جرى نسيان حجر الزبرجد لعقود متعددة، ولكنه كان في السابق أحد الأحجار الكريمة الأكثر فخامة على وجه الكرة الأرضية، وها هو توهجه بالأخضر الليموني يعود ليكون محط الانتباه والأضواء من جديد. إذا ما رأيت حجر زبرجد يوماً، فستدركين أن لونه الساحر لا يسهل نسيانه. فهو لون أخفّ من لون التسافوريت الأخضر العشبي وأقل كثافة من الزمرّد الأخضر العميق كلون الغابات. باختصار، ليس ثمة حجر كريم مثله.
من عام 1900، لطالما كان
حجر الزبرجد هو حجر شهر أغسطس، خصوصاً أن لونه الزاهي والمنعش يتلاءم بشكل مثالي مع هذا الشهر الصيفي. وخلال الأعوام، دخل هذا الحجر عالم تصميم المجوهرات بقوة من ثم اختفى لبضع سنوات ليعود من جديد وهكذا دواليك... فالنقطة السلبية التي يعانيها هذا الحجر هو أنه من أكثر الأحجار الكريمة الشفافة نعومة، حيث إنه لا يفوق الزجاج صلابة بكثير. ويشتهر هذا الحجر بلقب "الزمرد الليلي"، حيث إن التدرج الأصفر الذي يحتوي عليه يختفي تحت الإضاءة الاصطناعية ويبدأ الحجر بالتوهّج بطريقة ساحرة للغاية.
وعلى مدى 3500 عام، كانت جزيرة سان جونز أو جزيرة الأفعى في البحر الأحمر المكان الوحيد لإيجاد هذا الحجر. كذلك قد وضعه الفرعون توت عنخ أمون الشاب بفخر على شكل قلادة، كذلك يذكر هذا الحجر مرتين في الإنجيل. ولكن إحدى النظريات عن سبب تراجع شعبية هذا الحجر في عالم المجوهرات لفترة طويلة، هو أنه تم اكتشاف مصادر جديد للزمرد ذي اللون الأخضر العميق، والماس اللامع كان قد اكتشف. حينها، بدأ الزبرجد يعتبر زمرد "السيدات الفقيرات". ولكن ها هو هذا الحجر من جديد يعود ليكتسب شعبية كبيرة خصوصاً بعد أن درجت صيحة دمج الأحجار الكريمة المختلفة في التصميم الواحد، فوجد لون هذا الحجر اللافت طريقته إلى لوحات ألوان مصممي المجوهرات الكثر من حول العالم.
هذا وفي عام 2003، أعلنت ناسا أنه تم العثور على هذا الحجر على كوكب المريخ ما يجعله الحجر الكريم الوحيد الذي ظهر على كوكب آخر.