في موسم خريف وشتاء 2025، أعادت دور الأزياء الكبرى تعريف فكرة الحضور الأنثوي من خلال أكسسوارات وجه ساحرة، وشباك غامضة، وأحياناً شاعرية إلى حد الذهول. لم تكن هذه التصاميم مجرّد إضافات جمالية بل تحوّلت إلى تعبيرات فنية تتلاعب بمفاهيم الهوية، الحماية، وحتى الخفاء.
- قدم راهول ميشرا شبك وجه أسود مزيّنا بزهور صغيرة ثلاثية الأبعاد، وكأنها مجوهرات ناعمة معلّقة في الهواء. هنا، الشبكة لا تخفي الملامح بقدر ما تحوّلها إلى لوحة قابلة للتأمل. التفاصيل الصغيرة تعيدنا إلى الطبيعة كعنصر أساس في إبداع ميشرا المستمر. وفي لوك آخر رأينا التول الأسود هنا يتّخذ شكلاً معمارياً ملتفاً حول الرأس، مع نقاط ترصيع برّاقة عند العينين تعكس الضوء وتشدّد على النظرة. الغموض هنا يبلغ ذروته، في لقاء بين الظل والوهج.
- استخدمت جولي دي ليبران التول الذهبي الباهت كحجاب شفّاف مرصّع بكائن صغير (ربما نحلة أو فراشة)، بدا كأنّه التقط من حديقة مسحورة. هذه الإكسسوارات تنسج رابطاً بين الأنوثة والأسطورة. في لوك آخر، استعانت جولي بشبك ناعم يغطي الوجه مع نقاط سوداء صغيرة تبدو كعلامات توقيع سرّية. التصميم بسيط في شكله لكنه ينبض بدفء عاطفي وكأنّه يستحضر صورة البطلة الكلاسيكية في فيلم رومانسي قديم.
- في عرض أيريس فان هاربن تحول التول إلى منحوتة حقيقية، مع نقوش نباتية دقيقة تلتف حول العينين بشكل فني سريالي. هنا، الإكسسوار لا يزيّن الوجه فقط، بل يرويه كقصة متحرّكة.
تؤكّد أكسسوارات الوجه في عروض هذا الموسم أن الهوت كوتور لا تقتصر على الفساتين فحسب. بل هي فلسفة متكاملة تستحضر الحرفية والخيال لتخلق طبقة إضافية من الدراما والدهشة. في زمن باتت فيه الملامح مكشوفة بشكل دائم عبر الشاشات، تأتي هذه الإكسسوارات كفعل مقاومة... كوسيلة لإعادة الغموض إلى الجمال، ولإعادة السحر إلى العين التي تراه.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.