رغم مرور أكثر من ربع قرن على وفاتها المأساوية، لا تزال الأميرة ديانا، المعروفة بـ"أميرة القلوب"، تحظى بمكانة استثنائية في الوعي الجماعي العالمي، ليس فقط كرمز إنساني ملهم، بل أيضاً كأيقونة أبدية للأناقة. تأثيرها المتواصل على عالم الموضة ما زال حاضراً في إطلالات النجمات والمصممين حول العالم، وكأن ذوقها الرفيع وجرأتها الناعمة في ارتداء الأزياء لا يزالان يرويان قصّة امرأة سبقت زمنها. وربما أسهم رحيلها المأسوي في تعزيز مكانتها العاطفية في قلوب الملايين، لترتقي من مكانة أميرة إلى رمز خالد للإلهام والجمال.
وفي خطوة تجسّد هذا الإرث، أعلنت "دار جوليان" للمزادات عن طرح مجموعة نادرة من مقتنيات الأميرة ديانا الشخصية للبيع هذا الشهر، في مزاد يُعدّ الأكبر من نوعه لأزيائها على الإطلاق، ويقام في 26 يونيو في فندق "بينينسولا بيفرلي هيلز" بولاية كاليفورنيا، حضورياً وعبر الإنترنت، تحت عنوان: "أسلوب الأميرة ديانا... مجموعة ملكية".
ويضم المزاد أكثر من 100 قطعة من مقتنيات ديانا الخاصة، من فساتين وقبعات وحقائب وأحذية، استخدمتها خلال محطات مختلفة من حياتها ومسيرتها الملكية. وقال مارتن نولان، المدير التنفيذي والمؤسس المشارك لـ"دار جوليان"، في تصريحات صحفية: "هذا أكبر مزاد يُقام عن الأميرة ديانا... لقد اختارت بنفسها في عام 1997 بيع أكثر من 70 فستاناً من خزانتها لدعم مؤسستها الخيرية، واليوم نعرض ما يزيد عن 100 قطعة من مقتنياتها، في لحظة نادرة يستعيد فيها العالم أناقتها وأثرها الإنساني".
أبرز المعروضات يشمل فستاناً من الحرير بطبعة أزهار من تصميم "بيلفيل ساسون"، ارتدته الأميرة عام 1988 أثناء زياراتها للمستشفيات، ولهذا سُمي بـ"فستان الرعاية"، وتقدّر قيمته ما بين 200 إلى 300 ألف دولار. كما يبرز فستان سهرة مطرز بلون أصفر باهت من توقيع "كاثرين ووكر"، ارتدته خلال جولتها في الخليج عام 1986، ويُنتظر أن يحقق رقماً مشابهاً.
ويشمل المزاد أيضاً طقماً أصفر مزهراً مكوّناً من قطعتين من تصميم "بروس أولدفيلد"، ارتدته الأميرة في سباق "رويال أسكوت" عام 1987، وتقدّر قيمته بين 100 و200 ألف دولار. أما الإكسسوارات، فتتضمن حقيبة "ديور" أهدتها لها السيدة الأولى الفرنسية السابقة بيرناديت شيراك في 1995، وقبعة بلون الخوخ ارتدتها ديانا في حفل وداع شهر العسل، بالإضافة إلى رسم أولي لفستان زفافها الشهير عام 1981، يتضمّن قطعاً أصلية من قماش التول الذي استخدم في التصميم.
وليس المزاد مقتصراً على ديانا فحسب، إذ يضم أيضاً مقتنيات لعدد من أفراد العائلة المالكة البريطانية، من بينهم الملكة إليزابيث الثانية الراحلة.
وكشف نولان أن دار "جوليان" سبق أن باعت أحد فساتين ديانا بمبلغ وصل إلى 1.14 مليون دولار، مشيراً إلى أن "هذه القطع تُعدّ اليوم أصولاً ثمينة، ومن المرجّح أن تزداد قيمتها مستقبلاً، إذ يقتنيها البعض بوصفها استثماراً جمالياً وتاريخياً في آنٍ واحد" .
وسيُخصّص جزء من ريع المزاد لصالح جمعية "ضمور العضلات في المملكة المتحدة"، في لفتة إنسانية تكرّم إرث ديانا الخيري. يُذكر أن معرض ما قبل البيع يُقام حالياً في "متحف ستايل أيكونز" بمدينة نيوبريدج في أيرلندا، ويستمر حتى 17 يونيو الجاري.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.