في 13 مارس 2025، هزّت الساحة العالمية للموضة أخبار تعيين مديرين إبداعيين جديدين في اثنين من أعرق دور الأزياء: غوتشي وفرساتشي، ولم يكونا أول تعيينين يُعلنان في ذلك الأسبوع. فهذه التغييرات المتسارعة تسلّط الضوء مجدداً على ما بات يُعرف بـ"الباب الدوّار" للمدراء الإبداعيين، حيث يبدو أن المصممين يتنقلون من دار إلى أخرى بوتيرة متسارعة، مدفوعين إما بشغفهم الفني أو – كما هو الحال في معظم الأحيان – بمتطلبات السوق وقرارات مجالس الإرارة.
تلك الانتقالات قد تُعيد إحياء دار أزياء بالكامل – كما حدث مع دانيال لي في بوتيغا فينيتا أو أليساندرو ميشيل في غوتشي – أو قد تتسبب في انقطاع الصلة مع الجمهور الوفي للدار، كما حدث في تحول سيلين تحت قيادة هادي سليمان، والذي لقي ردود فعل متباينة.
ظاهرة طبيعية أو ضرورة ملّحة؟
فلماذا كل هذا التغيير؟ في بعض الحالات، يكون الأمر ببساطة جزءًا من دورة الحياة في الموضة. على سبيل المثال، دوناتيلا فرساتشي تنحّت هذا العام بعد 27 عاماً من القيادة الإبداعية، لتنتقل إلى دور جديد كلياً، وذلك كسفيرة للعلامة. لكن غالباً ما يكون تعيين مدير إبداعي جديد خطوة استباقية لإنقاذ دار تعاني مالياً – كما هو الحال مع تعيين دمنا في غوتشي عقب تراجع الأرباح بنسبة 46%. لكن ما يبدو كفرصة ذهبية للمصمم قد يتحول أحياناً إلى تحدي عسير. فكل دار تحمل في طيّاتها إرثاً بصرياً، تاريخاً عريقاً وهوية متجذرة، كما أن لكل مصمم بصمته وأسلوبه الخاص. وعندما لا يكون هناك انسجام بين الطرفين، تكون النتيجة عادة قصيرة الأمد.
لنأخذ مثالاً على ذلك: دانيال لي، الذي لمع نجمه بعد أن غيّر وجه بوتيغا فينيتا جذرياً منذ 2018 عبر خطوطه النظيفة وإبداعه في تصميم الإكسسوارات، فرفعه من قيمة الدار بشكل ملحوظ. لكن عندما انتقل إلى بيربري في 2023، لم تنجح محاولته لإعادة إحياء نقشة المربعات الشهيرة والمعطف الأيقوني للدار بنفس الزخم. فالمبيعات تراجعت بنسبة 18% في 2024، ما دفع العلامة لإطلاق خطة تقشف بقيمة 65 مليون جنيه إسترليني. لي ما زال في منصبه حتى الآن – وقد نالت مجموعته لخريف وشتاء 2025 إشادة واسعة – لكن الشائعات لا تزال تتردد.
فمَن هم أولئك الجسورين الذين تجرؤوا على دخول هذا المشهد المتقلب؟ إليك دليلنا الشامل لأبرز التغييرات في المناصب الإبداعية لعام 2025:
يناير
- بوتيغا فينيتا: تعيين لويز تروتر مديرة إبداعية، خلفاً لـ ماتيو بلازي الذي انتقل إلى شانيل.
- ديور هوم: كيم جونز يعلن استقالته.
- ميزون مارغيلا: المصمم البلجيكي غلين مارتنز يخلف جون غاليانو، ويستمر في قيادة ديزل بالتوازي.
- بروينزا سكولر: المؤسسان والمديران الإبداعيان جاك ماكولوف ولازارو هيرنانديز يعلنان مغادرتهما بعد 23 عاماً.
فبراير
- غوتشي: ساباتو دي سارنو يعلن مغادرته الفورية، وتُنسب مجموعة خريف وشتاء 2025 إلى الفريق الإبداعي الداخلي.
- جيل ساندر: المصممان لوك ولوسي ميير يعلنان رحيلهما بعد ثماني سنوات.
مارس
- جيل ساندر: تعيين سيموني بيلوتي مديراً إبداعياً بعد مغادرته دار بالي.
- فرساتشي: دوناتيلا فرساتشي تتنحى وتُعيَّن داريو فيتالي خلفاً لها.
- غوتشي: دمنا يُعيّن مديراً فنياً، ويبدأ مهامه في يوليو 2025، مغادراً منصبه في بالنسياغا.
- لويفي: جوناثان أندرسون يعلن مغادرته بعد 11 عاماً ناجحة، وسط تكهنات بأنه سينتقل إلى ديور.
- في خطوة مفاجئة، يُعلن لاحقاً أن مؤسسي بروينزا سكولر سيخلفان أندرسون في لويفي.
أبريل
- ديور هوم: تأكيد تعيين جوناثان أندرسون كمدير إبداعي جديد بعد مغادرته لويفي، على أن يكشف عن مجموعته الأولى في يونيو 2025، خلفاً لـ كيم جونز.
مايو
- بالنسياغا: تعيين المصمم الشهير بييرباولو بيتشيولي، المدير الإبداعي السابق لـ فالنتينو، خلفاً لـ دمنا. يشتهر بيتشيولي بتصاميمه الأنثوية الحالمة، واستخدامه المرهف للألوان والتطريز، ما يُعد تحوّلاً كبيراً عن النمط الجريء والمستوحى من ثقافة الشارع الذي عُرفت به بالنسياغا في عهد دمنه.
هذه السنة تُجسّد بامتياز التحوّلات المتواصلة في صناعة الموضة، حيث يبدو أن دُور الأزياء لم تَعُد تبحث فقط عن المصمم الموهوب، بل عن مَن يستطيع التوازن بين الإبداع والعائد التجاري، مع الحفاظ على هوية العلامة الأصلية. فهل تكون هذه التغييرات بداية مرحلة ذهبية جديدة؟ أم مجرد فصل جديد في رواية لا تنتهي؟
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.