في زامبيا باحتوائها على نسبة أعلى من الحديد مقارنةً بالزمرّد من مناطق أخرى، أي أنّها أقلّ هشاشةً. يُشير محتوى الحديد العالي أيضًا إلى نسبة أقل من التشقّقات التي تصل إلى سطح الحجر، وبالتالي تقل الحاجة إلى إجراء التحسينات ومعالجة الحجر. وبفضل عملية استخراج الزمرّد يدويًا في منجم كاجيم للزمرد، تمكّنت "جيمفيلدز" من استخراج أكبر أحجر الزمرّد وأكثرها تميّزًا على الإطلاق، وخير دليل على ذلك كتلة Kafubu.
وتمامًا مثلما كان مايكل أنجلو يتّبع أسلوب النحت بالحذف، كذلك خبراء الأحجار الكريمة في كاجيم "حرّروا أحجار الزمرّد من "الصخر الذي يأويها". فأتت النتيجة كتلة ضخمة، تملؤها أحجار زمرّد منفردة عديدة ومتشابكة، تتميز بهيكل سداسي الأضلاع.
تتغنّى كتلة Kafubu بكل المواصفات المميّزة التي يجب أن يتحلّى بها الزمرّد، وبلون أخضر ناضر له بريق ووهج يأسر الألباب. تتميّز الكتلة بمستويات مختلفة من التبلور، لتتيح لصائغ المجوهرات في المستقبل ابتكار مجموعة من الأحجار الكريمة الملوّنة، من الحجر اللامع إلى الكابوشون (الحجر غير المصقول) والخرز للإطلالة اليومية المرِحة. قد يختار الشاري الاحتفاظ بالشكل الطبيعي للكتلة أو تقطيعها للحصول على عشرات آلاف الأحجار التي تتراوح بين قصّات تجارية وقصّات ذات جودة عالية.
وستُعرَض كتلة Kafubu للبيع في المزاد العلني المقبل الذي ستقيمه "جيمفيلدز"، على أن تُعرَض في 31 أكتوبر ويُغلق باب تقديم العروض في 17 نوفمبر. ونظرًا إلى حجمها وجودتها، من المتوقّع أن تكون كتلة Kafubu أغلى قطعة زمرّد تبيعها "جيمفيلدز" على الإطلاق.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.