مع عودة مسلسل Emily In Paris بموسمه الخامس، تتحوّل ليلي كولينز إلى بطلة مشهد آخر لا يقل إثارة عن الشاشة: جولة العروض الأولى والمؤتمرات الصحافية. هذه المرة، لا تكتفي ليلي بتقديم إطلالات جميلة، بل ترسم من خلالها سردية واضحة تعكس نضجها الأسلوبي، ووعياً أعمق بعلاقة الموضة بالشخصية التي تمثلها وباللحظة التي تعيشها مهنياً.
إطلالات باهرة بكل المقاييس
في نيويورك، وخلال العرض الأول للمسلسل في التاسع من ديسمبر، اختارت ليلي كولينز فستاناً مصمماً خصيصاً لها من مجموعة بالينسياغا لصيف 2026. الفستان الأسود من حرير الغزار بقصّة Double Maxi Ballon بدا كأنه دراسة دقيقة في الحجم والبنية، حيث لعبت القصّة المنتفخة دوراً مسرحياً من دون أن تفقد الإطللة أناقتها. القفازات الجلدية الطويلة والحذاء الكلاسيكي أكملا الصورة بصرامة مدروسة، تؤكد ميل ليلي المتزايد نحو الأزياء المفاهيمية ذات الطابع القوي.
أما في ظهور آخر مرتبط بتقديم الموسم الجديد، فقد اتجهت ليلي إلى عالم الهوت كوتور من خلال تصميم من سكياباريلي ربيع وصيف 2025، من توقيع دانيال روزبيري. الفستان المشدود المصنوع من شرائط الساتان بلون اللؤلؤ الرمادي، الملتفة حول الجسد والمزينة ببتلات مطرزة وريش مغمور بالغليسرين، حمل حساً فنياً أقرب إلى النحت. هنا، بدت ليلي كأنها تمشي بين الحلم والواقع، مع إكسسوارات ناعمة عززت الطابع السريالي للإطلالة من دون مبالغة.
وفي سياق مختلف، اختارت ليلي فستاناً أسود مطرزاً بالكريستال من مجموعة Armani Privé لخريف 2025، في لحظة تؤكد ارتباطها الطويل بالأناقة الكلاسيكية المسائية. ما يلفت في هذا اللوك ليس البريق بحد ذاته، بل القصة المتقنة: عقدة مخملية سوداء كبيرة عند الخصر تحولت إلى نقطة ارتكاز بصرية، منحت الفستان حضوراً نحتياً من دون أن تطغى على رشاقة القوام. فتحة الصدر العميقة جاءت متوازنة بعناية، لتبرز عقد كارتييه وتمنح الإطلالة ترفاً هادئاً يليق بسجادة حمراء معاصرة.
إطلالات عصرية.. وغير متوقعة
ومع انتقال الجولة إلى أوروبا، وتحديداً بعد محطة فينيسيا، اجتمع فريق العمل في باريس، حيث لعبت الموضة دور البطولة في فعالية خاصة لنتفليكس. هنا، برز توجه متشرك نحو الأقمشة الشفافة والملمس الغني، لكن ليلي حافظت على خطها الخاص، متنقلة بين الجرأة والانضباط بأسلوب ذكي.
أحد أكثر ظهوراتها لفتاً للانتباه كان وصولها إلى محطة Gare d’Austerlitz بعد رحلة على متن قطار Orient Express اختارت جمبسوت دانتيل من سان لوران بحواف تشبه ملابس النوم، نسقته مع معطف ترنش وإكسسوارات من الدار نفسها. الإطلالة حملت روح السفر الحميمي، وكأنها تلعب على فكرة الأناقة غير المتكلفة، مع جرأة قد لا ترضي الجميع، لكنها تؤكد رغبتها في كسر القوالب.
وفي المساء، وعلى شاشة التلفزيون، قلبت ليلي المعادلة تماماً ببدلة من ماكوين Resort 2026 بنقشة Prince of Wales . قصّة حادة، وخياطة دقيقة، وحضور واثق يبتعد كلياً عن الاستفزاز، ويعيد التركيز إلى قوة التاييلورينغ.
ما تقدمه ليلي كولينز في هذه الجولة ليس مجرد تنويع في الإطلالات، بل إعلان واضح عن مرحلة جديدة. بين الأرشيف والابتكار، بين الجرأة والكلاسيكية، تؤكد أن علاقتها بالموضة باتت أكثر وعياً وتحرراً، تماماً كما هو حال Emily نفسها، لكن بنسخة أكثر نضجاً وأناقة.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.