يبقى أسبوع الهوت كوتور في باريس الحدث الأهم في روزنامة الموضة العالمية، والموعد الذي ننتظره دائماً بشغف استثنائي، لما يحمله من وعود بالجمال الخالص، والحرفية النادرة، والرؤية الإبداعية في أعلى تجلياتها. ففي عالم تتسارع فيه وتيرة الموضة، يظل الهوت كوتور مساحة للتأمل، وللاحتفاء بالتصميم كفن، وبالأزياء كحكاية تُروى عبر التفاصيل الدقيقة والعمل اليدوي المتقن.
ومع اقتراب موسم يناير المقبل، يبدو أن أسبوع الهوت كوتور الباريسي يستعيد زخمه بقوة، متحدياً حالة التباطؤ التي يشهدها قطاع الرفاهية العالمي. إذ يضم الجدول الرسمي لهذا الموسم 29 دار أزياء، إلى جانب انضمام اسمين جديدين، في مؤشر واضح على حيوية هذا الحدث واستمراريته. ومن المقرر أن تُقام العروض بين يومي الاثنين 26 يناير والخميس 28 يناير، في العاصمة الفرنسية التي لا تزال تُعد القلب النابض لعروض الأزياء الراقية.
ويشهد هذا الموسم انضمام دارين ضيفتين إلى الجدول الرسمي الذي تصدره Fédération de la Haute Couture et de la Mode، الجهة المشرفة على جميع مواسم العروض في باريس. الأولى هي المصممة اليونانية سيليا كريثاريوني، التي سبق لها تقديم مجموعات كوتور في باريس، لكن هذه المشاركة تمثل أول إدراج رسمي لها ضمن الجدول الفرنسي المعتمد. أما الاسم الثاني فهو المصمم الفيتنامي فان هوي، الذي قدّم سابقاً عروض للأزياء الجاهزة في باريس، إلا أن ظهوره هذا الموسم يشكّل أول مشاركة لمصمم من فيتنام في أسبوع الهوت كوتور الرسمي.
في المقابل، تتجه الأنظار بشكل خاص إلى عروض الكوتور الأولى لكل من ماتيو بلازي لدى شانيل، وجوناثان أندرسون لدى ديور. فرغم تقديمهما عروض الأزياء الجاهزة الأولى لداريهما، فإن هذه العروض المرتقبة تمثل لحظة مفصلية، إذ تحمل ثقلاً تاريخياً كبيراً لاثنتين من أهم دور الأزياء الفرنسية.
كما يحظى عرض جورجيو أرماني بريفيه باهتمام واسع، حيث يقدم الدار الإيطالية مجموعتها الأولى من الهوت كوتور منذ وفاة مؤسسها في سبتمبر الماضي، في لحظة تحمل أبعاداً عاطفية ورمزية خاصة.
ويزخر الأسبوع أيضاً بأسماء بارزة في عالم الكوتور، حيث تفتتح سكياباريلي العروض، تليها دور مثل راهول ميشرا، جيامباتيستا فالي، ستيفان رولان، إيلي صعب، فيكتور أند رولف، وصولاً إلى جيرمانييه الذي يختتم الموسم مساء الخميس.
وكما جرت العادة في المواسم الأخيرة، تقدّم دار باتو عرض أزياء جاهزة بعد ظهر الأحد 25 يناير، كجسر انتقالي أنيق بين أسبوع الموضة الرجالية وبداية احتفالات الهوت كوتور، مؤكدة أن باريس لا تزال تعرف كيف تحافظ على إيقاع الجمال في كل تحولاتها.
عملت في مجال الصحافة والكتابة منذ سن الـ16، خرّيجة كلية الإعلام والتوثيق في بيروت، أقيم في دبي منذ 14 عاماً، حيث أعمل اليوم كمحررة ومديرة لموقع gheir.com، أشرف على المحتوى وأهتمّ بإدارة العلاقات مع العلامات الكبيرة في مجال الموضة والمجوهرات والجمال والفنون الجميلة على أنواعها. أقوم أيضاً بمقابلات حصرية فيما يتعلق بإصدارات دور الأزياء والمجوهرات، وتنفيذ جلسات تصوير وفيديوهات خاصة بالموقع.